إسعاد يونس: العالم يواجه حرباً ضد المشاعر والعلاقات الإنسانية

في حديث دافئ على منصة مجلس دبي للإعلام، وخلال جلسة امتدت 20 دقيقة ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي، فتحت الكاتبة والإعلامية المصرية إسعاد يونس قلبها للجمهور، وتحدثت عن رحلتها الممتدة من عالم الفن إلى ساحة الإعلام.

وجمعت الجلسة التي أدارتها الإعلامية ندى الشيباني، بين الطابع الشخصي والرؤية المهنية، حيث تقاطعت فيها تجارب التمثيل والإنتاج والتقديم، وانطلقت خلالها إسعاد يونس لتتأمل في مشوارها، وتناقش التحديات التي تواجه الصناعة اليوم، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي وصفته بأنه تهديد حقيقي يتطلب مقاومة واعية، مؤكدة: «إنها حرب يجب أن ننتصر فيها»، ووصفت التطورات المتسارعة في أدوات الذكاء الاصطناعي بأنها تمثل تهديداً حقيقياً لصناعات الإعلام والإنتاج والفن، مؤكدة أن العالم يواجه «حرباً» ضد المشاعر والعلاقات الإنسانية.

وأشارت إلى أن هذا المفهوم كان جزءاً من رؤيتها في كتابها «لسه الحياة ممكنة»، الذي ينطلق من الأمل في عالم مليء بالتغيرات، مضيفة: «المهمة الإعلامية باتت أكثر صعوبة من أي وقت مضى، إذ أصبح من الصعب إيصال كلمة طيبة وسط حالة الاحتقان التي يعيشها العالم».

مسيرة

وفي استعراضها لمحطات مسيرتها، قالت إنها لم تتخيل في بداياتها أن تصبح شخصية مشهورة أو ممثلة، بل كانت تطمح للعمل في وظائف تقليدية بالنسبة للمرأة مثل مضيفة طيران، إلا أن نشأتها في بيئة فنية متنوعة ساعدتها على صقل موهبتها مبكراً، خاصة في فهم الموسيقى، وهو ما قادها لاحقاً إلى الإذاعة عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، بعد أن اجتازت اختبارات القبول بنجاح.

وأكدت يونس أن عملها في الإذاعة والتلفزيون منحها خبرة عميقة في الدراما والتقديم والفوازير، إلا أنها كانت تبحث عن مشروع إعلامي يُعبّر عنها بصدق، إلى أن أطلقت برنامج «صاحبة السعادة»، الذي شكل مساحة لدراسة المجتمع المصري ومعالجة قضاياه وهويته.

وقالت: «نحن في فريق عمل البرنامج، بقيادة الزميل أحمد فايق، نناقش باستمرار الاتجاهات التي يتجه إليها المجتمع، ونضع الرسالة التي نرغب في إيصالها.. ركزنا على الهوية المصرية التي بدأت تتلاشى في ظل الظروف السياسية والاجتماعية، وعملنا على استعادتها من خلال استعراض تراث مصر الممتد لسبعة آلاف عام».

نوافذ

وأضافت: «فتحنا نوافذ للتواصل مع العالم العربي، وسعينا إلى مخاطبة كافة الشرائح، من النساء والرجال، مروراً بالأطفال، ووصولاً إلى محبي الفن والرياضة والمطبخ والموضة وغيرها».

كما عبّرت عن رفضها أن تكون نسخة مكررة من أحد، قائلة: «تعلمت من الإعلامية إيناس جوهر أهمية التحرر من القوالب، وأنا لا أرى أي داعٍ لأن أكون شبيهة بأحد».

واعتبرت أن ما يميزها هو تعدد أدوارها كممثلة كوميدية وكاتبة ومنتجة، موضحة أن الضيوف في برنامجها تجمعهم بها علاقة حوارية مشتركة بعيدة عن الرسمية.

وأكدت تمسكها بالكتابة باللهجة المصرية، رغم الانتقادات، موضحة أن اللهجة المصرية من أغنى اللهجات من حيث المفردات، وقالت: «أحرص دائماً على الكتابة بالعامية لأنها توصل الرسالة بصدق ووضوح».

تجارب

وتطرقت أيضاً إلى تجربتها في الإنتاج السينمائي، مؤكدة أنها لم تشعر يوماً بأن هذا المسار صعب، ووصفت نفسها بأنها «شخصية عملية»، وقالت: «أنتجت أفلاماً ذات قيمة كبيرة رغم التحديات، وكل عمل كان يحمل أهمية خاصة».

رسالة

وختمت حديثها بالتأكيد على أن رسالتها الإعلامية لم تنتهِ بعد، مضيفة: «أحياناً أشعر أن الوقت قد حان لإنهاء مسيرتي الإعلامية، لكن لا يزال أمامنا الكثير لإنجازه.. من بين المهام التي نعمل عليها حالياً إعادة جمع وحفظ موسيقى الأفلام والمسلسلات القديمة، ومع أننا قطعنا شوطاً كبيراً، إلا أننا لم ننجز سوى أقل من 10% من المشروع».