الإمارات.. التزام إنساني راسخ في إغاثة الشعب السوداني

دعم إماراتي للشعب السوداني في مختلف المناطق لتخفيف المعاناة الإنسانية | البيان
دعم إماراتي للشعب السوداني في مختلف المناطق لتخفيف المعاناة الإنسانية | البيان


كثفت دولة الإمارات جهودها الإنسانية لإغاثة الشعب السوداني منذ اندلاع الحرب الأخيرة في أبريل 2023 وحتى اليوم، حيث لم تدخر دولة الإمارات جهداً في تلبية الاحتياجات الإنسانية في مختلف المناطق السودانية بدون تمييز، وقامت بتسيير مئات الشحنات الإنسانية جواً، فضلاً عن تخصيص ملايين الدولارات للمنظمات الدولية العاملة على تلبية المتطلبات الصحية والطبية للأشقاء في السودان. وتأتي المساعدات الإماراتية للسودان ولدول الجوار في إطار حرص القيادة الرشيدة المستمر على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوداني الشقيق، والذي يعكس الاهتمام الكبير التي توليه الإمارات العربية المتحدة للتحديات الإنسانية والتزامها بمواصلة مد يد العون والمساندة والدعم الإنساني له.

وعلى مدى العقد الماضي، منذ 2015، قدمت الإمارات 3.5 مليارات دولار من المساعدات للشعب السوداني، مما يؤكد جهودها الراسخة في دعم من هم بأمس الحاجة في أوقات الأزمات. وبلغ مجموع المساعدات الإماراتية للسودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 أكثر من 600 مليون دولار غطت كافة القطاعات وأغاثت مئات الآلاف من الجوع نتيجة انهيار مرافق الدولة السودانية جراء الحرب وانقطاع الرعاية عن السكان خاصة في المناطق النائية.

وشيدت دولة الإمارات مستشفيين ميدانيّيْن في أمدجراس وأبشي التشاديتين لدعم الأشقاء السودانيين اللاجئين، حيث تمتد خدماتهما إلى جميع المدنيين، بغض النظر عن الجنسية أو العمر أو الجنس أو الانتماء السياسي. وبلغ عدد من استقبلهم المستشفى في أمدجراس منذ افتتاحه أكثر من 29 ألف حالة. وحالت هذه الجهود دون تفشي أمراض جماعية في مخيمات للنازحين بأنحاء السودان وعلى الحدود مع تشاد. وتعد تشاد أكبر دولة تستقبل لاجئين سودانيين، حيث استقبلت 630.752 لاجئاً منذ أبريل 2023، وتشكل النساء والأطفال 89% من اللاجئين المسجلين. ومن بين الـ600 مليون دولار، خصصت الإمارات 200 من المساعدات الإنسانية خلال مؤتمر أديس أبابا في فبراير الماضي، في واحدة من أكبر التبرعات لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان.

دعم استجابة

وفي تفاصيل المساعدات، دشنت الإمارات منذ بداية الأزمة في السودان، جسراً جوياً (مع السودان وتشاد المجاورة) بهدف تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة، وللتخفيف من حدة الظروف الإنسانية في السودان ودول الجوار. وقد قدمت دولة الإمارات منذ بدء الأزمة 130 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية و9500 طن من الإمدادات الغذائية والطبية عبر تسيير 148 طائرة إمدادات إغاثية، إضافة إلى سفينة حملت على متنها نحو 1000 طن من المستلزمات الإغاثية العاجلة. كما دعمت مخيمات اللاجئين السودانيين في أبشي وفي عدد من المناطق في تشاد. وإضافة إلى ذلك، تم تسيير طائرة مساعدات غذائية تحمل على متنها 100 طن إلى اللاجئين السودانيين في جنوب السودان من خلال برنامج الأغذية العالمي.

دعم

كما تعهدت الإمارات بتقديم 100 مليون دولار في مؤتمر المانحين في باريس الذي عُقد في أبريل 2024، حيث تم تخصيص 70 مليون دولار من هذه التعهدات للمنظمات الإنسانية و30 مليوناً لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار مثل تشاد وأوغندا وجنوب السودان وإثيوبيا. وتوجه الدعم الإماراتي إلى الشركاء الرئيسيين من وكالات الأمم المتحدة ويشمل كل من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، مما يضمن اتباع نهج شامل لمعالجة الأزمة الإنسانية والحد من تفاقم المجاعة في السودان، حيث يشمل النهج الذي تتبعه دولة الإمارات تقديم كافة أنواع المساعدات، لاسيما الغذائية والصحية وحماية النساء والأطفال وتوفير سبل العيش والمأوى في حالات الطوارئ، مما يؤكد التزامها بمعالجة مختلف جوانب الأزمة الإنسانية في السودان.

موقف ثابت

ودعماً لاستقرار السودان وتخفيف الأزمة الإنسانية، دأبت دولة الإمارات على الدعوة إلى حل سلمي للأزمة وإطلاق مسار سياسي شامل يضع حداً للحرب القائمة. وعبرت الإمارات عن موقفها الثابت في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال توفير المساعدات الإغاثية العاجلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو التنمية والازدهار، والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة، من خلال العودة إلى المسار السياسي، وتغليب صوت الحكمة والعقل، وتكثيف العمل الجماعي والجهود المشتركة للدفع نحو وقف الصراع وإنهاء الأزمة بما يعزز أمن واستقرار السودان، ويؤدي إلى حقن الدماء، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة يشارك فيها ويقودها المدنيون، بما يلبي تطلعات شعبه الشقيق في التنمية والازدهار.