أبوظبي، عواصم - البيان، وكالات
عبرت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن «رؤية إسرائيل الكبرى»، وأكدت رفضها القاطع لهذه التصريحات الاستفزازية التي تعتبر تعدياً سافراً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، رفض دولة الإمارات القاطع لأي تهديد لسيادة الدول العربية الشقيقة، ودعت إلى ضرورة توقف متطرفي الحكومة الإسرائيلية عن إطلاق التصريحات أو القيام بأعمال تحريضية.
وكذلك وجوب وقف كل الخطط الاستيطانية والتوسعية التي تهدد الاستقرار الإقليمي، وتقوّض فرص السلام والتعايش في المنطقة وبين شعوبها.
وقال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إن تصريحات نتانياهو حول «إسرائيل الكبرى» تمثل خطاباً متطرفاً وعنجهيّاً طالما دفعت المنطقة وشعوبها ثمنه.
وكتب معاليه على منصة «إكس» متسائلاً: «فأي استفزاز هذا؟ وأي مصلحة تُرتجى من هذا الخطاب التحريضي؟ وإلى متى سيتحكم التطرف والمتطرفون بمستقبل المنطقة عبر خطاب الإلغاء والتهميش؟».
وأعلن وزير المالية الإسرائيلي المنتمي إلى تيار اليمين الأشد تطرفاً بتسلئيل سموتريتش، أن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني سيقسم الضفة الغربية ويفصلها عن القدس الشرقية، في خطوة وصفها مكتبه بأنها «ستدفن» فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وفي بيان بعنوان «دفن فكرة دولة فلسطينية»، قال المتحدث باسم سموتريتش، إن الوزير وافق على خطة بناء 3401 منزل بين مستوطنة قائمة في الضفة وبين القدس.
وأعلن سموتريتش من «معاليه أدوميم» شرقي القدس أن الخطة ستدخل حيز التنفيذ الأربعاء المقبل، مشيراً إلى أن نتانياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيّدا إحياء مخطط إي1.
وقال، إن «كل من يسعى في العالم للاعتراف بدولة فلسطينية اليوم سيتلقى ردنا على أرض الواقع. ليس بالوثائق ولا بالقرارات ولا بالتصريحات، بل بالحقائق. حقائق المنازل، حقائق الأحياء السكنية».
وقد تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة عزلة إسرائيل، التي تواجه تنديداً من بعض حلفائها الغربيين الذين يعلنون تباعاً نيتهم الاعتراف بدولة فلسطينية.
وانتقدت منظمة «كسر الصمت» الإسرائيلية، سموتريتش واتهمته بتشجيع النشاط الاستيطاني في الضفة. وقالت: «هذا الاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني لن يؤدي فقط إلى مزيد من تفتيت الأراضي الفلسطينية، بل سيزيد من ترسيخ الفصل العنصري».
وقالت حركة «السلام الآن»، في بيان، إن «خطة إي1 تهدد مستقبل إسرائيل وأي فرصة لتحقيق حل الدولتين سلمياً. نحن نقف على حافة الهاوية، والحكومة تدفعنا للأمام بأقصى سرعة». ويعتبر معظم المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أنيتا هيبر خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «ضم الأراضي هو إجراء غير قانوني بموجب القانون الدولي».
واعتبرت الخارجية المصرية أن «إعلان سموتريتش يعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتغيير وضعها الديموغرافي».
وحذر البيان من أن «الغطرسة الإسرائيلية لن تحقق الأمن أو الاستقرار لدول المنطقة، بما فيها إسرائيل نفسها».
وجددت مصر تحذيرها لإسرائيل من «الانسياق وراء معتقدات وهمية بتصفية القضية الفلسطينية أو تجسيد ما تسمى بإسرائيل الكبرى».
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية الخطة الاستيطانية و«تصريحات سموتريتش العنصرية المتطرفة حول منع إقامة الدولة الفلسطينية».
واعتبرت، في بيان هذه التصريحات «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداءً على حق الشعب الفلسطيني، مشددة على أن «لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة».
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة د.سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق وإدانتها لهذه «الخطة الاستيطانية والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية التي تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصاً القرار 2334 الذي يدين جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديموغرافي وطابع ووضع الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية». كما نددت قطر بأفعال سموتريتش واعتبرتها «انتهاكاً سافراً لقرارات الشرعية الدولية».