افتتح معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، منتدى «رشاقة الأعمال»، الذي تنظمه الهيئة للعام الثالث على التوالي الذي عُقد في فندق «وان آند أونلي وان زعبيل» في دبي، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين والشخصيات القيادية في القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى نخبة من خبراء ومختصين في مجالات الابتكار المؤسسي والرشاقة المؤسسية، وبحضور نحو 400 موظف من جميع قطاعات الهيئة.
ويأتي تنظيم المنتدى ضمن فعاليات «أسبوع الرشاقة المؤسسية» في الهيئة تحت شعار صياغة دبي للمستقبل وبحث رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية والتنافسية.
وأشار الطاير إلى أن المنتدى يأتي في إطار التزام الهيئة بترسيخ ثقافة الرشاقة المؤسسية، انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بأن التطوير المستمر هو السبيل لبناء حكومة المستقبل وتعزيز الريادة العالمية لدولة الإمارات.
وقال: «تُعد الرشاقة المؤسسية والحوكمة الرشيدة ركيزتين أساسيتين لتعزيز القدرة على الاستجابة للتغيرات المتسارعة وتحويل التحديات إلى فرص، إلى جانب رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية والتنافسية وتعزيز مستويات سعادة الموظفين والمتعاملين. إن التنبؤ باحتياجات وتوقعات المعنيين قبل أن يطلبوها هو جوهر الريادة المؤسسية، ويجسد قدرتنا على توفير حلول مبتكرة وشاملة تلامس تطلعاتهم وتحقق التميز المستدام.
وقد أظهر تقرير شركة «هاي سبرنغ» لعام 2025 أن المؤسسات ذات مستويات الرشاقة العالية تحقق ضعف غيرها في زيادة الإيرادات، وأربع مرات أكثر قدرة على مواءمة المواهب مع التكنولوجيا والتنفيذ بفاعلية.
كما حققت 97 % من هذه المؤسسات نمواً إيجابياً في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ46 % فقط لدى المؤسسات الأقل رشاقة، وهذه ليست أرقاماً مجردة، بل حقائق تؤكد أن من يتبنى الرشاقة يضمن الاستدامة والتميز».
وأشار إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعتمد نموذجاً مرناً يرتكز على استراتيجيات واضحة ورؤية استشرافية متكاملة لمواكبة التغيرات العالمية المتسارعة.
موضحاً أن الهيئة جسّدت الرشاقة الاستراتيجية عبر الانتقال منذ عام 2011 من محطات التوليد التقليدية إلى محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية النظيفة من خلال مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مجمع في موقع واحد على مستوى العالم، وبدأت الهيئة من خلال المرحلة الرابعة من المجمع باعتماد تخزين الطاقة من خلال الطاقة الشمسية المركزة (CSP).
وأوضح الطاير أن الهيئة تعمل بنظام مرن جداً، من خلال فرق العمل، لإدارة المشاريع بطريقة رشيقة (Agile Project Management)، حيث تم تدريب مديري مشاريع مؤهلين على تطبيق الرشاقة والمرونة لإدارة المشاريع الكبرى مثل الشبكة الذكية، الذكاء الاصطناعي، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، كما تعاملت الهيئة برشاقة لتجاوز أزمة الأمطار خلال منخفض الهدير الجوي عام 2024.
أفضل الممارسات
وتضمن المنتدى جلسة نقاشية بعنوان «الرشاقة المؤسسية: تكامل أدوار في خدمة حكومة دبي» شاركت فيها معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، وعبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي.
وسعيد محمد حارب، الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، وأدار الجلسة الدكتور علي محمد المويجعي الشامسي، نائب الرئيس للحوكمة والمطابقة والرشاقة المؤسسية في هيئة كهرباء ومياه دبي. وتطرقت معالي حصة بوحميد إلى الرشاقة المؤسسية بوصفها أساس الكفاءة في خدمة المتعاملين، مؤكدة أن جوهر الرشاقة الحكومية هو تصميم خدمات مرنة تستجيب لاحتياجات الأفراد والمجتمع المتغيرة.
وأشارت إلى تطوير المرصد الاجتماعي في هيئة تنمية المجتمع بدبي كأداة استراتيجية لاتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة عبر نظام يوفر معلومات دقيقة وفورية، بما يعزز الجاهزية المؤسسية عبر بيئة عمل رشيقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأكد عبدالله الفلاسي أن الرشاقة المؤسسية تبدأ بالإنسان؛ فهي تقوم على تمكين الموظفين ومنحهم المرونة للتعلم والتطور ومواجهة التحديات الجديدة بثقة.