أطلق مكتب التطوير الحكومي والمستقبل، النسخة الثالثة من برنامج «قيادات حكومات المستقبل في العالم العربي»، المنصة العربية الرائدة لتمكين القيادات الحكومية العربية الشابة، وذلك بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية.
ويهدف البرنامج إلى تأهيل 40 من القيادات الحكومية العربية الشابة، وتعزيز جاهزيتهم للتعامل مع التحولات المتسارعة والاستثمار في فرص المستقبل.
ويُقدّم البرنامج تجربة متكاملة، تتضمن 30 لقاء قيادياً مع مسؤولين حكوميين، وحوارات مع خبراء في قطاعات المستقبل من الدول العربية، إضافة إلى مسرّعات مستقبلية، وتحديات تطبيقية، ومجالس افتراضية، ومختبرات تصميم سياسات المستقبل، لتشكّل بيئة محفّزة لإنتاج حلول مبتكرة في مجالات مثل التشريعات المستقبلية، وتصميم الخدمات الاستباقية، والحوكمة المرنة، وجاهزية المواهب الحكومية. وسيتم تخريج المنتسبين ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات في شهر فبراير 2026.
منصة ريادية
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، رئيسة الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن البرنامج أصبح منصة عربية ريادية، محورها تمكين جيل من القيادات الحكومية العربية الجاهزة لتحديات المستقبل، والقادرة على تحويلها إلى فرص واعدة، ترتقي بالعمل الحكومي، وتنعكس إيجاباً على المجتمعات.
وقالت معاليها إن تسارع المتغيرات العالمية المدفوعة بموجة عصر الذكاء الاصطناعي، يتطلب تطوير عقلية حكومية جديدة، ترتكز على المرونة وسرعة التأقلم والتفاعل، والاستباقية في تصميم الحلول لتحديات المستقبل، مشيرة إلى أن البرنامج يمكّن القيادات الحكومية العربية الشابة من بناء منظور جديد للعمل الحكومي، ويزودهم بالأدوات والحلول الداعمة لتحويل العمل الحكومي إلى بيئة مرنة، معززة بالابتكار التشريعي الذكي، وتصفير البيروقراطية، وتسريع الإنجاز ومضاعفة الأثر.
تنمية مستدامة
وقال الدكتور ناصر الهتلان القحطاني، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، «يتماشى البرنامج مع رسالة المنظمة في المساهمة بتحقيق التنمية الإدارية المستدامة في الوطن العربي، ويهدف هذا البرنامج إلى إعداد نخبة من القيادات الحكومية العربية الشابة، التي تمتلك المهارات القيادية اللازمة لحكومات المستقبل، فضلاً عن ترسيخ ثقافة التعلم المستمر».
مبادرات عربية
وأكد عبدالله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، أهمية تعزيز المبادرات العربية المشتركة الهادفة لبناء القدرات، وتمكين الحكومات من مواكبة التقدم السريع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وما تحمله هذه المرحلة من متغيرات كبرى في مختلف مجالات العمل.
وقال إن برنامج قيادات حكومات المستقبل في العالم العربي، الذي ينظم بالشراكة مع برنامج التبادل المعرفي الحكومي الإماراتي، يعكس رؤى حكومة الإمارات بتوسيع مجالات مشاركة المعرفة مع المنطقة والعالم، ويشكل بيئة حاضنة لتطوير الممارسات والحلول الداعمة للقيادات الحكومية، في مواجهة تحديات القطاعات التي تقودها في مختلف مجالات العمل الحكومي، من خلال ما يوفره من فرص للمنتسبين للتطور واكتساب الخبرات والمعارف الضرورية لإحداث التغيير المطلوب في العمل الحكومي.
مسرعات حكومية
في سياق متصل، أكدت هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، أن تبنّي ثقافة المسرعات في عمل حكومة الإمارات، وما تم إنجازه من خلال مبادرة المسرعات الحكومية الإماراتية الأولى من نوعها عالمياً، يمثل عنصراً داعماً ومعززاً لقدرات منتسبي برنامج قيادات حكومات المستقبل في العالم العربي، نظراً لما يوفره من آلية عمل قائمة على مفهوم التحديات، والفهم الاستباقي لمتطلبات المستقبل، والعمل على تطوير الحلول، ضمن إطار زمني محدد.
وقال عبدالله زايد الفلاسي، رئيس مجلس أمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي: إن البرنامج يشكل منصة استراتيجية لتأهيل الكفاءات العربية، وتمكينها من امتلاك مهارات المستقبل، بما يعزز جاهزيتها لابتكار حلول نوعية قادرة على مواجهة التحديات وصنع الفرص، في إطار سعي مستمر لتطوير منظومة حكومية عربية أكثر مرونة واستباقية. وأضاف: «نهدف من خلال هذا البرنامج إلى بناء شبكة عربية من القيادات المستقبلية القادرة على تحويل الرؤى إلى إنجازات، وترسيخ مفهوم الجاهزية الحكومية لصناعة مستقبل أكثر ازدهاراً للعالم العربي».
تمكين الكفاءات
وأكد الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، أن البرنامج يتكامل مع توجهات الكلية في بناء منظومة معرفية عربية رائدة، تسهم في تطوير القدرات الحكومية، وتعزيز قدرتها على التكيف مع التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم. فدور الكلية يتجاوز الإطار الأكاديمي، إلى الإسهام الفاعل في صياغة سياسات مبتكرة، مستندة إلى البحث العلمي والخبرة التطبيقية، بما يعكس ريادة دولة الإمارات في الإدارة الحكومية الحديثة.
ويشمل البرنامج أكثر من 30 من اللقاءات القيادية، وحوارات الخبراء التي تتيح للمنتسبين التفاعل مع تجارب نخبة من القادة الحكوميين والخبراء الدوليين، ما يمنحهم رؤى استراتيجية موسعة حول الحوكمة، الابتكار التشريعي، وقيادة التحول. كما يتضمن البرنامج مختبر تطوير السياسات الحكومية الأول من نوعه، والذي يحاكي تحديات واقعية إقليمية، ويمكّن المشاركين من أداء أدوار قيادية في بيئة تحاكي الأزمات، والتي تتطلب سرعة اتخاذ القرار والاستجابة للمؤثرات.
مجالس وزيارات
وتُعقد ضمن البرنامج مجالس افتراضية، بمشاركة فرق مشاريع الجاهزية الوطنية وتصفير البيروقراطية في حكومة الإمارات، لتبادل التجارب الناجحة والخبرات، وتعزيز الحوار بين القيادات العربية الشابة، بما يسهم في ترسيخ شبكة إقليمية للتعاون المستقبلي في مجالات الجاهزية الحكومية.





