التصعيد في سوريا.. هل يتجه إلى الحسم العسكري؟

عمال الدفاع المدني السوري يقومون بفحص المنطقة التي تعرضت لهجوم بسيارة مفخخة في منبج
عمال الدفاع المدني السوري يقومون بفحص المنطقة التي تعرضت لهجوم بسيارة مفخخة في منبج

تسود مخاوف من تأثير التصعيد الأمني المتدهور في سوريا على الجهود المبذولة للحل السياسي، بعدما باتت دمشق محور اهتمام إقليمي ودولي واسع، حيث تدفقت الوفود الدبلوماسية محاولة استكشاف توجهات الإدارة الجديدة ورؤيتها لمستقبل سوريا، وتقديم المشاريع، وما يتصل بذلك من ملفات مثل رفع العقوبات.

وأعلن الدفاع المدني السوري عن مقتل 14 امرأة ورجلاً واحداً، وإصابة 15 امرأة أخرى بجروح، بعضها بليغة، في حصيلة أولية لانفجار سيارة مفخخة في منبج. وأوضح في بيان، أن السيارة انفجرت قرب سيارة أخرى كانت تقل عمالاً مزارعين على طريق رئيس في أطراف المدينة الواقعة شرق حلب.

هجوم سادس

ويعد هذا الهجوم هو السادس من نوعه في المناطق التي سيطرت عليها فصائل «الجيش الوطني». ما يثير تساؤلات حول كيفية تعامل الإدارة مع هذه الأحداث، وما إذا كان الحل سيكون عسكرياً بحتاً.

وكانت مدينة منبج قد شهدت في 1 فبراير الجاري انفجار سيارة مفخخة في شارع الرابطة، أسفر عن مقتل 9 أشخاص بينهم «عناصر من الجيش الوطني»، وإصابة 15 آخرين بينهم مدنيون وأطفال. وقد شهدت سوريا خلال شهر يناير 2025 تصعيداً أمنياً ملحوظاً في مختلف المحافظات، وتنوعت الأحداث بين الغارات الجوية، والاشتباكات المسلحة، والاعتقالات، والتفجيرات، والتوغلات العسكرية.

وقد تركزت هذه الحوادث بشكل رئيس في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد، في حين شهدت بعض المناطق الأخرى اضطرابات متفرقة مرتبطة بالنشاط العسكري والمواجهات بين الفصائل المختلفة.

وتعكس هذه المعطيات واقعاً أمنياً متأزماً، حيث يستمر الصراع بين الأطراف المتناحرة، مع غياب حلول سياسية جادة لإنهاء حالة الفوضى.

وتهدد المرحلة الانتقالية أخطار عدة على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية. حيث عاد إلى الواجهة الحديث عن تجدد نشاط تنظيم داعش في سوريا.

غموض

ويؤكد محللون أن مستقبل سوريا الجديدة بعد التطورات الأخيرة يبقى غامضاً، لكنه يحمل في طياته إمكانية لإنهاء الصراع إذا تم التعامل مع التحديات بحكمة، مشيرين إلى أن المرحلة الانتقالية تحتاج إلى إرادة حقيقية للمصالحة الوطنية.

ويرى مراقبون أنه لن يتم صياغة مشروع وطني سوري إلا في إطار توافق بين مكونات المجتمع السوري على شروط العيش المشترك. وطالبت أطياف المجتمع السوري بعقد مؤتمر للحوار الوطني يحدد خريطة الطريق للدولة السورية، وذلك بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ويعد عقد مثل هذا المؤتمر تعهداً رئيساً أعلنته الإدارة الجديدة في سوريا.

وحذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، من «أخطاء» يمكن أن تعرقل عملية الانتقال السياسي في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد. وقال بيدرسن، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي: إن «القرارات المتخذة اليوم ستحدد المستقبل على المدى الطويل». وأضاف: «هناك فرص ومخاطر حقيقية»، داعياً سوريا والمجتمع الدولي إلى «النجاح في المرحلة المقبلة».