علي جابر: الإعلام التقليدي باق لكنه مطالب بالتطور أو الاندثار

علي جابر ونانسي نور | من المصدر
علي جابر ونانسي نور | من المصدر

أكد علي جابر، الرئيس التنفيذي لمجموعة إم بي سي وشاهد، خلال جلسة «عالم بلا أخبار» ضمن دردشات إعلامية التي استضافها منتدى الإعلام العربي ضمن فعاليات قمة الإعلام العربي، وأدارتها الإعلامية نانسي نور في إكسترا نيوز، على أهمية دمج الإعلام القديم مع الجديد لمواكبة التغيرات المتلاحقة والمتسارعة في هذه الصناعة والناتجة عن التطور التكنولوجي.

وتحدث جابر خلال الجلسة عن العلاقة المعقدة بين الإعلام القديم والجديد، مقدماً رؤيته لمستقبل المهنة، حيث قال إن الأخبار في السابق كانت تستقى من مصادر محددة، أما الآن فأصبحت تستقى من مصادر متعددة بعضها موثوق والبعض الآخر غير موثوق مثل منصات التواصل الاجتماعي التي تبث في الكثير من الأوقات أخباراً زائفة وغير حقيقية ما قد يثير بلبلة.

وأكد أن الأخبار هي حاجة إنسانية وليست ترفاً، إذ لا يمكن الاستغناء عنها للوقوف على ما يحصل في العالم من حولنا، مشيراً إلى أن العلاقة بين الإعلام الحديث والقديم هي علاقة تنافسية تكاملية، وحسب المتحدث فإن مواقع التواصل الاجتماعي لا تلتزم بقيود مثل المؤسسات الإعلامية والصحف المرموقة، وأن هذه المنصات لا علاقة لها بالصحافة لا من قريب ولا من بعيد، فهي منصات تلهث وراء الترند وحصد المتابعين.

وأضاف أن الإعلام التقليدي باق لكنه مطالب بالتطور أو الاندثار، كما أنه بحاجة إلى مواكبة المتغيرات بحيث يتم تطويع مواده بحسب كل منصة واشتراطاتها لإيصال المعلومات الصحيحة للجمهور عبر هذه المنصات والاستفادة منها في نقل الحقائق ودحض الزائف منها.

وأوضح أن العلاقة بين الإعلام القديم والحديث ليست صراعاً، بل هي تحول طبيعي، إذ إن كل جيل يحمل أدواته، وما نراه اليوم هو تطور تقني فرض نفسه على وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن الصحف والقنوات التي لم تتكيف مع هذا التحول ستفقد جمهورها أو تصبح صوتاً خافتاً.

وحول أبرز التحديات التي تواجه الإعلاميين في هذه المرحلة، أوضح جابر أنها تتمثل في المصداقية، في زمن «السوشيال ميديا»، فالجميع ينشر، دون أن يتحقق، أو يحلل، فضلاً عن تحدي الحفاظ على الهوية والمهنية وسط فوضى المحتوى التجاري والسريع.

وشدد علي جابر على أهمية أن يعيد الإعلام التقليدي النظر في أسلوبه، في سرعة تفاعله، في طريقة تقديمه للمعلومة، فالجمهور تغير، ولا ينتظر نشرات الثامنة ليعرف ما يحدث، ومن لا يتغير سينقرض.

ولفت إلى أهمية تطوير مهارات الإعلاميين وتأهيلهم للتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه التقنية لن تحل محل البشر، وأن اللمسة الإنسانية في العمل الصحفي والإعلامي ستظل مطلوبة.