شرطة دبي تعزز منظومة عملها بالاستثمار بالعقول والتخصصات المستقبلية

أكد العميد راشد ناصر راشد، مدير الإدارة العامة للموارد البشرية في شرطة دبي، أن القيادة العامة لشرطة دبي وبتوجيهات من معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام، ومتابعة سعادة اللواء دكتور صالح عبد الله مراد، مساعد القائد العام لشؤون الإدارة، تولي اهتماماً بالغاً بالاستثمار في الكوادر البشرية، باعتبارها الثروة الحقيقية ومحور التطوير والابتكار في العمل الشرطي. وأضاف "تسعى شرطة دبي دائماً إلى تمكين موظفيها علمياً ومهنياً من خلال برامج التأهيل المتقدمة، وابتعاثهم إلى أرقى الجامعات والمعاهد العالمية في مختلف التخصصات التي تواكب مستجدات العصر وتدعم تطلعات القيادة الرشيدة".

ونوه إلى أن سياسة شرطة دبي ترتكز إلى إعداد جيل مؤهل قادر على المساهمة بقوة في صناعة المستقبل، وتعزيز تنافسية الجهاز الأمني محلياً ودولياً عبر الاستثمار في العقول والكفاءات في مجالات استراتيجية متعددة. مؤكداً أن هذه الجهود تعكس التزام شرطة دبي بتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والجاهزية، وضمان بيئة عمل محفزة على التميز والإبداع، بما يسهم في ترسيخ مكانة شرطة دبي كمؤسسة عالمية رائدة في تطوير رأس المال البشري.

"الرؤية الحاسوبية"

وأثمرت منظومة الابتعاث عن حصول النقيب دكتور مهندس سالم صقر المري، على درجة الدكتوراه في تخصص "الرؤية الحاسوبية" ضمن دفعة 2025 من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ليكون بذلك أول طالبٍ إماراتي ينال درجة الدكتوراه في هذا التخصص.

وأعرب الدكتور المري عن شكره وتقديره لمعالي الفريق عبدالله خليفة المري على دعمه للمورد البشري، وتمكينهم من استكمال تحصيلهم العلمي والمعرفي. وقال: "فخور بتخرجي بشهادة الدكتوراه في تخصص الرؤية الحاسوبية، لأكون أول إماراتي يتخصص في هذا المجال، وبداية انطلاقة نحو مسيرة بحثية وعلمية لتطوير تقنيات أمنية وشرطية نوعية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي".

وأكد أن الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة للكفاءات الوطنية يشكل دافعاً كبيراً للاستمرار والابتكار، مضيفاً أن إيمان الدولة بطاقات الشباب يضعنا أمام تحدٍ مستمر، لنكون على قدر الثقة التي تمنحنا إياها.

ويعد تخصص الرؤية الحاسوبية من الركائز الحيوية في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يهدف إلى تمكين الحواسيب من تحليل البيانات المرئية بطريقة تحاكي الإدراك البشري. ويتضمن برنامج الدكتوراه موضوعات متقدمة، تشمل الرؤية ثلاثية الأبعاد، وإعادة بناء وتحليل الأشكال، وتطوير خوارزميات التعلم العميق، إلى جانب معالجة البيانات الهندسية ثلاثية الأبعاد، بما في ذلك الشبكات والطباعة ثلاثية الأبعاد.

المحاسبة الجنائية

وانعكاساً لاستمرار جهود شرطة دبي في دعم الكوادر البشرية بأحدث التخصصات الداعمة للعمل الشرطي والأمني، تواصل الملازم اليازيه عبدالله الحر السويدي، خريجة برنامج المرشحين لعام 2024 في شرطة دبي، مسيرتها العلمية والمهنية بخطى واثقة، بعد أن حققت إنجازات بارزة خلال فترة دراستها، حيث نالت المركز الثاني في المجموع العام في الأكاديمية، والمركز الأول في السلوك والمواظبة، كما شاركت ضمن برنامج التراكيز في تخصص مكافحة الجرائم الاقتصادية.

وتستكمل السويدي مسارها الأكاديمي حالياً كطالبة ماجستير مبتعثة في جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة، في تخصص المحاسبة الجنائية، وهي إحدى أوائل الطلبة المبتعثين في هذا التخصص، وتركز أبحاثها على دور لجان التدقيق في اكتشاف الاحتيال المالي، موضحةً الفارق بين المحاسب الجنائي والمدقق المالي التقليدي.

وأكدت أن المحاسب الجنائي يتجاوز حدود مراجعة الأرقام والتقارير، ليضطلع بمهام تحليلية وتحقيقية تمكنه من رصد المؤشرات غير الطبيعية، ما يسهم في الكشف المبكر عن قضايا الاحتيال المالي.

وتطمح الملازم اليازيه من خلال بحثها إلى تقديم مخرجات عملية تدعم جهود تعزيز الحوكمة المؤسسية وتطوير آليات الاستباق في مواجهة الاحتيال المالي، إلى جانب رفع مستوى وعي المجتمع بمخاطر هذه الجرائم. كما شددت على أن هذه الجهود تأتي في إطار دعم مكانة شرطة دبي الريادية محلياً ودولياً في مكافحة الجرائم الاقتصادية وترسيخ ممارسات متقدمة في مجال التحقيقات المالية.