اتفاق سوري إسرائيلي على «التنسيق الأمني» في الجنوب

إسرائيل استغلت اشتباكات السويداء الشهر الماضي لزيادة تدخلها في الجنوب السوري
إسرائيل استغلت اشتباكات السويداء الشهر الماضي لزيادة تدخلها في الجنوب السوري

أفاد مصدران سوريان بأن وزير الخارجية أسعد الشيباني اجتمع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في باريس لمناقشة ترتيبات أمنية في جنوبي سوريا.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الشيباني اجتمع مع وفد إسرائيلي الليلة قبل الماضية، لكنها لم تذكر ديرمر. وأضافت أن النقاشات تركزت على «خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي.

والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء». وتناول الاجتماع أيضاً إعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا الموقعة عام 1974 والتي أنشئت بموجبها منطقة عازلة تحت إشراف الأمم المتحدة في هضبة الجولان.

وقال مصدر أمني سوري مطلع على الاجتماع إن الشيباني وديرمر اجتمعا بضع ساعات ومعهما الوفدان المصاحبان لهما. وأضاف قائلاً: إن الشيباني شدد على أن تدخلات إسرائيل الحالية في جنوبي سوريا، بما في ذلك توغلات في محافظتي القنيطرة ودرعا، تهدد بزيادة انعدام الاستقرار في المنطقة.

مواصلة المحادثات

وأكد المصدر أن الطرفين اتفقا على مواصلة المحادثات التي تركز على التنسيق الأمني في جنوبي سوريا.وقال مصدر سوري آخر مطلع على الاجتماع إن إسرائيل طرحت مجدداً مقترح إنشاء «ممر إنساني» لإرسال المساعدات مباشرة إلى محافظة السويداء التي شهدت عنفاً طائفياً استمر لأيام الشهر الماضي. وأضاف المصدر إن سوريا سبق أن رفضت هذه الفكرة، لكن إسرائيل طرحتها مجدداً.

وشكّل الإعلان الحكومي عن لقاء وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني مع وفد إسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس حدثاً سياسياً لافتاً، إذ يعدّ هذا اللقاء الأول الذي يُكشف عنه رسمياً عبر الإعلام الحكومي، في سياق مساعٍ إقليمية ودولية لخفض التوتر وتعزيز الاستقرار في الجنوب السوري.

خطوة استثنائية

وسارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية البارزة إلى تناول بيان وكالة «سانا» بشأن اللقاء السوري الإسرائيلي في باريس، حيث وصفت هيئة البث الإسرائيلية وصحيفة يديعوت أحرونوت الخطوة بأنها «غير معتادة» و«استثنائية».

فيما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن هذا البيان هو الأول من نوعه منذ نحو 25 عاماً تنشره وسائل إعلام رسمية حول محادثات مباشرة بين الحكومتين السورية والإسرائيلية.

وذكر موقع «شام» السوري أن أبرز ما يلفت في اللقاء أنه جرى في باريس، المدينة التي اعتادت أن تكون ساحة لمفاوضات حساسة لا يُعلن عنها عادة، مشيرة إلى أن إعلان دمشق عن الاجتماع بشكل صريح يعكس استعداداً لإدخال هذا المسار في إطار العلن، بعد سنوات من التفاهمات التي كانت تحصل عبر وسطاء.