احتفت مؤسسات الدولة باليوم العالمي لكبار السِن الذي صادف أمس، الأول من أكتوبر في كل عام، بمبادرات متنوعة وأنشطة مجتمعية ساهمت في دعم كبار السِن.
وأعلنت هيئة دبي للطيران المدني عن إطلاق مبادرة مجتمعية رائدة بعنوان «الخريف مع هيئة دبي للطيران المدني»، بالتعاون مع شركة «إير شاتو» المتخصصة في تشغيل الطائرات العمودية، وهيئة تنمية المجتمع بدبي، تعبيراً عن امتنانها لكبار المواطنين الذين شهدوا مراحل تطور دبي وساهموا في ازدهارها، ومن أجل رد الجميل لهم نظمت هيئة دبي للطيران المدني رحلات جوية في سماء دبي لمنحهم فرصة استثنائية للاستمتاع بمشاهدة الإمارة وجمالها الساحر من سمائها.
وتجسد مبادرة «الخريف مع هيئة دبي للطيران المدني» روح التقدير والاحترام لكبار المواطنين، وتوفر لهم هذه الرحلة الفريدة من نوعها لحظات لا تنسى لاستكشاف المناظر الخلابة لمعالم دبي الإبداعية، والتي تعكس تطورها المستدام، وتنطلق الرحلات من مركز البرشاء المجتمعي التابع لهيئة تنمية المجتمع ضمن جهود الهيئة لتعزيز المشاركة المجتمعية.
وقال محمد عبدالله لنجاوي، مدير عام هيئة دبي للطيران المدني: «تأتي هذه المبادرة تماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تضع الاهتمام بفئة كبار المواطنين ومشاركتهم الفاعلة في مختلف الأنشطة المجتمعية في صميم أولويات المبادرات الاجتماعية والأسرية المستهدفة التي أطلقتها دبي.
وتماشياً مع تطور المنظومة الاجتماعية في الإمارة والتي ترسخ مكانة دبي كواحدة من أفضل مدن العالم من حيث المستوى المعيشي، ونؤمن بأن الاستثمار في رفاهية المجتمع جزء لا يتجزأ من رؤيتنا لبناء مستقبل مستدام ومتوازن، إذ نحرص على تقديم خدمات ومبادرات تواكب أعلى المعايير العالمية في المسؤولية المجتمعية».
من جانبها، قالت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي: «يسعدنا التعاون مع هيئة دبي للطيران المدني في هذه المبادرة المجتمعية الرائدة، التي تؤكد رؤيتنا في بناء مجتمع إماراتي مزدهر ومنظومة اجتماعية متماسكة، وتطوير خدمات تلبي تطلعات إمارة دبي، وهذه المبادرة ليست مجرد تكريم لكبار المواطنين فحسب، بل هي تجسيد لالتزامنا بتوفير الفرص وتعزيز الهوية الوطنية والمشاركة المجتمعية، بما يسهم في ترسيخ روح العطاء والانتماء لخدمة الوطن لما فيه مصلحة الأجيال الحالية والقادمة».
مبادرة مجتمعية
من جهتها، أطلقت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، مُبادرة مجتمعية مُميزة بالتعاون مع نادي ذُخر الاجتماعي لكبار المواطنين، عبر تنظيم ورشة عملٍ خاصة بصناعة الفخار والحرف اليدوية، تهدف إلى إشراك كبار المواطنين من الرجال والنساء في أنشطةٍ ترفيهية وتعليمية.
وشهدت الورشة مشاركة 40 شخصاً من كبار السِن، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات، أتاحت لهم تعلم أُسس صناعة الفخار والحرف اليدوية تحت إشراف مُدربين متخصصين، وذلك في إطار حرص إقامة دبي على تعزيز التواصل بين الأجيال وإثراء الأنشطة المجتمعية التي تُساهم في دعم كبار السِن.
وأكدت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي أهمية الاحتفاء بكبار السِن، حيث إن هذه الفئة تستحقُ كل الرعاية والتقدير لما قدمته من جُهود في خدمة المجتمع، وتأتي هذه الورشة التي تمَّ تنظيمها بالتعاون مع نادي ذُخر بهدف تمكين كبار السِن من المشاركة في أنشطة تفاعلية تُعزز شعورهم بالانتماء وتبرز إبداعاتهم وقدراتهم، وتحسين جودة حياتهم.
وأضافت إن مثل هذه المبادرات تُعزز من الروابط الاجتماعية وتُساهم في نشر ثقافة الاحترام والعطاء المتبادل بين الأجيال، وتؤكد إيماننا بأن دعم كبار السِن لا يقتصر على توفير الخدمات الأساسية، بل يشمل أيضاً تنظيم فعاليات لهم تُعزز من قدراتهم وتُتيح لهم الفرصة لمواصلة المساهمة في المجتمع بطُرق مُبدعة ومُثمرة. مما يعكس قيم الاحترام والتقدير لهذه الفئة التي قدمت الكثير من أجل بناء وتطوير الدولة.
رحلة بحرية
كما نظمت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف رحلة بحرية ترفيهية لكبار المواطنين بالتعاون مع نادي ذخر الاجتماعي - البرشاء التابع لهيئة تنمية المجتمع بالتزامن مع اليوم العالمي لكبار السن.
وتضمنت الرحلة البحرية العديد من الفقرات الترفيهية والأنشطة التفاعلية التي خلقت جواً من السعادة وأتاحت لكبار المواطنين فرصة تبادل الأحاديث في ما بينهم بشكل مباشر والحديث عن خبراتهم الحياتية واسترجاع الذكريات الجميلة.
وقال مشعل عبدالكريم جلفار المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف: «تقدر دولة الإمارات كبار مواطنيها وتسعى لتوفير سبل الراحة والسعادة لهم من خلال تعزيز وتحسين جودة حياتهم وتوفير البيئة الملائمة والخدمات المتميزة التي تُلبي احتياجاتهم المتغيرة وتُسهم في زيادة رفاهيتهم، كما أن الاحتفاء باليوم العالمي لكبار السن فرصة لتعزيز الوعي بأهمية دورهم في حياتنا والتعبير عن تقدير المجتمع لإسهاماتهم في بناء هذا الوطن ومن المهم أن نركز كمؤسسات وأفراد على السبل الكفيلة بتعزيز صحتهم ورفاههم».
تطبيقات رقمية
بدورها، تنظم جمعية النهضة النسائية احتفاء باليوم العالمي لكبار السن وبالتعاون مع نادي ذخر الاجتماعي برنامجاً تقنياً يساعد كبار المواطنين على تعلم مهارات التطبيقات الرقمية في الهواتف الذكية بطريقة مبسطة وسهلة بمسرح مركز البرشاء المجتمعي يستمر شهرين.
وقالت الدكتورة فاطمة الفلاسي المدير العام للجمعية: إن جهودنا المشتركة مع هيئة تنمية المجتمع بدبي جاءت للتأكيد على مبدأ العطاء المؤسسي والتوعية المجتمعية وتقديم البرامج التي تعزز ركائز الأعمال الاجتماعية القائمة على التواصل الحضاري إيماناً منا بأن توقير الكبير واجب وقيمة إنسانية فضلى وأن تعزيز قيمة التقدير هو من أهم سبل تحقيق التلاحم الوطني.
كما أكد معالي علي سالم الكعبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية، أن كبار المواطنين والمقيمين في الدولة يحظون بدعم القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يؤمن بطاقاتهم المعرفية المهمة التي لا بد من استثمارها وتوجيهها وخاصة في مرحلة جديدة من العطاء والنضج الحقيقي وبلوغ الحكمة ورجاحة العقل يستطيعون من خلالها نقل خبراتهم إلى الجيل الجديد ومنحهم خلاصة سنواتٍ من المعرفة ليسيروا على نهجهم في خدمة الوطن.
وقال معاليه في تصريح له بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، إن مؤسسة التنمية الأسرية تحرص على دمج كبار المواطنين والمقيمين وتعزيز جودة حياتهم في المجتمع، وذلك من خلال تقديم الخدمات الشاملة والمتكاملة التي تُسهم في استقرارهم بما يجعلهم يواكبون الحياة بأوجهها ومتغيراتها كافة باعتبارهم مساهمين حقيقيين في إنجازات الحاضر وشركاء في صنع المستقبل، ولديهم القدرة على مواصلة العطاء بالشكل الذي يحقق الاستفادة من خبراتهم طوال سنوات عملهم.
رعاية شاملة
وجددت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية التزامها بتوفير رعاية صحية شاملة ومتكاملة لكبار المواطنين، وذلك في إطار رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز جودة حياة كافة أفراد المجتمع، وباعتبار كبار السن جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي في الدولة، تواصل المؤسسة إطلاق مبادرات مبتكرة تهدف إلى تحسين صحتهم النفسية والجسدية، وتقديم الدعم اللازم لضمان رفاهيتهم، تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، التي تولي أهمية كبيرة لتقديم رعاية صحية عالمية المستوى لكبار المواطنين.
وأكّدت الدكتورة نور المهيري مديرة إدارة الطب النفسي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن كبار المواطنين كانوا ولا يزالون في قلب استراتيجية المؤسسة الرامية إلى تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية.
مشيرة إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسة لتعزيز خدماتها المخصصة لكبار المواطنين حيث تحرص على تقديم خدمات سريعة ومرنة تلبي احتياجات كبار المواطنين وفق أعلى مستويات الجودة والسلاسة، مما يسهم في تحقيق رفاهيتهم وتسريع وتيرة تحقيق رؤية «نحن الإمارات» 2031 ومئوية الإمارات 2071.
من جانبه، أوضح الدكتور عمار حميد البنا مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية التابع للمؤسسة، أنه وفي إطار دعم كبار السن أطلقت المؤسسة خدمة الصحة النفسية المخصصة في مستشفى الأمل للصحة النفسية.
والتي تعدّ أول خدمة متكاملة وشاملة تُقدَّم للمرضى الداخليين والخارجيين، وتغطي طيفاً واسعاً من الأنشطة والخدمات العلاجية، مثل الرعاية النهارية التي تتضمن أنشطة ترفيهية واجتماعية، إلى جانب تطبيق جلسات العلاج التحفيزي المعرفي (CST) الذي يعتبر أحد أشهر التدخلات العلاجية غير الدوائية للأشخاص المصابين بالخرف.
ويعد العلاج الأول من نوعه الذي يتم تقديمه في منطقة الخليج، حيث تم تصميمه ليتناسب مع الثقافة الإماراتية، وقد تم بالفعل تطبيق هذا العلاج على 140 متعاملاً من كبار المواطنين، ما ساهم بشكل كبير في تحسين جودة حياتهم من خلال الحدّ من تأثير اضطرابات الذاكرة.