وبينما أكد الرئيس السوري، أحمد الشرع، الالتزام بحماية الأقليات ومحاسبة المنتهكين، رفضت إسرائيل تعهداته قائلة: إن الانتماء إلى أقلية في سوريا أمر خطير للغاية، وأن على المجتمع الدولي ضمان أمن وحقوق الأقليات.
وقبيل الإعلان، قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، في وقت مبكر أمس، إن سوريا وإسرائيل اتفقتا على وقف إطلاق النار.
وذكر باراك في بيان نشر على منصة التواصل الاجتماعي إكس، أن وقف إطلاق النار الجديد بين إسرائيل وسوريا حظي بدعم تركيا والأردن ودول جوار أخرى، داعياً الدروز والبدو والسنة إلى إلقاء أسلحتهم وبناء هوية سورية جديدة وموحدة مع أقليات أخرى في سلام وازدهار مع جيرانها.
وأوضحت المصادر، أن الاتفاق الذي توصلت إليه السلطات السورية مع مشايخ العقل وقادة الفصائل المحلية في السويداء، ينص على دخول مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية إلى المحافظة وحل جميع الفصائل.
وينص الاتفاق أيضاً على تسليم السلاح الثقيل ودمج عناصر الفصائل في القوات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع.
وثمن الشرع الدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة في تأكيدها الوقوف إلى جانب سوريا في هذه الظروف الصعبة وحرصها على استقرار البلاد، مشيداً بجهود دول عربية وتركيا وأطراف أخرى.
واعتبر الشرع أن الضربات الإسرائيلية في خضم الاشتباكات في السويداء دفعت سوريا إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق.
وانتقد الشرع ما أسماها المصالح الضيقة لبعض الأفراد في السويداء، معتبراً أن الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة في صراعات دولية، لا يصب في مصلحة السوريين بل يفاقم الأزمة ويهدد وحدة البلاد.
ترحيب أوروبي
وجاء في بيان صادر عن الخدمة الدبلوماسية في الاتحاد: حان وقت الحوار والمضي قدماً في انتقال جامع بالفعل.. وتتحمل السلطات الانتقالية في سوريا مع السلطات المحلية مسؤولية حماية كل السوريين، بلا أي تمييز، مع الدعوة إلى محاسبة كل مرتكبي الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي.
حصيلة قتلى
وأحصى المرصد في عداد القتلى 326 مقاتلاً و262 مدنياً من الدروز، بينهم 182 أُعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية.
في المقابل، قتل 312 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة إلى 21 من أبناء العشائر البدوية، ثلاثة منهم مدنيون أعدموا ميدانياً على يد المسلحين الدروز.
كما أفاد المرصد، بأن الغارات التي شنتها إسرائيل خلال التصعيد، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من القوات الحكومية.
وفي تطور آخر، قال الجيش الإسرائيلي، أمس، إن عشرات المدنيين الإسرائيليين عبروا إلى داخل الأراضي السورية في منطقة مجدل شمس، واستخدموا العنف ضد القوات التي حاولت تفريقهم.
وأفادت هيئة البث العامة الإسرائيلية، بأن المدنيين من الطائفة الدرزية في إسرائيل وإن الذين عبروا إلى سوريا عادوا خلال ساعتين.
