أكدت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي ريادة نموذجها المبتكر المتمثل في مجلس الشباب، والذي نجح على مدى ثلاث سنوات في تمكين الكفاءات الشابة وتحويل أفكارهم إلى مبادرات استراتيجية رائدة.
وقال عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام الدائرة: «أولت قيادتنا الرشيدة اهتماماً بالغاً بالشباب، إيماناً منها بأنهم هم صناع الغد وركيزة نهضة الوطن. نؤمن في الدائرة بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وخاصة في الشباب الواعدين القادرين على تجاوز التحديات وتصور المستقبل وصناعته.
ومن هنا جاءت مبادرة مشروع الإمكانات البشرية لترجمة هذا التوجه إلى خطة عمل مؤسسية شاملة تُمكّن الأفراد وتُسهم في تعزيز ازدهار المؤسسات، وتُعيد تعريف التنمية بمنظور يضع الإنسان والإبداع والغاية السامية في صلب أولوياته».
بدايات طموحة
من جانب قال عمر الأنصاري، رئيس مجلس شباب الدائرة «انطلقنا ببدايات طموحة، غنية بالتجارب والدروس، لكن إيماننا كان رفيقنا، والعمل الجاد دليلنا. تعلمنا أن نحلم بلا حدود، ونخطط بثقة، وننتظر الأفضل. واليوم، نحتفل باليوم العالمي للشباب، ونستذكر مسيرةً حافلة بالإنجازات، وننظر إلى المستقبل بطموح أكبر».
وتم تأسيس مجلس شباب الدائرة في عام 2022 بتوجيهات من المدير العام، ليعمل كنموذج استشاري داخلي يعتمد نهج الشركات الكبرى في تحليل التحديات وصياغة الحلول.
وتلقّى أعضاء المجلس تدريباً في أكاديمية «ماكنزي»، وأطلقوا أولى مبادراتهم ضمن الدائرة بنجاح، قبل أن يتوسع نطاق عملهم إلى مشروع «صمم وظيفتك المستقبلية»، بالتعاون مع مجلس شباب دبي، والذي تم إطلاقه ضمن فعاليات معرض «رؤية» للوظائف عام 2023، ليُصبح لاحقاً من أبرز المبادرات الشبابية على مستوى الإمارة.
وبعد إنجاز هذا المشروع، أطلقت الدائرة نموذجاً متطوراً لعمل مجلس الشباب يرتكز على 4 مسارات استراتيجية، تمّ اعتمادها كإطار مؤسسي معتمد للمرحلة القادمة، وهي مسار الشراكات لتعزيز التكامل بين مجالس الشباب والمؤسسات الحكومية والخاصة من خلال مبادرات نوعية مشتركة، مسار تنمية القدرات لصقل المهارات القيادية والفكرية والمهنية للشباب وتأهيلهم لريادة التغيير.
ومسار الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي للاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير أدوات معرفية ومبادرات مبتكرة تُسهم في صنع مستقبل الوظائف، إضافة إلى مسار جودة الحياة لدعم التوازن النفسي والجسدي والمالي للشباب، وترسيخ بيئة عمل وإنجاز صحية ومحفزة.
كما طوّر المجلس مشروعاً نوعياً آخر يعتمد على الذكاء الاصطناعي، تحت اسم «مستشرف الرؤية المستقبلية»، الذي يتيح للشباب استكشاف قدراتهم وتصميم مسارات نموهم المهني.
وخلال العام الماضي، قاد مجلس الشباب سلسلة من الاجتماعات الحضورية والافتراضية، شملت الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة وسويسرا والدنمارك وجنوب أفريقيا.
حيث قدّم عرضاً استشرافياً لمشروعيه الرائدين «صمم وظيفتك المستقبلية» و«مستشرف الرؤية المستقبلية» أمام أبرز المؤسسات الأكاديمية والبحثية العالمية.
وأثمر هذا التفاعل العالمي دمج المشروعين ضمن رؤية موحّدة تمثلت في إطلاق «مشروع الإمكانات البشرية» بشكلٍ رسمي خلال ملتقى دبي للشباب 2025، كمبادرة استراتيجية تهدف إلى قيادة التحول العالمي في التنمية الاقتصادية والمجتمعية انطلاقاً من دبي.
عبدالله الفلاسي:
الاستثمار الحقيقي هو في الشباب القادرين على تجاوز التحديات وتصور المستقبل وصناعته