غارات إسرائيلية على سوريا وسط تنديد إقليمي وأممي

آثار الغارات الإسرائيلية على حماة جنوب سوريا
آثار الغارات الإسرائيلية على حماة جنوب سوريا

كثفت إسرائيل الغارات الجوية على سوريا، قائلة إن الهجمات هي تحذير للحكومة في دمشق. كما قتلت 9 مدنيين وأصابت 23 بقصف على محافظة درعا جنوب سوريا، فيما دعت دمشق المجتمع الدولي إلى الضغط على تل أبيب لوقف عدوانها ومنع مزيد من الانتهاكات لسيادة البلاد.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» بياناً عن محافظة درعا، أفاد بمقتل 9 مدنيين وإصابة آخرين، إثر قصف إسرائيلي على حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غربي درعا.

وأفادت بوجود استنفار وغضب شعبي كبير بعد هذه المجزرة، وخصوصاً في ظل تقدم الجيش الإسرائيلي لأول مرة إلى هذا العمق.

وقال يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن الغارات الجوية رسالة واضحة وتحذير للمستقبل، لن نسمح بالمساس بأمن دولة إسرائيل. وذكر كاتس في بيان أن القوات الإسرائيلية ستبقى في المناطق العازلة داخل سوريا.

وستتحرك ضد التهديدات لأمنها، محذراً الحكومة السورية من أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا سمحت لقوات معادية لإسرائيل بالدخول، بعد تقارير عن إنشاء تركيا قواعد عسكرية داخل سوريا.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب ما تبقى من قدرات عسكرية في القاعدتين الجويتين بمحافظتي حماة وحمص، إضافة إلى ما تبقى من بنية تحتية عسكرية في منطقة دمشق، حيث قالت وسائل إعلام ومسؤولون سوريون، إن محيط منشأة للأبحاث العلمية في دمشق تعرض للقصف.

بدورها، قالت وزارة الخارجية السورية، في بيان عن الضربات الإسرائيلية، إنها تمثل تصعيداً غير مبرر ومحاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هجومها والالتزام بالقانون الدولي.

وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن إسرائيل شنت غارات على خمس مناطق مختلفة خلال 30 دقيقة، ما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري، وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.

وفي حماة، قال مصدر عسكري سوري، إن أكثر من عشر غارات دمرت مدارج طائرات وبرج مراقبة ومستودعات أسلحة وحظائر طائرات بالمطار العسكري. وتابع المصدر بالقول:

«دمرت إسرائيل قاعدة حماة الجوية بالكامل لضمان عدم استخدامها. هذا قصف ممنهج لتدمير القدرات العسكرية للقواعد الجوية الرئيسية في البلاد».

إدانة أممية

ونددت الأمم المتحدة بالتصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا، محذرة من أن هذه الأفعال تتسبب في زعزعة استقرار البلاد في توقيت حساس.

وأكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون، في بيان، أن هذه الأعمال تقوّض الجهود المبذولة لبناء سوريا جديدة تنعم بالسلام، في الداخل ومع محيطها في المنطقة، كما تتسبب في زعزعة استقرار سوريا في توقيت حساس.

إدانات عربية

وأعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للغارات الإسرائيلية. وشددت المملكة على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي، وخاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بدورهم، والوقوف بشكل جاد وحازم أمام هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في سوريا والمنطقة، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية عليها.

كما أ‏دانت وزارة الخارجية الأردنية الضربات الإسرائيلية على سوريا. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق واستنكارها الشديدين للاعتداءات الإسرائيلية على أراضي الجمهورية العربية السورية.

مجدداً وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها على سوريا.

إلى ذلك، أدانت مصر بأشد العبارات الغارات الإسرائيلية، مطالبة، في بيان أصدرته وزارة الخارجية، الأطراف الدولية الفاعلة بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه التجاوزات الإسرائيلية المتكررة، وإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية، واحترام اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.