رئيس الدولة يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى روسيا

دبي - وائل نعيم، وام

يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ، حفظه الله، اليوم، زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية.

ويبحث سموه خلال الزيارة مع فخامة فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، مختلف جوانب الشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين وسبل تعزيزها خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية المشتركة إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وتشكل الزيارة الرسمية لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جمهورية روسيا الاتحادية، مرحلة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعة قوية لدعم التكامل الاقتصادي وترسيخ التعاون الاستراتيجي بينهما في مختلف المجالات، وفرصة لبحث آفاق تطور العلاقات الإماراتية الروسية والدفع بالمسارات الاقتصادية بين البلدين نحو آفاق أوسع، بما يترجم الرؤية الاستراتيجية المتكاملة للبلدين الصديقين على جميع المستويات.

علاقات وثيقة

وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة، وبتاريخ طويل من التعاون والحوار البناء، حيث بدأت العلاقات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وشهدت تطورات كبيرة لتتحول إلى شراكة استراتيجية قوية مبنية على تاريخ من المصالح المشتركة، تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وعزز الشراكة بين البلدين الصديقين تقارب الرؤى بينهما حيال القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، والاتفاق على تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، فضلاً عن التعاون المتنامي بينهما في المجالات كافة.

تعاون مشترك

ومع الارتقاء المستمر بالتعاون الاستراتيجي بين البلدين تزداد هذه العلاقات عمقاً ورسوخاً، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إيماناً من سموه بأهمية تعزيز علاقات الإمارات الدولية في شتى المجالات، وزيادة تعاونها مع دول العالم أجمع، في ظل وجود إمكانات ومجالات عديدة للاستمرار في تحسين التعاون المشترك مع جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة.

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1971 مع الاتحاد السوفييتي، واستكملت في عام 1991 مع روسيا الاتحادية، غير أن قرار تبادل السفراء تم التوصل إليه في نوفمبر 1985،.

وفي عام 1986 جرى افتتاح سفارة الاتحاد السوفييتي في أبوظبي، وفي أبريل 1987 افتتحت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في موسكو، بينما افتتحت القنصلية العامة الروسية في دبي عام 2002، ما ترجم مدى قوة العلاقة بين البلدين الصديقين.

وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على بناء علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم، قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وكانت روسيا من الدول التي سعت الإمارات إلى إقامة علاقات دبلوماسية معها مبكراً، من خلال وضع الأساس لعلاقات صداقة قائمة على المصالح المشتركة.

زيارات رسمية

وترجمت الزيارات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين قوة تلك العلاقة، وعملت القيادتان في البلدين على تفعيل التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية والثقافية، وبدأت العلاقات الإماراتية الروسية في أخذ منحى عملي أكثر وضوحاً.

حيث كثفت الشركات الإماراتية استثماراتها في السوق الروسية، وفي المقابل فتحت الإمارات أبوابها أمام رجال الأعمال الروس، كما جرى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات النقل الجوي، والثقافة، والتعليم، والتبادل التجاري. وشهدت العلاقات بين الإمارات وروسيا تطوراً لافتاً، تمثل في زيارات رسمية رفيعة المستوى ساهمت في تعزيز التعاون الاستراتيجي.

وفي سبتمبر 2013 زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جمهورية روسيا الاتحادية، وبحث مع رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، فلاديمير بوتين، وعدد من كبار المسؤولين الروس العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية وسبل دعمها وتطويرها، في ظل ما يربط البلدين من روابط صداقة متميزة ومصالح مشتركة، ووقعت الإمارات العربية المتحدة وروسيا، بمقر الكرملين، مذكرة إعلان نوايا لإقامة شراكة استثمار في مشروعات البنية التحتية الروسية.

آفاق جديدة

كما زار سموه جمهورية روسيا الاتحادية في أغسطس 2015، تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحضور افتتاح فعاليات معرض «ماكس الدولي للطيران والفضاء 2015».

حيث بحث الجانبان علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، ومناقشة تطورات القضايا الإقليمية والدولية، وفتحت الزيارة آفاقاً جديدة في شبكة العلاقات السياسية والتجارية والاستثمارية والسياحية بين الإمارات وروسيا الاتحادية، والتي تشهد حالياً تطوراً كبيراً على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف الأصعدة.

كما زار سموه جمهورية روسيا الاتحادية في مارس عام 2016، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحث الجانبان خلالها علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي أبريل عام 2017 زار سموه جمهورية روسيا الاتحادية، وفتحت هذه الزيارة آفاقاً جديدة في شبكة العلاقات السياسية والتجارية والاستثمارية والسياحية بين الإمارات وروسيا الاتحادية.

مرحلة نوعية

وفي يونيو عام 2018 زار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، روسيا الاتحادية، ووقع مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إعلان «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين، ليدشنا مرحلة نوعية جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شهدت علاقات البلدين نقطة تحول مهمة تمثلت في التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية بينهما.

والتي تشمل المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية إضافة إلى المجالات الإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية، وعزز الإعلان الحوار والمشاورات حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية الرئيسية ذات الاهتمام السياسي المتبادل، كما تضمن الإعلان إجراء المشاورات بشكل منتظم بين وزيري خارجية البلدين، بغرض تنسيق المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل.

ومثلت زيارة سموه إلى جمهورية روسيا الاتحادية في أكتوبر عام 2022، استمراراً لنهج دولة الإمارات في بناء الجسور وتعظيم القواسم المشتركة في علاقاتها مع الدول الصديقة، ودعم الجهود الهادفة إلى إيجاد حلول سلمية للأزمات.

وفي إطار زيارة العمل التي قام بها سموه إلى جمهورية روسيا الاتحادية في يونيو 2023 التقى سموه فلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، وتم خلال اللقاء، بحث مسار العلاقات الإماراتية - الروسية، في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وفي أكتوبر الماضي عام 2024 زار سموه جمهورية روسيا الاتحادية، وبحث سموه خلال الزيارة مع الرئيس فلاديمير بوتين، مختلف أوجه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، خصوصاً في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة وغيرها، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

كما شارك سموه خلال الزيارة في أعمال القمة الـ16 لقادة دول مجموعة «بريكس» التي استضافتها مدينة قازان الروسية خلال الفترة من 22 إلى 24 من شهر أكتوبر عام 2024.

في سبتمبر 2007 زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دولة الإمارات، وكانت أول زيارة لرئيس روسي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأكدت هذه الزيارة تطابق وجهات نظر قادة البلدين في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن، وعززت مناخ الثقة والتفاهم بينهما حول مختلف القضايا.

كما شهد عام 2019 زيارة تاريخية أخرى للرئيس بوتين إلى أبوظبي، تم خلالها توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، لفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين البلدين، شملت قطاعات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب مشاريع استثمارية مشتركة.

رؤى متقاربة

وتتميز العلاقات الإماراتية الروسية بتقارب الرؤى في عدد من الملفات الإقليمية والدولية، مثل مكافحة الإرهاب، ودعم جهود الاستقرار في الشرق الأوسط، والحلول السلمية للأزمات، ويحرص الجانبان على التنسيق المستمر من خلال اللقاءات الدبلوماسية والزيارات المتبادلة.

إضافة إلى التعاون في إطار المنظمات الدولية، وتنظر روسيا إلى دولة الإمارات كشريك ودود وموثوق على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ويعد التفاعل السياسي الإماراتي الروسي أحد العناصر المهمة للحفاظ على السلام والأمن على الساحة الدولية والمنطقة العربية، بما في ذلك منطقة الخليج العربي، إذ تتبنى الدولتان مواقف متقاربة بشأن مجموعة واسعة من القضايا على جدول الأعمال الدولي والإقليمي.

وتلتزم الدولتان بنظام عالمي قائم على مبادئ تعددية الأطراف، والرغبة في التسوية السياسية والدبلوماسية لحالات النزاع، ودعم الحوار والتفاهم المتبادل بين الأديان والثقافات المختلفة، واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي ونبذ التطرف والإرهاب، وتحافظ روسيا ودولة الإمارات تقليدياً على حوار سياسي مستقر وموثوق، تدعمه مجالات تعاون متعددة الأوجه على أعلى المستويات.