فيلم وثائقي يستعرض أكبر مركز لوجستي إنساني في العالم بدبي

كشفت دبي الإنسانية، أكبر مركز إنساني في العالم، عن فيلم وثائقي جديد بعنوان «التكاتف.. قصة دبي الإنسانية»، وهو فيلم وثائقي مشوق يُقدم نظرة ثاقبة من وراء الكواليس على الدور الرائد الذي يقوم به المركز من خلال الاستجابة للكوارث في المنطقة والعالم، عبر التنسيق الفوري بين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والشركاء الحكوميين.

كما يكشف الفيلم عن قدرة مستودعات دبي الإنسانية، التي تبلغ مساحتها 150 ألف متر مربع - والتي تبرع بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله - على إيصال الإمدادات المنقذة للحياة، مثل اللقاحات والمستلزمات الصحية والمياه النظيفة، إلى مناطق الأزمات حول العالم في غضون ساعات.

ويُسلّط الفيلم الضوء على الدور المحوري للشركاء، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والشركاء اللوجستيون الحكوميون مثل:

جمارك دبي وطيران الإمارات، والذين يضمن تعاونهم الوثيق سرعة جهود الإغاثة وسلاسة تنفيذها وقابليتها للتوسع. وقد أثبتت خبراتهما المشتركة في التخليص الجمركي، والخدمات اللوجستية والنقل الجوي أهميتها في التغلب على أكثر التحديات الإنسانية تعقيداً، وضمان تقديم الاستجابة والمساعدة في وقت قياسي.

كما يُسلّط هذا الفيلم الوثائقي الجديد الضوء على القصص الإنسانية في عناوين الأخبار لعمال الإغاثة ومسؤولي الجمارك وأطقم شركات الطيران الذين يعملون بروح الفريق الواحد لبث الأمل.

شريان الحياة

وفي هذه المناسبة قال جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس الإدارة لدبي الإنسانية: «دبي الإنسانية ليست مجرد مركز لوجستي، بل شريان حياة يصل العالم ببعضه، ويظهر هذا الفيلم العالمي ما يمكن أن نحققه عندما نوحّد جهود العالم، وعندما تكون دولة الإمارات في طليعة المسيرة».

وأضاف: لا يزال عام 2025 يفرض تحديات عالمية استثنائية، وبالتعاون مع شركائنا في الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية الأخرى، ساهمت دبي الإنسانية، خلال النصف الأول من العام فقط، في تسهيل إيصال مساعدات تجاوزت قيمتها 179.2 مليون درهم إلى 81 دولة حول العالم.

وذلك في ظل تزايد الحاجة إلى المأوى والمساعدات الصحية بشكل خاص. ونحن نؤكد التزامنا الراسخ بالوقوف إلى جانب مجتمعنا الإنساني الدولي لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً.

بدورها قالت ساجدة الشوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الإمارات: يتوجب علينا ضمان إيصال المساعدات الإنسانية وفقاً للمبادئ الإنسانية، من دون تمييز وبمساواة مؤكدة أن التعبير عن صوت من لا صوت لهم ليس ترفاً، بل مسؤولية وشرف ورسالة حياة.

ويُتيح بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية الفريد من نوعه والمدعوم بالذكاء الاصطناعي التابع لدبي الإنسانية، تحليلات آنية، وتوقعات الطلب مع رصد المخزون عبر مختلف المناطق الزمنية.

كما يُساعد وكالات الإغاثة على استباق الاحتياجات وتجنب ارتفاع الأسعار والاستعداد للزيادات الموسمية، مثل زيادة الحاجة إلى المأوى المرتبطة بالرياح الموسمية في بنغلاديش على سبيل المثال.

وبفضل موقع دبي الإنسانية الاستراتيجي، على بُعد عشر دقائق فقط من ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم، يُمكن للشحنات الإغاثية أن تصل إلى ثلثي السكان الأكثر عرضة للخطر في العالم خلال 4 إلى 8 ساعات فقط.

ومع توسّع قاعدة البيانات لتشمل 11 مركزاً في بلدان مختلفة، سيُصبح من الأسهل الوصول أوّلاً إلى المساعدات بشكل متزايد من مراكز قريبة ومصادر محلية، ما يحدّ من انبعاثات الكربون ويختصر أوقات التسليم.

قاعدة بيانات

تشير قاعدة بيانات المركز بلوغ قيمة مساعدات دبي الإنسانية من شهر يناير إلى يونيو 2025، أكثر من 48.8 مليون دولار، وصلت هذه المساعدات إلى 81 دولة حول العالم. بينما خُصص ما يقرب من ثلث إجمالي المساعدات للمأوى.

حيث بلغت قيمة مساعدات الإيواء 15 مليون دولار شملت 937,377 قطعة من المعدات الميدانية، مثل: الخيام والمعدات اللازمة للإيواء في فصل الشتاء. بينما بلغت قيمة المساعدات الصحية فقط نحو 14 مليون دولار.

وتشمل هذه المساعدات الملحقات الصحية، والمعدات الطبية، والأدوية، وغيرها. أما المساعدات الخاصة بالمياه والصرف الصحي، فقد بلغت قيمتها مليون دولار . بينما وصلت قيمة الأسهم المتاحة في دبي الإنسانية في يونيو 2025 إلى 208.1 ملايين دولار.

وشهدت المنطقة أحداثاً بارزة خلال النصف الأول من 2025، من بينها الجسر الجوي الـ25 من دبي الإنسانية إلى غزة. وقد نقلت عملية أبريل 56.8 طناً مترياً من الإمدادات الطبية الأساسية، بقيمة تزيد عن مليون دولار (4.3 ملايين درهم)، مقدمة من منظمة الصحة العالمية، إلى مطار العريش في مصر.

بنك بيانات

يقدم قاعدة البيانات اللوجستية تحليلات مباشرة إلى أطراف عدة منها:

الدول المحتاجة للمساعدات: تقدم قاعدة البيانات تحليليات آنية ورؤية على مدار 24 ساعة 7 أيام بالأسبوع و365 يوماً بالسنة لمستويات المساعدات – توفر التحديثات اليومية بيانات دقيقة، ملائمة لجميع المناطق الزمنية، وتوفر إجراء المكالمات الهاتفية.

وتعزيز التنسيق والتعرف بشكل أسرع إلى شركاء المساعدات - حيث تتمكن البلدان التي تحتاج إلى المساعدات من الوصول إلى بيانات مفصلة، بمن في ذلك أي من الأعضاء في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى يونيسف داخل دبي الإنسانية بما لديهم من كمية من كل منتج، حتى يتمكنوا من الاتصال بهم مباشرة للحصول على الدعم، ومعرفة مستويات مخزونهم الحالية.

وكالات الإغاثة الإنسانية في دبي: الاستعداد بفعالية أكبر من خلال توقع الطلب على المساعدات – بفضل إمكانية تتبع تدفقات المساعدات بمرور الوقت، من خلال تحليل البيانات المستمر المدعوم بالذكاء الاصطناعي، تستطيع دبي الإنسانية تقديم المشورة لوكالات الإغاثة بشأن موعد ذروة الطلب وانخفاض مستويات المساعدات.

على سبيل المثال، خلال موسم الأمطار الموسمية في أغسطس في بنغلاديش، رصدت دبي الإنسانية ارتفاعاً في الطلب السنوي على الخيام والبطانيات. ويمكن لوكالات الإغاثة في دبي الإنسانية بعد ذلك تخزين كميات من المواد مسبقاً.

وتجنب ارتفاع الأسعار - من خلال بناء المخزون قبل ارتفاع الطلب، تستطيع وكالات الإغاثة إدارة المخزونات بشكل أكثر فعالية وشراء المساعدات قبل ارتفاع الأسعار.

توقع احتياجات التخزين: تُجري دبي الإنسانية تحليلاً مستمراً لبياناتها لفهم الطلب المتغير على مختلف أنواع المساعدات. ومن خلال إدراكها للزيادة في الطلب على المنتجات الصحية في السنوات الأولى لبنك البيانات، تمكنت دبي الإنسانية من توسيع حلول التخزين البارد لديها، وأصبحت أكثر استعداداً لمواجهة جائحة (كوفيد 19).

الاستدامة العالمية

جميع العمليات اللوجستية لدبي الإنسانية تقلل مسافات السفر وانبعاثات الكربون، بفضل الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدبي على الطريق بين الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، وموقع دبي الإنسانية على بُعد 10 دقائق فقط من ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي، فإنها تُمكّن المجتمع الإنساني من الوصول، في غضون 4 - 8 ساعات، إلى ثلثي سكان العالم الذين يعيشون في مناطق معرضة للخطر.

كما يقدم بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية نظرة مستقبلية حول تحديد موقع المساعدات المحلية مع نمو قاعدة البيانات لتشمل ما يصل إلى 11 مركزاً، ستتمكن البلدان والمنظمات المحتاجة من تحديد موقع أقرب مساعدات متاحة لها بشكل فعال.