أطلقت الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب في دبي، استراتيجية الاتصال الإعلامي في الأزمات، وذلك تكاملاً مع المحور الثاني لدليل الاتصال الحكومي الخاص بإمارة دبي، الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، في يوليو الماضي.
والهادف إلى تعزيز كفاءة إدارة الاتصال أثناء الطوارئ والأزمات والكوارث، وضمان سرعة ودقة إيصال الرسائل الإعلامية، بما يعكس جاهزية دبي وريادتها العالمية في مجال الاتصال الحكومي، كما ويأتي إطلاق الاستراتيجية انسجاماً مع الدليل الإرشادي للإدارة الإعلامية للأزمات الصادر عن المكتب الإعلامي لحكومة دبي.
وفي هذا الإطار، نفّذت إقامة دبي أول محاكاة متكاملة لإدارة الأزمات الإعلامية، بحضور الفريق محمد أحمد المري، المدير العام للإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، واللواء عبيد مهير بن سرور، نائب المدير العام، إلى جانب مساعدي المدير العام. وجاء تنفيذ المحاكاة من خلال تطبيقات عملية تحاكي الواقع وتستند إلى سيناريو تدريبي متكامل.
وذلك بالتزامن مع إصدار «استراتيجية الاتصال الإعلامي في الأزمات»، الذي يشكّل إطاراً مؤسسياً منهجياً لتعزيز الجاهزية والقدرة على التعامل بكفاءة وشفافية مع مختلف المواقف الطارئة.
وتضمن التمرين توظيف مجموعة من الأدوات العملية التي تحاكي الواقع بدقة، شملت منشورات وتصاميم وهمية على المنصات الرقمية، فيديو قصيراً يحاكي الموقف كما لو كان حقيقياً، رسائل بريد إلكتروني وهمية، إشعارات SMS فورية، إضافة إلى مؤتمر صحفي تجريبي تم خلاله تدريب المتحدثين الرسميين على آلية الرد على أسئلة الإعلاميين وإدارة الانطباعات في أوقات الأزمات.
وأكد الفريق محمد أحمد المري، المدير العام للإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب في دبي، أن هذه المحاكاة تمثل خطوة نوعية في تعزيز استباقية وجاهزية الكوادر الإعلامية والاتصالية، مضيفاً:
«إن القدرة على إدارة الموقف لحظة وقوعه لا تتحقق إلا بالتدريب المستمر والتجارب العملية. نحن نعمل بروح الفريق الواحد لضمان أن الرسالة التي تصل للجمهور تعكس الحقيقة، وتحافظ على صورة دولة الإمارات العربية المتحدة المشرقة بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص والتي نفاخر بها العالم».
بدوره، أشار الرائد محمد يوسف المري، مدير إدارة المخاطر والأزمات بإقامة دبي، إلى أن هذه التجربة تحاكي نهج الحوكمة الاستباقية في مواجهة المخاطر، موضحاً: «المحاكاة تمثل اختباراً عملياً لمرونة أنظمتنا المؤسسية، وتمنحنا القدرة على تقييم مستويات الاستجابة وقياس المخاطر المحتملة بدقة، وهو ما يضمن استدامة الأداء ورفع كفاءة الخطط الوقائية».
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة نجلاء الدوخي، مديرة إدارة التسويق والاتصال الحكومي بإقامة دبي، أن إطلاق «استراتيجية الاتصال الإعلامي في الأزمات» يشكّل نقلة نوعية في بناء منظومة اتصال مرنة وقادرة على مواجهة التحديات، قائلة:
«الاستراتيجية لا تقتصر على كونها مرجعاً إجرائياً، بل تمثل ثقافة مؤسسية تضع الشفافية والجاهزية في صميم استراتيجيتنا الإعلامية، بما يعزز ثقة المجتمع وشركائنا الدوليين».
وتشتمل «استراتيجية الاتصال الإعلامي في الأزمات» على محاور رئيسية تعزز من قدرات المؤسسات في التعامل مع المواقف الطارئة، أبرزها: التحليل الاستباقي للأزمات، الاستراتيجيات المطورة للاستجابة الإعلامية، رسائل الاستجابة الإعلامية، آليات وقنوات التواصل أثناء الأزمات، إضافة إلى المراقبة والتقييم خلال الأزمة وما بعدها.