وسُبل تفعيل مبادرة «الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي (عi)» في السوق المصري، واستكشاف إمكانات دعم وتمكين شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية والمطوّرين من توظيف حلول الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الإعلام العربي، مع التركيز على تمكين اللغة العربية بمختلف لهجاتها، ومراعاة الخصائص الثقافية والاجتماعية للمجتمعات العربية، بما يضمن إنتاج محتوى رقمي يعكس تفرد الهويات الثقافية ويخاطب الجمهور بسلاسة.
وتنفيذ مجموعة من الدراسات والاستطلاعات الشاملة، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركاء استراتيجيين من المؤسسات الإعلامية الرائدة، لتقييم احتياجات القطاع الإعلامي في مختلف أنحاء المنطقة.
مشيرة إلى أن الإعلام العربي بات في أمسّ الحاجة إلى تبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي، لما لها من دور محوري في تطوير المحتوى، وتعزيز جودة الأداء الإعلامي. كما نوّهت بأهمية الشراكة مع جمعية «اتصال» في تفعيل المبادرة داخل السوق المصري.
لافتة إلى أن هذه الخطوة تنسجم مع التزامات الأكاديمية الرامية إلى بناء شبكة تعاون واسعة تضم المؤسسات الإعلامية، وشركات التكنولوجيا، والمطوّرين، والجامعات، والمراكز البحثية، بهدف تطوير حلول مبتكرة لتحديات إنتاج المحتوى البصري الذي يعكس الهوية الثقافية بدقة، وتوفير بيانات تدريبية عربية موثوقة وعالية الجودة.
وأوضحت بوسمرة أن اللغة العربية، رغم كونها من أكثر اللغات انتشاراً عالمياً ويتحدث بها ملايين الأشخاص، إلا أنها لا تمثّل سوى 3% فقط من إجمالي المحتوى المتوفر على الإنترنت، مقارنة بنسبة 67% للمحتوى باللغة الإنجليزية، وهو ما يعكس الفجوة الكبيرة والحاجة الملحّة إلى حلول تقنية محلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأضافت أن الحلول الحالية تعاني من محدودية في فهم اللغة العربية وتعقيداتها، سواء من حيث تنوع اللهجات أو الخصائص الثقافية، ما يحدّ من كفاءتها في تحويل النصوص إلى كلام أو إنتاج محتوى بصري يعكس بدقة الهوية العربية.
وأكدت أن مبادرة الذكاء الاصطناعي (عi) ستسهم في تطوير منظومة حلول تقنية متقدمة تدعم الإعلام العربي، وتُعزّز قدرته على صون الهوية الثقافية للمجتمعات العربية والحفاظ على خصوصيتها.
وقال: «يصبُّ التعاون بين «اتصال» وأكاديمية دبي للإعلام في صالح التكامل الإقليمي بين صنّاع المعرفة في الوطن العربي»، لافتاً إلى أن الجمعية حرصت على إشراك طيف واسع من أصحاب المصلحة في الحلقة النقاشية، بهدف استطلاع رأي المجتمع المعلوماتي حول أفضل الأساليب لتنفيذ المبادرة في السوق المصري.
واقترح أن تتضمن المبادرة بنداً رسمياً يضمن التزامها بأعلى معايير حماية البيانات، بما يتماشى مع القوانين السارية في كل من الإمارات ومصر، مع التركيز على تمكين الشباب وإشراكهم بفاعلية في مستقبل الإعلام الذكي.
لافتاً إلى ضرورة تعزيز دور قطاعي الإعلام والتكنولوجيا في مصر ضمن المبادرة، مع التركيز على إشراك الطلاب والشباب، باعتبارهم القوة المحرّكة للمستقبل، محذّراً في الوقت نفسه من المخاطر طويلة الأمد التي قد تنجم عن طمس الهوية الثقافية بسبب التطورات المتسارعة في هذا المجال، مشدداً على أهمية فهم التحديات المرتبطة باللهجات المحلية وصور المجتمعات في البيئة الرقمية.
ودعم استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الإعلامي، وتوسيع نطاق تطبيقاته في تطوير المحتوى، ورفع كفاءة العاملين في المجال، بما يُسهم في خلق بيئة إعلامية عربية متقدمة ترتكز على الابتكار والتكنولوجيا.
