وزارات التربية والتعليم.. مساهمات نوعية في إنجاز تصفيات التحدي

تحدي القراءة يعزز التواصل بين الأجيال العربية
تحدي القراءة يعزز التواصل بين الأجيال العربية

تعتبر وزارات التربية والتعليم في الدول المشاركة في تصفيات تحدي القراءة العربي، شريكاً أساسياً في نجاح المبادرة التي أطلقت في العام 2015 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كأكبر تظاهرة قرائية من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم.

وتعكس الإنجازات التي تحققها المبادرة منذ انطلاقها وتزايد أعداد المشاركين في كل دورة من دوراتها، مستوى رفيعاً من التعاون والتنسيق بين مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» التي تنظم تحدي القراءة العربي ووزارات التربية والتعليم والمؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والمعرفي في الدول المشاركة.

وهو ما تجلى في جميع دورات التحدي وآخرها الدورة الثامنة التي سجلت أرقاماً قياسية تمثلت بمشاركة أكثر من 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة، و229 ألف مدرسة و154 ألف مشرف ومشرفة، ويجري تتويج أبطالها في 23 أكتوبر الجاري في دبي.

ولا شك أن بصمة وزارات التربية والتعليم كانت حاضرة في قصة نجاح تحدي القراءة العربي، بكوادرها التربوية والتعليمية، وخبراتها التنظيمية والإشرافية، ودورها في إطلاق الحملات المكثفة للتشجيع على القراءة والاهتمام باللغة العربية وخوض منافسات التحدي.

كما ساهمت بإشراك الشرائح المجتمعية في هذا الحراك الثقافي والمعرفي، وإبراز دور الأسرة في عملية التنشئة وتحفيز أبنائها على التحصيل والمطالعة.

وقد بذلت وزارات التربية والتعليم جهوداً كبيرة للتعريف بتحدي القراءة العربي وأثره الإيجابي في تعزيز التواصل بين الأجيال العربية الصاعدة، والعمل مع مؤسسة المبادرات بروح الفريق الواحد طوال مراحل التصفيات لتحقيق أهداف التحدي في نشر ثقافة القراءة والمساهمة في بناء مستقبل قائم على المعرفة.

مهام متعددة

وتضطلع وزارات التربية والتعليم بمهام عدة خلال تصفيات تحدي القراءة العربي وصولاً إلى تتويج أبطاله كل عام على المستوى الوطني، وتسجل حضوراً مؤثراً في كل مرحلة من مراحل المنافسات.

حيث تقوم الوزارة في البلد المشارك بتعميم مبادرة تحدي القراءة العربي في بداية كل عام دراسي على جميع المناطق التعليمية وتوضيح شروط المشاركة فيها وآلية المنافسات، والتعريف بأهميتها ودورها وفوائد الانخراط في هذا السباق المعرفي.

وتعين وزارات التربية والتعليم في الدول المشاركة، منسقين للمناطق التعليمية من أجل تسجيل الطلبة على الموقع الإلكتروني لمبادرة تحدي القراءة العربي ومتابعة الطلبة خلال مراحل التصفيات، كما يتواصل المنسقون مع أمانة مشروع تحدي القراءة العربي، لأداء المهام الموكلة إليهم وفق الخطط الزمنية الخاصة بالمبادرة ووفق رؤى مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية».

إشراف مباشر

وتتولى الوزارات في الدول المشاركة توفير الجوازات الإلكترونية للطلاب «جوازات التحدي»، ويتكون الواحد منها من عشر صفحات، يُسجل في كل صفحة تلخيص للكتاب المقروء مع ذكر اسم الكتاب ومؤلفه وعدد صفحاته ودار النشر، وقد أعطيت الجوازات ألواناً مختلفة مرتبة زمنياً: الأحمر، الأخضر، الأزرق، الفضي، ثم الذهبي.

وتبدأ منافسات تحدي القراءة العربي، عندما يقوم كل مشارك بتحميل الجواز الأحمر من الموقع الإلكتروني الخاص بالتحدي بمساعدة مشرف المدرسة، ويقرأ كتاباً في أي مجال من مجالات العلم والأدب يكون مناسباً لمرحلته العمرية، ثم يلخص هذا الكتاب في الجواز الأحمر، حتى ينهي قراءة عشرة كتب ثم يلخصها تحت عشر تأشيرات (التأشيرة تعني كتاباً)، ثم تتكرر العملية مع الجواز الأخضر.

وبذلك يكون الطالب قد أتم قراءة 20 كتاباً ولخصها تحت 20 تأشيرة، ويواصل بالوتيرة ذاتها حتى يصل إلى الجواز الذهبي فيكون قد قرأ 50 كتاباً كما يشترط تحدي القراءة العربي، مع مراعاة أن يكون العدد 25 كتاباً للطلبة في فئة أصحاب الهمم.

ورش تعريفية

كما تتولى وزارات التربية والتعليم في الدول المشاركة عقد ورش مع مشرفي ومشرفات القراءة في المدارس وكذلك مع منسقي المناطق التعليمية، والإشراف على تنفيذها بالتنسيق والتواصل مع ممثلي مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية».

ومن المهام التي تقوم بها وزارات التربية والتعليم في الدول المشاركة، تعيين محكمين لإجراء التصفيات على مستوى المناطق التعليمية، لتحديد المراكز العشرة الأولى في كل منطقة، أو محافظة أو مديرية في الدول المشاركة، حيث ترشح وزارة التربية والتعليم محكمين من الميدان التربوي.

والذين خضعوا للتدريب المناسب، ليتم اختيار العشرة الأوائل على مستوى المنطقة، لترشيحهم للتصفيات على المستوى الوطني، قبل الانتقال إلى التصفيات الختامية في كل دولة مشاركة والتي يتم إجراؤها من قبل محكمي فريق تحدي القراءة العربي لتحديد المراكز العشرة الأولى على المستوى الوطني.

ويتم ترتيب الفائزين تصاعدياً حسب نتائجهم، ليأتي بعدها تتويج بطل تحدي القراءة العربي على مستوى كل دولة، استعداداً لمشاركته في المرحلة الختامية التي تجري في دبي.

وإضافة إلى ذلك، تشارك وزارات التربية والتعليم ممثلة بالمنسقين الذين عينتهم تلك الوزارات في بداية تصفيات التحدي، وبالتعاون مع مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، في إعداد الخطة التنفيذية لمبادرة تحدي القراءة العربي من مواعيد التصفيات والحفل الختامي، وتتويج الفائزين سواء على مستوى المنطقة أم المديرية أم على المستوى الوطني.

تشجيع الحوار

ويهدف تحدي القراءة العربي، إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتحبيب الشباب العربي بلغة الضاد، وتشجيعهم على استخدامها في تعاملاتهم اليومية.

كما يهدف التحدي إلى بناء المنظومة القيمية للطلاب والطالبات من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يشجع الحوار والانفتاح الحضاري والإنساني ويرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.

ويسعى تحدي القراءة العربي إلى ترسيخ حب المعرفة والقراءة والاطلاع لدى الأجيال الجديدة وتزويدهم بالمعرفة الضرورية للمساهمة في بناء مستقبل أفضل وصقل قدراتهم وشخصياتهم.