الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في غزة

«طيور الخير» تحمل الدعم الإغاثي العاجل إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها براً
«طيور الخير» تحمل الدعم الإغاثي العاجل إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها براً

أبوظبي، غزة - وام

واصلت دولة الإمارات، لليوم الخامس على التوالي، تنفيذ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة، بالتنسيق مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وذلك ضمن عملية «طيور الخير»، الهادفة إلى إيصال الدعم الإغاثي العاجل إلى المناطق المتضررة والتي يصعب الوصول إليها براً.

وشهد أمس تنفيذ عملية الإنزال الجوي الـ 58، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، والتي تؤكد التزام دولة الإمارات الثابت بدعم الأشقاء الفلسطينيين، والتخفيف من حدة الظروف الإنسانية الصعبة في القطاع، في ظل التحديات الأمنية المستمرة.

وبذلك، ارتفع إجمالي المساعدات التي تم إنزالها جواً منذ بدء المبادرة إلى أكثر من 3787 طناً من المواد الغذائية والإغاثية، عبر 197 طائرة، ما يعكس استمرارية الجهد الإنساني الإماراتي للوصول إلى الفئات الأكثر تضرراً.بالتزامن مع ذلك، دخلت أمس إلى قطاع غزة 41 شاحنة مساعدات إماراتية عبر مختلف المعابر البرية، من ضمنها 12 شاحنة محمّلة بالمواد الطبية المقدّمة إلى منظمة الصحة العالمية.

وشاحنات محمّلة بالمواد الغذائية الأساسية، في إطار تعزيز الاستجابة الإنسانية المتكاملة ودعم القطاعين الصحي والغذائي في غزة.وتواصل دولة الإمارات تقديم الدعم العاجل، والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، بما يجسّد نهجها الإنساني الراسخ ودورها الريادي في دعم الشعوب المتضررة حول العالم.

جهود إنسانية

ونجحت دولة الإمارات، عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين، ضمن عملية (الفارس الشهم 3)، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة، وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.

وبرهنت دولة الإمارات خلال تدخلها السريع لمواجهة التحديات الطبية الناجمة عن الوضع المتفاقم في قطاع غزة، عن جاهزية قصوى، واحترافية عالية، ظهرت جلياً من خلال الوجود على أرض الواقع، سواء عبر المستشفى الإماراتي الميداني داخل القطاع، أو المستشفى العائم الذي أرسلته إلى مدينة العريش المصرية، وكذلك عبر نقل الحالات الصعبة والحرجة إلى مستشفيات الدولة، لتقديم العلاج والرعاية الطبية.

إضافة إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية بمختلف أنواعها، لتعزيز قدرات القطاع الصحي داخل غزة. ويواصل المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل داخل قطاع غزة، منذ تدشينه في ديسمبر 2023، تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة لمتطوعين طبيين.

وبلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى أبريل الماضي، أكثر من 51 ألف حالة، شملت الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.

مبادرة نوعية

وأطلقت دولة الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.

وتبلغ سعة المستشفى 200 سرير، ويضم غرفاً للعمليات الجراحية، مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، وعلى سبيل المثال، نجح فريق الأطباء في المستشفى في استئصال ورم يزن 5 كيلوغرامات من بطن مريض عانى لسنوات من آلام حادة، ومضاعفات صحية شديدة الخطر.

وأرسلت دولة الإمارات في فبراير 2024، مستشفى عائماً متكاملاً، إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية، لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.

ويضم المستشفى العائم طاقماً طبياً وإدارياً من مختلف التخصصات، تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة، وقد نجح المستشفى حتى أبريل الماضي، بالتعامل مع نحو 10370 حالة.

تلقّي العلاجات

وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبراً وصيدلية ومستودعات طبية.

وعملت دولة الإمارات في موازاة ذلك، على نقل الحالات الطبية الحرجة إلى أراضيها للعلاج، وتقديم الرعاية المطلوبة لهم، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة.

من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات، وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الإمارات، كما وجّه سموه باستضافة 1000 طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة، إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.

وفي 14 مايو الماضي، وصل العدد الإجمالي للمرضى والمرافقين الذين تم نقلهم إلى الإمارات إلى 2634، ما يجسد حرص الدولة على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفياتها.

وتستحوذ الإمدادات الطبية والصحية على نسبة كبيرة من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية، التي تواصل الإمارات تقديمها إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، منذ بدء الأزمة.

وتتضمن المساعدات الطبية التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مختلف أنواع الأدوية والمعدات طبية، مثل أجهزة غسيل الكلى وجهاز الموجات فوق الصوتية «التراساوند»، وأجهزة إنعاش رئوي وكراسي متحركة، وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى سيارات الإسعاف.

وبعد مرور 500 يوم على إطلاق (عملية الفارس الشهم 3)، قدمت الإمارات أكثر من 1200 طن من المواد والمستلزمات الطبية، دعماً للمستشفيات المحلية في قطاع غزة، كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ 17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات.

حملة تطعيم

ونفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.

وفي السياق ذاته، أرسلت دبي الإنسانية خلال الفترة من الأول من يناير حتى 24 أبريل 2025، ثلاث شحنات إغاثية إلى مطار العريش المصري، دعماً للأشقاء الفلسطينيين في غزة، نقلت على متنها حوالي 256 طناً مترياً من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

وتعزيزاً للصحة العامة والوقاية من الأمراض السارية، تسهم الإمارات عبر مشروعات ومبادرات نوعية، في توفير المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، كما تنفذ مجموعة من مشروعات إصلاح شبكات الصرف الصحي، بهدف الحد من التلوث ومنع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

51.000

حالة تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى أبريل الماضي

10.370

حالة تعامل معها المستشفى العائم بجهود طاقم طبي وإداري من مختلف التخصصات

2634

إجمالي المرضى والمرافقين الفلسطينيين الذين تم نقلهم للعلاج في الإمارات

1200

طن من المواد والمستلزمات الطبية دعماً للمستشفيات المحلية في القطاع