أكاديمية دبي للإعلام تناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي

جانب من الجلسة النقاشية بمشاركة منى بوسمرة ونخبة من الخبراء
جانب من الجلسة النقاشية بمشاركة منى بوسمرة ونخبة من الخبراء

نظمت أكاديمية دبي للإعلام، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، بالتعاون مع «جمعية اتصال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات» في مصر، جلسة نقاشية بمشاركة نخبة من الخبراء والإعلاميين وصُنّاع القرار، لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي.

وسُبل تفعيل مبادرة «الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي (عi)» في السوق المصري، واستكشاف إمكانات دعم وتمكين شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية والمطوّرين من توظيف حلول الذكاء الاصطناعي المتخصصة في الإعلام العربي، مع التركيز على تمكين اللغة العربية بمختلف لهجاتها، ومراعاة الخصائص الثقافية والاجتماعية للمجتمعات العربية، بما يضمن إنتاج محتوى رقمي يعكس تفرد الهويات الثقافية ويخاطب الجمهور بسلاسة.

وشارك في الجلسة كل من: منى بوسمرة، مديرة أكاديمية دبي للإعلام، والدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات الأسبق، والمهندس حسام مجاهد، رئيس مجلس إدارة جمعية «اتصال»، والمهندس محمود سفراته، ممثل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، والدكتور أحمد طنطاوي، رئيس مركز الإبداع التطبيقي، والدكتور هيثم حمزة، مدير مركز تطوير البرمجيات في «إيتيدا».

وشهدت الجلسة، التي جاءت في إطار سعي الأكاديمية لتوظيف التقنيات الحديثة في تطوير المحتوى الإعلامي العربي، مناقشة إمكانات توحيد جهود الأطراف المعنية بدعم اللغة العربية تقنياً، وتعزيز حضورها في البيئة الرقمية.

وتنفيذ مجموعة من الدراسات والاستطلاعات الشاملة، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركاء استراتيجيين من المؤسسات الإعلامية الرائدة، لتقييم احتياجات القطاع الإعلامي في مختلف أنحاء المنطقة.

وفي كلمتها الافتتاحية، استعرضت منى بوسمرة، مديرة أكاديمية دبي للإعلام، أبرز ملامح وأهداف مبادرة الذكاء الاصطناعي (عi)، التي جاءت تتويجاً لسلسلة من الحوارات البنّاءة التي جمعت نخبة من الإعلاميين والخبراء العرب، قبل إطلاقها الرسمي ضمن فعاليات «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي».

مشيرة إلى أن الإعلام العربي بات في أمسّ الحاجة إلى تبنّي أدوات الذكاء الاصطناعي، لما لها من دور محوري في تطوير المحتوى، وتعزيز جودة الأداء الإعلامي. كما نوّهت بأهمية الشراكة مع جمعية «اتصال» في تفعيل المبادرة داخل السوق المصري.

لافتة إلى أن هذه الخطوة تنسجم مع التزامات الأكاديمية الرامية إلى بناء شبكة تعاون واسعة تضم المؤسسات الإعلامية، وشركات التكنولوجيا، والمطوّرين، والجامعات، والمراكز البحثية، بهدف تطوير حلول مبتكرة لتحديات إنتاج المحتوى البصري الذي يعكس الهوية الثقافية بدقة، وتوفير بيانات تدريبية عربية موثوقة وعالية الجودة.

وأوضحت بوسمرة أن اللغة العربية، رغم كونها من أكثر اللغات انتشاراً عالمياً ويتحدث بها ملايين الأشخاص، إلا أنها لا تمثّل سوى 3% فقط من إجمالي المحتوى المتوفر على الإنترنت، مقارنة بنسبة 67% للمحتوى باللغة الإنجليزية، وهو ما يعكس الفجوة الكبيرة والحاجة الملحّة إلى حلول تقنية محلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وأضافت أن الحلول الحالية تعاني من محدودية في فهم اللغة العربية وتعقيداتها، سواء من حيث تنوع اللهجات أو الخصائص الثقافية، ما يحدّ من كفاءتها في تحويل النصوص إلى كلام أو إنتاج محتوى بصري يعكس بدقة الهوية العربية.

وأكدت أن مبادرة الذكاء الاصطناعي (عi) ستسهم في تطوير منظومة حلول تقنية متقدمة تدعم الإعلام العربي، وتُعزّز قدرته على صون الهوية الثقافية للمجتمعات العربية والحفاظ على خصوصيتها.

وبدوره، أشاد المهندس حسام مجاهد بشراكة جمعية «اتصال» مع أكاديمية دبي للإعلام الهادفة إلى دعم مبادرة «الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي (عi)»، مشيراً إلى أن الجمعية تُعد أول جهة مصرية تنضم رسمياً للمبادرة بهدف تفعيلها ومواكبة التطورات العالمية في المجال الإعلامي.

وقال: «يصبُّ التعاون بين «اتصال» وأكاديمية دبي للإعلام في صالح التكامل الإقليمي بين صنّاع المعرفة في الوطن العربي»، لافتاً إلى أن الجمعية حرصت على إشراك طيف واسع من أصحاب المصلحة في الحلقة النقاشية، بهدف استطلاع رأي المجتمع المعلوماتي حول أفضل الأساليب لتنفيذ المبادرة في السوق المصري.

من جانبه، لفت الدكتور محمد عبدالقادر سالم إلى أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي أصبح واقعاً حتمياً، معتبراً أن المبادرة تمثل خطوة محورية لربط الإعلام العربي بمبادرات المحتوى الرقمي، منوّهاً بأهمية حماية البيانات الشخصية والعامة، وداعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة اعتماد إطار قانوني واضح يضمن استخدامها دون تجاوزات.

واقترح أن تتضمن المبادرة بنداً رسمياً يضمن التزامها بأعلى معايير حماية البيانات، بما يتماشى مع القوانين السارية في كل من الإمارات ومصر، مع التركيز على تمكين الشباب وإشراكهم بفاعلية في مستقبل الإعلام الذكي.

وخلال الجلسة، تناول المهندس عاصم جلال، استشاري أكاديمية دبي للإعلام، آليات تنفيذ المبادرة، مؤكداً أن الأكاديمية تمثل منصة للحوار الفكري البنّاء، وتسعى إلى تحويل الرؤى البحثية إلى مشاريع واقعية قابلة للتطبيق.

لافتاً إلى ضرورة تعزيز دور قطاعي الإعلام والتكنولوجيا في مصر ضمن المبادرة، مع التركيز على إشراك الطلاب والشباب، باعتبارهم القوة المحرّكة للمستقبل، محذّراً في الوقت نفسه من المخاطر طويلة الأمد التي قد تنجم عن طمس الهوية الثقافية بسبب التطورات المتسارعة في هذا المجال، مشدداً على أهمية فهم التحديات المرتبطة باللهجات المحلية وصور المجتمعات في البيئة الرقمية.

وعلى هامش الجلسة النقاشية، وقّعت أكاديمية دبي للإعلام مذكرة تعاون مع جمعية «اتصال»، بهدف تعزيز شراكتهما الاستراتيجية والتعاون في تحقيق أهداف مبادرة الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي.

ودعم استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الإعلامي، وتوسيع نطاق تطبيقاته في تطوير المحتوى، ورفع كفاءة العاملين في المجال، بما يُسهم في خلق بيئة إعلامية عربية متقدمة ترتكز على الابتكار والتكنولوجيا.

يُذكر أن أكاديمية دبي للإعلام تسعى، من خلال مبادرة الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي (عi)، إلى توفير منصة مبتكرة قادرة على ربط وتفعيل دور المطوّرين الشباب، والشركات الناشئة، وخبراء الإعلام، والطلبة، والأوساط الأكاديمية، إلى جانب شركات التكنولوجيا المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.