تجدّد مواجهات السويداء وطلب أممي للتحقيق

مقاتلون من عشائر البدو ينتشرون في محيط السويداء
مقاتلون من عشائر البدو ينتشرون في محيط السويداء

دارت مواجهات، أمس، بين مقاتلين من العشائر والبدو مدعومين من السلطات السورية، ومجموعات درزية في محيط السويداء. وتجددت الاشتباكات في محيط السويداء، كما أكد مقاتلون من الجانبين والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وسمع مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، داخل مدينة السويداء وفي محيطها، أصوات إطلاق رصاص. ونفت وزارة الداخلية السورية، صحة الأنباء المتداولة عن دخول قوى الأمن إلى محافظة السويداء.

وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، أن أكثر من 650 شخصاً سقطوا ما بين قتيل وجريح منذ الخميس. وقال الصالح في منشور عبر منصة «إكس»:

«منذ صباح الخميس تم إسعاف أكثر من 570 جريحاً، ونقل 87 من الضحايا الذين قتلوا جراء التصعيد، وتم إخلاء مئات العائلات إلى مناطق أكثر أماناً».

كما نزح نحو 80 ألف شخص من مناطق سكنهم في محافظة السويداء، وفق ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة. وأوردت المنظمة في بيان، أن 79 ألفاً و339 شخصاً نزحوا منذ 13 يوليو، من ضمنهم 20 ألفاً و19 شخصاً نزحوا في 17 يوليو، مضيفة أن الخدمات الأساسية في السويداء من كهرباء وماء انهارت، فضلاً عن نقص بالوقود شل حركة النقل وعرقل عمليات الإجلاء الطارئة.

واستقبل المستشفى الحكومي في السويداء أكثر من 400 جثة منذ صباح الاثنين، بينها جثامين لنساء وأطفال، وفق ما أفاد الطبيب العامل في المستشفى ونقيب الأطباء في السويداء، عمر عبيد. وقال الطبيب:

البرادات لم تعد تتسع، الجثث انتفخت، بالتأكيد هناك أكثر من 400 قتيل ما بين نساء وأطفال ومسنين ومقاتلين. وذكر مسؤول إسرائيلي، أمس، أن إسرائيل وافقت على السماح بدخول محدود للقوات السورية إلى السويداء لمدة 48 ساعة. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه:

في ضوء استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب غرب سوريا، وافقت إسرائيل على السماح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء لمدة الـ 48 ساعة المقبلة. ونفت إسرائيل، أنباء عن تنفيذها مزيداً من الضربات الجوية قرب السويداء.

وأعلنت إسرائيل، أنها بصدد إرسال مساعدات إنسانية إلى السويداء، إذ قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان: على خلفية الهجمات الأخيرة التي استهدفت الدروز في السويداء والوضع الإنساني الصعب في هذه المنطقة، أمر وزير الخارجية، جدعون ساعر، بإيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى السكان الدروز في المنطقة. سياسياً، طلب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، التحقيق بشكل سريع في أعمال العنف التي شهدها جنوب سوريا.

وقال تورك: يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وحماية كل الأشخاص يجب أن تكون الأولوية المطلقة.. يجب أن تجرى تحقيقات مستقلة، سريعة وشفافة في كل أعمال العنف، وأن تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. وأكد أن اتخاذ خطوات فورية لتجنب تجدد العنف أمر حيوي، مشدداً على أن الانتقام والثأر ليسا الحل.

إلى ذلك، أعربت ألمانيا، عن قلقها من الأحداث الدامية في جنوب سوريا، مؤكدة أن دعمها للسلطات في دمشق مرهون بضمانها حماية الأقليات. وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان-نويل بارو، في باريس: «الوضع برمته هناك يثير قلقنا العميق».