أبو فلة: رسالة متابع غيرت حياتي

في واحدة من أكثر الجلسات إلهاماً ضمن فعاليات قمة الإعلام العربي، استضاف مسرح «DP World» جلسة حملت عنوان «الألعاب الإلكترونية.. من الترفيه إلى الصناعة»، أدارها صانع المحتوى ومطور الألعاب أحمد النشيط، وشارك فيها نجم اليوتيوب الشهير حسن سليمان المعروف باسم أبو فلة، الذي قدّم سرداً صادقاً لمسيرته الاستثنائية، من بداياته البسيطة في 2016، وحتى وصوله إلى أكثر من 47 مليون متابع حول العالم.

استهل أبو فلة حديثه بالتأكيد أن الشهرة ليست هدفاً، بل مسؤولية ضخمة، وخاصة في ظل التأثير الكبير على فئة الأطفال والشباب، قائلاً: «في غضون ساعة واحدة، قد تصل القصة المنشورة على حساباتي إلى مئتي ألف شخص.. وهذه مسؤولية وأمانة».

وأضاف إن بداياته كانت متعثرة بسبب المقارنة والشك، لكنه اختار بدلاً من ذلك أن يستثمر في «التغذية البصرية» وتحسين نفسه باستمرار، قائلاً: «كنت واحداً من بين 500 صانع محتوى، وكنت أتساءل لماذا قد أتميّز عنهم؟ ثم قررت أن أركّز على تقديم الأفضل، وأن أستمر، وأتجنّب التفكير في تلك الأمور السلبية التي تُحبط وتُقيّد».

رحلة المليون

تحدث أبو فلة عن مسيرته الرقمية بصراحة لافتة، مشيراً إلى أنه كان يحلم في البداية بوصول قناته إلى مليون مشترك، قائلاً: «الآن نحن على الطريق إلى خمسين مليوناً، والاستمتاع بما أقدمه هو السر».

وأشار إلى أن بداياته لم تكن سهلة، إذ لم يلقَ تفاعلاً يُذكر، وكان يشعر أحياناً كأنه يتحدث إلى الفراغ، وأضاف مازحاً: «كنت أتكلم ولا يجيبني أحد.. فقط أسمع صوت العصافير»، مشدداً على أن ثقته بالله كانت الدافع الأكبر للاستمرار، والإيمان بأن المحتوى الجيد لا يُهمل مهما تأخرت الاستجابة.

المحتوى الخيري

واحدة من أبرز محطات أبو فلة كانت انتقاله من مجرد صانع محتوى إلى شخصية مؤثرة في العمل الإنساني، وتحدث عن رسالة تلقاها من متابع اقترح عليه بناء مسجد بعد وصوله لـ5 ملايين متابع، موضحاً: «كانت رسالة صادقة، رغم وساوس كثيرة حاولت منعي من اتخاذ الخطوة»، لكن الرسالة تحولت إلى بداية رحلة إنسانية، شارك فيها أبو فلة جمهوره في بناء مشاريع خيرية، مضيفاً: «من يفعل الخير يكسب الدنيا والآخرة».

اللحظة الصادقة

في لحظة وجدانية، استعاد أبو فلة موقفاً مع طفل من أصحاب الهمم لا يستطيع التحدث، لكنه عبّر عن محبته بطريقة مؤثرة عندما قابله، قائلاً: «أهديت الطفل هدية، وردة فعله كانت أعظم من أي لحظة فرح.. هذه السعادة الحقيقية، اشتريت أشياء كثيرة تمنّيتها، لكنها لم تمنحني السعادة التي شعرت بها عندما أسعد الآخرين».

نصائح

وجّه أبو فلة رسائل مباشرة لصنّاع المحتوى الصاعدين، مؤكداً أن طريق النجاح يبدأ من الداخل.. وقال: «عدو الإنسان هو نفسه.. لا تبرر، ولا تقل إنك لا تستطيع، ضع هدفاً، ارسم خطوات، وتوكل على الله»، واستحضر أبو فلة لحظات ضعفه، حين كانت التعليقات السلبية تهزّه لأسابيع وربما أشهر، لكنه تعلم كيف يتجاوزها بقوة الإرادة، ونصح بالتركيز على المهام وليس النتائج، قائلاً: «كنت أضع 10 مهام يومياً، وحين أنجزها أشعر بسعادة كبيرة. لا تنظر للنتيجة، ركّز على المهمة، وبعد شهور ستجد الفرق».

صناعة الجيمينغ

في ختام الجلسة، سلّط أبو فلة الضوء على التغير الهائل في نظرة العالم لصناعة الألعاب الإلكترونية، مؤكداً أن «ما كان قبل عشر سنوات مجرد تسلية، أصبح اليوم صناعة عالمية مدعومة من الحكومات»، وختم: «انظر أين نحن اليوم.. في مؤتمر دولي، نتحدث عن الجيمينغ كقطاع مؤثر، هذا وحده إنجاز كبير».