ارتفعت حصيلة القتلى جراء أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء جنوبي سوريا إلى 1265، في حين يبدو اتفاق التهدئة صامداً، حيث تم أمس إجلاء مدنيين من عشائر البدو من المدينة.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان في عداد القتلى 505 مقاتلين و298 مدنياً من الدروز.
في المقابل، قتل 408 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة إلى 35 من أبناء العشائر، ثلاثة منهم مدنيون. كما أسفرت غارات شنتها إسرائيل خلال التصعيد عن مقتل 15 عنصراً من القوات الحكومية.
وفقاً للمرصد الذي أوضح أن ارتفاع الحصيلة يعود إلى توثيقه أعداداً إضافية من القتلى منذ اندلاع الاشتباكات في 13 يوليو حتى دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد.
إلى ذلك، تم إجلاء مئات المدنيين من العشائر البدوية من السويداء في إطار وقف إطلاق النار. وشوهدت سيارات إسعاف وحافلات تنقل مئات المدنيين بينهم نساء وأطفال وجرحى من السويداء إلى مخيمات قريبة للنازحين.
وقال شعيب عصفور، وهو أحد أفراد قوات الأمن السورية التي تشرف على عملية الإجلاء، إن الدفعة الأولى شملت نحو 300 من البدو وسيتم إجلاء مجموعة ثانية تضم نحو 550 مدنياً خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة إذا ظل الوضع هادئاً.
ودخل وقف إطلاق النار الذي أعلنته السلطات السبت حيز التنفيذ عملياً الأحد، بعيد انسحاب مقاتلي البدو والعشائر من مدينة السويداء التي استعاد المقاتلون الدروز السيطرة عليها.
وأفاد المرصد عن تسجيل «خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار» عبر «إطلاق قذائف وهجمات بطائرات مسيّرة من قبل مسلحي العشائر» على محاور عدة في شمال مدينة السويداء.
وبحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «خرجت المستشفيات والمراكز الصحية في السويداء عن الخدمة» جراء «النقص الكبير في الغذاء والماء والكهرباء وتقارير عن جثامين غير مدفونة ما يثير مخاوف حقيقية على الصحة العامة».
وأشار التقرير إلى أنه ما زالت تفرض قيود على الوصول إلى السويداء، لافتاً إلى أنه «في حين تمت مناقشة فتح ممرات، إلا أن الوصول الميداني الفعلي لم يؤمن بعد لتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق».
جنود أمريكيون
في الأثناء، شهدت قاعدة خراب الجير العسكرية في ريف رميلان شمال محافظة الحسكة السورية، بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، هبوط طائرة شحن أمريكية محمّلة بجنود ومعدات عسكرية متطورة ومواد لوجستية، وسط تحليق كثيف لمروحيتين حربيتين في أجواء المنطقة.
ويأتي هذا التحرك ضمن استمرار التعزيزات العسكرية الأمريكية في مناطق شمال شرق سوريا، حيث تواصل القوات الأمريكية توسيع حضورها في القواعد المنتشرة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، بحسب المرصد.
وفي 14 يوليو الجاري، هبطت طائرة شحن تابعة للقوات الأمريكية في القاعدة ذاتها، وذلك في إطار التعزيزات الدورية التي تصل إلى قواعد التحالف الدولي في المنطقة.
