متخصصون وطلبة لـ« البيان »: 7 فوائد للمنح الأكاديمية تنعكس على المجتمع والاقتصاد

 المنح الدراسية تسهم في تمكين الطلبة وتطوير الكوادر البشرية
المنح الدراسية تسهم في تمكين الطلبة وتطوير الكوادر البشرية
 عبدالله الشامسي
عبدالله الشامسي
 عبدالله الزرعوني
عبدالله الزرعوني

سالم بن ركاض
سالم بن ركاض
 هلال الكعبي
هلال الكعبي
 يوسف العساف
يوسف العساف

مرفت عبدالحميد، جميلة إسماعيل

تعتبر المنح الدراسية من أبرز الأدوات التعليمية التي تسهم في تمكين الشباب وتطوير المجتمع، كما تبرز أهميتها في تطوير الكفاءات البشرية، حيث أكد عدد من الأكاديميين والطلبة المستفيدين لـ«البيان»، أن المنح الدراسية سواء كانت كاملة أو جزئية ليست مجرد فرصة للتعلم، بل هي استثمار في مستقبل الأفراد والمجتمعات، وتحقيق أقصى استفادة منها يتطلب تعاوناً بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص وأصحاب الصناعة، ومن الضروري تعزيز الوعي بأهمية هذه الفرص.

وأشاروا إلى أن المنح الدراسية تأتي بـ 7 فوائد على المجتمع، تتضمن فتح أبواب التعليم العالي أمام الفئات غير القادرة مادياً، وتأهيل كوادر متميزة قادرة على المساهمة في تنمية بلادها، وتعزيز المساواة في التعليم، وتعزيز الابتكار والإبداع، وتعزيز التنوع والشمولية، وتعزيز التكافل المجتمعي، وتأهيل كوادر في تخصصات نادرة ومطلوبة تسهم في تحريك الاقتصاد المحلي والعالمي.

ودعوا إلى ضرورة تكاتف مؤسسات المجتمع ورجال الأعمال لدعم الجامعات وتقديم المنح للطلبة، والتشجيع على البحث العلمي، وتعزيز التبادل الثقافي.

علاقات قوية

وقال الدكتور عبدالله الشامسي، مدير الجامعة البريطانية بدبي، إن المنح الدراسية الخارجية تعزز التبادل الثقافي وتتيح للطلبة التعرف إلى ثقافات جديدة، وتشجع على نقل المعرفة والخبرات بين الدول. وأشار إلى أن هذه المنح تسهم في الحد من البطالة، إذ عندما يحصل الأفراد على التعليم المناسب فإن فرصهم في الحصول على وظائف جيدة تزداد، بما يسهم في رفع مستوى المعيشة.

ظروف اقتصادية

من جهته، قال الدكتور عبدالله إسماعيل الزرعوني، من جامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي، إن هذه المنح تحقق العدالة التعليمية كونها توفر فرص التعليم للطلبة المتفوقين الذين تعيقهم الظروف الاقتصادية، وتزيل العقبات المالية التي قد تمنعهم من الالتحاق بالجامعات أو الدراسات العليا، وأضاف أنها تسهم أيضاً في تنمية رأس المال البشري من خلال تأهيل الأفراد ليصبحوا خبراء في مجالاتهم، مما يؤدي إلى تعزيز الإنتاجية الوطنية ودفع عجلة الاقتصاد بما ينعكس إيجاباً على ارتفاع معدلات الابتكار والتطور التكنولوجي في المجتمعات.

وأشار هلال الكعبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، إلى الاهتمام بموضوع المنح داخل قبة المجلس، موضحاً أن منح التعليم في دولة الإمارات تسهم في تمكين الشباب عبر التعليم، وتأمين فرص تعليم عالي الجودة، إضافة إلى إعداد عقول واعية لجيل جديد من القادة، لا سيما في قطاع العلوم والتكنولوجيا، عطفاً على دعم الكفاءات العلمية المواطنة، وكذلك للطلبة المقيمين، وتشجيعهم على البحث العلمي، تأخذ على عاتقها بعض الجامعات في على إعطاء منح دراسية وخصومات مختلفة.

بدوره، قال الشيخ الدكتور سالم محمد بن ركاض العامري، عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي: إن اهتم كثيراً بمناقشة موضوع المنح في المجلس، حيث إنها من أهم ممكنات المواهب الإبداعية وعوامل مساعدتها على الارتقاء والنجاح، وهي أيضاً داعم كبير لبيئة الدراسة الأكاديمية، مشيراً إلى أنها تسهم في دعم مسيرة ارتقاء العملية التعليمية والطلبة والمجتمع.

وأضاف أن أهميتها تكمن في توفير فرص دراسية لتخصصات نادرة ومكلفة، كالطب والهندسة والفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها، ما يعود بالفائدة على الدولة والمجتمع والطالب، كونها تعد واحدة من أشكال الدعم العلمي، التي تسمح للطالب بمتابعة تحصيله وزيادة مستواه العلمي.

50 % منحاً

وأوضح الدكتور يوسف العساف، رئيس جامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي، أن المنح الدراسية تحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في ذات الوقت، مؤكداً أهميتها القصوى نظراً لدعمها للطلبة ومساهمتها في تعزيز تقدم الطلبة وتفوقهم الدراسي.

وذكر أن الجامعة تقدم منحاً لما يقرب من 50 % من طلبتها بشكل متفاوت، بما يقرب من 15 مليون درهم سنوياً، تذهب للطلبة المتميزين أكاديمياً لتحفيزهم على مواصلة النجاح والتقدم الأكاديمي، وتشجيعهم على تنفيذ مشاريع وأبحاث وإيجاد الحلول للتحديات خلال رحلتهم الأكاديمية بما يفيد الاقتصاد الوطني وأصحاب الصناعة، كما أنها تحفز زملاءهم أيضاً على التميز وأن يحذوا حذوهم للحصول على هذه المنح.

وأفاد بأن 40 % من الطلبة الذين حصلوا على هذه المنح في الجامعة أصبحوا من رواد الأعمال، حيث تمكنوا من إنشاء شركاتهم الخاصة، منها التي انطلقت من دبي في واحة دبي للسيلكون إلى العالمية.

إبداع وابتكاروقال الدكتور العساف إن الأوضاع المادية للطلبة المتميزين قد لا تسمح باستكمالهم دراستهم الجامعية، غير أن الجامعة تدعمهم لاستئناف تميزهم الأكاديمي، وتعزيز الابتكار والإبداع، وتمكينهم من الحصول على فرصتهم في التعليم العالي، وأضاف أن الجامعة تقدم منحاً دراسية أيضاً للطلبة المتميزين في مجالات أخرى ولديهم نشاطات غير أكاديمية مثل المجالات الرياضية أو غيرها من المجالات.

منحة صناعة المستقبل

وأوضح جاري فيرناندز، مدير شؤون الطلبة المحتملين جامعة هيريوت وات دبى، أن الجامعة تقدم عدة أنواع من المنح منها عرض «مفوضية الاعتماد الأكاديمي»، الذي يمكن طلبة الدراسات العليا المنتقلين من الجامعات المعتمدة من الحصول على خصم ثابت بنسبة 25 %، إلى جانب منحة «صناعة المستقبل من أجل النجاح»، والتي تقدم خصومات تصل إلى 15000 درهم لأي طالب يتقدم للدراسة بحلول 31 ديسمبر 2024 للقبول في يناير 2025 لتمكين الطلبة من التميز في مجالاتهم.

وأضاف أن طلبة الدراسات العليا يحصلون على خصم بقيمة 15,000 درهم عند الالتحاق بالجامعة يناير المقبل، إلى جانب منحة الاستحقاق لطلاب البكالوريوس في الهندسة بنسبة تصل إلى 100 %، ومنحة الكلية العالمية التي تصل إلى 100 % أيضاً وسيتم توزيعها بالتساوي على مدار مدة برنامج الكلية العالمية وبرنامج درجة الشرف الجامعية.

وقال إن الجامعة تقدم منحة الدراسات العليا وتصل إلى 15 % ويتم توزيعها بالتساوي على دفعات الأقساط التي يدفعها الطالب سنوياً وتعتمد على نتائج الطالب في المرحلة الجامعية، بالإضافة إلى منحة الرياضة والمشاركة المجتمعية وتصل إلى 30 % من الرسوم الدراسية مقدمة لـ30 طالباً من المتفوقين في أي رياضة أو أنشطة المشاركة المجتمعية أو الأنشطة اللامنهجية على المستوى الوطني أو الدولي.

مستفيدون: المنح ترتقي بأدائنا الأكاديمي
أكد عدد من الطلبة المستفيدين من المنح الدراسية أن المنح أسهمت في تعزيز تفوقهم وارتقاء أدائهم الأكاديمي وتميزهم في سوق العمل ومساهمتهم في تنمية الاقتصاد الوطني.

وأوضحت وصايف سيف الطنيجي، طالبة بكلية العلوم بجامعة الإمارات، أن حصول الطالب على المنحة تشجعه على متابعة دراسته الجامعية واستمرار مسيرته الأكاديمية، لا سيما لمن يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، فضلاً عن أنها تعزز رسالة الجامعات وأهدافها في بناء كوادر وطنية في مختلف التخصصات، وتسهم في تهيئة مناخ محفز على الإبداع.

وأشادت ريم عبدالفتاح قزلي، طالبة ماجستير بكلية العلوم بجامعة الإمارات، تخصص علوم الرياضيات، بتنافس الجامعات والكليات والمؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات على دفع الطلبة للتفوق وتشجيعهم على تحصيل العلوم واكتساب المهارات الأكاديمية التي تؤهلهم لدخول سوق العمل الحديث، من خلال برامج محفزة ومتنوعة للمنح الدراسية، وذلك بتقديم إعفاءات جزئية من الرسوم في بعض الجامعات.

وقالت مريم محمد، حاصلة على منحة دراسية دولية، إن المنحة أسهمت في تعزيز مهاراتها وتمكينها من بدء مشروع خاص يخدم مجتمعها، فيما أشار أحمد عبدالمنعم، إلى أنها كانت السبب الرئيسي وراء حصوله على درجة الماجستير في الهندسة، مما فتح له أبواباً واسعة في سوق العمل.