تزدهر شوارع دبي بألوان عدة من أشكال الاحتفال بمزيج من الأنشطة والفعاليات والمبادرات وحركة نشطة لا تهدأ، وتكتسي شوارع وطرقات و«فرجان» المدينة خلال الشهر الفضيل بحُلة رائعة من الزينة ابتهاجاً بمقدم شهر الصوم، بكل ما تحمله هذه المناسبة من أهمية، وبما ارتبط بها من صور مختلفة للاحتفال، تشكل جانباً من وجدان أهل الإمارات، وعادات وتقاليد توارثتها الأجيال في الاحتفال بشهر رمضان.
وتختلف مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مختلف ربوع دبي، التي تزينت بالأضواء التي تعلو واجهات الأبنية والبيوت ومراكز التسوق، وأيضاً المساجد التي أضاءت مآذنها مع قبائها وواجهاتها ترحيباً بالشهر الفضيل، وذلك في إطار الاحتفالات العديدة في حملة «رمضان في دبي»، والتي انطلقت بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، بالتعاون مع «براند دبي» وذلك في إطار حرص المجلس على الترويج للفعاليات والمناسبات المجتمعية والوطنية، التي تحتفي بها دبي على مدار العام، وسعياً لإيجاد مظلة تجمع تلك الاحتفالات، وتضمن التنسيق فيما بينها.
شارع جميرا
وتتجلى المشاهد الاحتفالية في إمارة دبي في العديد من مناطقها، لكنها تأخذ طابعاً فريداً في شارع جميرا، الذي يُعد من أبرز مناطقها السياحية، ومن أهم الشرايين المرورية والطرق الحيوية في دبي، حيث يكتسي الشارع، وعلى امتداده، بدءاً من متحف دار الاتحاد، وصولاً إلى مدينة جميرا، بإطلالة ساحرة بلوحات جمالية رائعة، رسمتها الأنوار البديعة الممتدة بامتداد هذا الشارع السياحي الحيوي لتزيده جمالاً وبهاء.
وتكتسي الشوارع وتتنوع المظاهر الاحتفالية العديدة المنتشرة في ربوع دبي، لتعكس مدى الارتباط بثوابت روحانية وتراثية وثقافية راسخة لدى مجتمعها إلا أن شارع جميرا احتفظ لنفسه بمكانة خاصة في ذاكرة أهل دبي، وهو يروي قصة تطور وازدهار مدينة تحولت في غضون عقود قليلة إلى مركز مالي تجاري ومالي واقتصادي مرموق على الساحة الدولية، حيث يصنف شارع جميرا كونه أبرز المراكز الحيوية في قلب المدينة النابض، بما يضم من منشآت سياحية وترفيهية وتجارية عالمية المستوى.
وتضمنت مظاهر الزينة الرمضانية مجسمات ضوئية على شكل مدفع رمضان، ونجوم، وأهلة، وفوانيس رمضان، والمسبحة، والنخيل، ما أضفى أجواء خاصة، تحاكي روحانيات شهر رمضان المبارك.
وامتدت الزينة الرمضانية لتشمل شرفات المنازل والمباني السكنية، إلى جانب المحال التجارية والمطاعم، التي تزينت واجهاتها بأعمدة الإنارة ومجسمات أشجار النخيل وعبارات التهنئة والترحيب بالشهر الفضيل.
وتزدان دبي بالأنوار الملونة والأشكال المختلفة ضمن الفعاليات والمظاهر الاحتفالية بالشهر الفضيل، فدبي بطبيعتها العالمية لم تتخل يوماً عن هويتها الإماراتية وثقافتها العربية الخليجية، بل إنها اليوم تقدم نموذجاً فريداً لمجتمع عالمي يضم أكثر من 200 جنسية تعيش في تناغم كامل، وهو ما يتجلى في الاحتفال بمختلف المناسبات، والتي تحتضن فيها الجميع، وتجعلهم جزءاً من احتفالاتها، لتنشر السعادة والبهجة بين سكانها وزوارها من مختلف أنحاء العالم.
وتبقى الاحتفالات بشهر رمضان المبارك جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية الإماراتية، فهي تعبير حي عن قيم نبيلة عديدة، يعليها أهل الإمارات، إذ تعكس هذه المظاهر الاحتفالية الروح الاجتماعية والتضامنية، التي يتسم بها أهل الإمارات.