سيف بن زايد: مستقبل الأمن العالمي يُبنى على الجهود الدولية المتكاملة

ترأس الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الاجتماع السادس لوزراء داخلية دول التحالف الأمني الدولي، الذي انعقد في قصر الإمارات بالعاصمة أبوظبي، بحضور وزراء داخلية من الدول الأعضاء في التحالف. ورحب سموه بالوزراء الضيوف في بلدهم الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، التي جعلت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من التسامح منهجاً، ومن التعايش جسراً للتقارب، ومن السلام رسالة تمتد إلى العالم أجمع.

وقال سموه، إننا نجتمع اليوم تحت مظلة التحالف الأمني الدولي، لنؤكد أن مستقبل الأمن العالمي يُبنى على الجهود الدولية المتكاملة، والثقة التي تجمعنا كوننا دولاً تؤمن بأن الأمن هو ركيزة التنمية، وأن التعاون هو بوابة المستقبل الآمن.

وقال سموه: «يسعدنا أن نرحّب بانضمام جمهورية البرازيل الاتحادية إلى التحالف الأمني الدولي، في خطوة تجسد توسع آفاق التعاون الدولي وتعزز حضور التحالف على الساحة العالمية، حتى غدا تحالفاً عالمياً يوحد الجهود ويجسد وحدة الهدف في خدمة الأمن والسلام الإنساني».

وأضاف سموه أن التحالف الأمني الدولي رسخ نفسه منذ تأسيسه منصة فعالة لتبادل أفضل الممارسات، وتعزيز جاهزية المؤسسات الأمنية، وتطوير القدرات في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، حتى أصبح التحالف الشرطي الوحيد الذي يقوم بكل هذا تحت مظلة واحدة، وأن ما يجعل هذا التحالف مجموعة عمل قوية ومتماسكة، هو التواصل المستمر بين الفرق الفنية من الدول الأعضاء، الذي يعمق جسور الثقة، ويرسخ العلاقات بين الوزراء والدول، ويعزز وحدة الرؤية والمصير المشترك.

وأكد سموه أن دولة الإمارات تؤمن بأن الأمن المستدام يبدأ من الإنسان، وأن التقنية والمعرفة هما شركاء في صنع القرار، وفي بناء الثقة وفي حماية المستقبل. وأشار سموه إلى أن المسؤولية تحتم أن نواصل البناء على ما تحقق، وأن نرسم معاً خريطة طريق تعزز مناعة مجتمعاتنا، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون القائم على الابتكار والعدالة والاحترام المتبادل.

وتقدم سموه في ختام كلمته بالشكر والتقدير إلى الدول الأعضاء والخبراء وفرق العمل في التحالف الأمني الدولي على جهودهم المخلصة، متمنياً أن يكون الاجتماع خطوة جديدة نحو عالم أكثر أمناً وإنسانية.

وتم خلال الاجتماع الإعلان عن انضمام جمهورية البرازيل الاتحادية إلى دول التحالف الأمني الدولي، لتصبح أحدث الأعضاء ضمن هذا التجمع العالمي الرائد، في خطوة تعكس تنامي الثقة الدولية بدوره وفاعلية مبادراته في تعزيز التعاون الأمني ومكافحة الجريمة العابرة للحدود.

وأعرب وزراء الداخلية المشاركون، في كلماتهم، عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها للاجتماع ودعمها الدائم لمسيرة التحالف الأمني الدولي، مؤكدين أنه أصبح نموذجاً رائداً في التعاون الشرطي والأمني العابر للحدود، وفي تبادل الخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء من أجل المزيد من التكامل وتوحيد الرؤى لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، مؤكدين التزام دولهم بمواصلة العمل بروح الفريق الواحد لترسيخ الأمن والسلم الدوليين.

وتضمن اللقاء بحث سبل تعزيز العمل التكاملي المشترك بين الدول الأعضاء وغيرها من دول العالم، من أجل تعزيز الأمن والاستقرار وصون مكتسبات المجتمعات، إلى جانب بحث مستجدات عمل التحالف لمواصلة تعزيز الجهود والتضامن الدولي المشترك نحو مكافحة الجرائم المنظمة والعابرة للحدود الوطنية، ومحاربة التطرف والإرهاب وتعزيز أمن المجتمعات.

كما استعرض الوزراء في الاجتماع المشاريع والمبادرات الحالية والمستقبلية (2026 - 2027)، من تنظيم الأمانة العامة للتحالف الأمني الدولي التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، ونتائج عدد من العمليات المشتركة وبينها (ISALEX 3.0)، وعدد الورش والفعاليات التدريبية التي تمت خلال السنوات السابقة، والتي تهدف في مجملها إلى تطوير منظومة العمل المشترك، وتعزيز جاهزية الأجهزة الأمنية، وتكثيف تبادل الخبرات والمعلومات بين الدول الأعضاء، بما يرسخ مكانة التحالف منصة عالمية للابتكار في مجالات الأمن ومكافحة الجريمة وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.

وأصدر أصحاب المعالي وزراء دول التحالف الأمني الدولي في ختام أعمال اجتماعهم الوزاري السادس، بياناً أكد استمرار التزام دول التحالف بتعزيز منظومة العمل المشترك وتطويرها كونها نموذجاً متكاملاً للتعاون الشرطي الاستراتيجي والفني والميداني تحت مظلة واحدة، تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار العالميين، وأهمية مواصلة التنسيق وتبادل الخبرات والممارسات المبتكرة في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة، والتصدي للتهديدات الأمنية الناشئة، وتعزيز القدرات المؤسسية للدول الأعضاء بما يواكب المتغيرات المتسارعة في المشهد الأمني العالمي.