توجيه مجلس الدفاع المشترك بعقد اجتماع عاجل بالدوحة يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا
الدوحة - البيان - وكالات
وجهت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، القيادة العسكرية الموحدة للمجلس، باتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية.
وذلك في أعقاب الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في الدوحة، وأدان المجلس الأعلى بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي والانتهاك الصارخ لسيادة دولة قطر، مؤكّداً أن هذا العمل العدواني يمثل تصعيداً خطيراً ومرفوضاً، ومخالفة جسيمة لمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح بيان المجلس الأعلى أن اللجنة العسكرية العليا ستجتمع في الدوحة لتقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس ومصادر التهديد في ضوء العدوان الإسرائيلي على قطر.
وعقد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دورة استثنائية، أمس، في العاصمة القطرية الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر، برئاسة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
والشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، والسيد شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع بسلطنة عمان، والشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، الممثل الشخصي لملك البحرين، إلى جانب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وأدان المجلس الأعلى «بأشد العبارات» الاعتداء الإسرائيلي على قطر، واعتبره «انتهاكاً صارخاً» يخالف مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
مؤكداً أن «أمن دول المجلس كل لا يتجزأ»، وأن «أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها جميعاً»، داعياً مجلس الأمن والمجتمع الدوليين والدول الفاعلة، لتحمل مسؤولياتها الكاملة، واتخاذ «إجراءات حازمة ورادعة لوقف هذه الانتهاكات، التي أتت على هيبة القانون الدولي، وسلطة مؤسساته الدولية، وهي تمثل سابقة خطيرة لا ينبغي تجاوزها أو أن تمر دون فرض عقوبات دولية رادعة».
وأكد المجلس الأعلى تضامن دول المجلس الكامل مع دولة قطر في جميع الإجراءات التي تتخذها لمواجهة هذا الاعتداء، مشدداً على أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، وأن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها جميعاً، وفقاً للنظام الأساسي لمجلس التعاون واتفاقية الدفاع المشترك، واستعداد دول المجلس لتسخير كل الإمكانات لدعم دولة قطر الشقيقة وحماية أمنها واستقرارها وسيادتها ضد أيةِ تهديدات.
اجتماع عاجل
ووجه القادة مجلس الدفاع المشترك في مجلس التعاون بعقد اجتماع عاجل في الدوحة، يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، لتقييم الوضع الدفاعي لدول المجلس ومصادر التهديد في ضوء العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة وتوجيه القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية.
وأكد المجلس الأعلى أن الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة يشكل تهديداً مباشراً للأمن الخليجي المشترك وللسلم والاستقرار الإقليمي، ويرى المجلس أن استمرار هذه السياسات العدوانية يقوض جهود تحقيق السلام ومستقبل التفاهمات والاتفاقات القائمة مع إسرائيل، لما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأسرها.
تحمل المسؤولية
وحذر المجلس الأعلى من أن إمعان إسرائيل في ممارساتها الإجرامية وتجاوزها السافر، لكل الأعراف والقوانين الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، من شأنه أن يقود إلى تداعيات خطيرة، تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
ودعا المجلس الأعلى، مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول الفاعلة، لتحمل مسؤولياتهم الكاملة، واتخاذ إجراءات حازمة ورادعة لوقف هذه الانتهاكات، التي أتت على هيبة القانون الدولي، وسلطة مؤسساته الدولية، وهي تمثل سابقة خطيرة لا ينبغي تجاوزها أو أن تمر دون فرض عقوبات دولية رادعة.
وشدّد المجلس الأعلى على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والتحرك العاجل لردع إسرائيل، ووضع حد لانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، التي تشكّل تهديداً مباشراً لأمن المنطقة والسلم والاستقرار الدوليين.
ودعا جميع الدول والمنظمات الدولية إلى إدانة هذا الاعتداء الآثم واتخاذ إجراءات رادعة، تكفل احترام سيادة دولة قطر وحماية المدنيين مواطنين ومقيمين.
وأشاد المجلس الأعلى بالجهود التي بذلتها الجهات الأمنية، والدفاع المدني والجهات المختصة في دولة قطر في التعامل الفوري مع الحادث واحتواء تداعياته، وصون سلامة المواطنين والمقيمين.
وأكد المجلس الأعلى أن هذا الاعتداء يعرقل الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة قطر، ودورها في الوساطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
مشدداً على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على العديد من الدول في المنطقة، تشكل عقبة خطيرة أمام الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إحلال الأمن والسلم والاستقرار.
وشدّد المجلس الأعلى على ضرورة الالتزام بالأسس والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة والتهديد بها.
كما أعرب القادة عن شكرهم وتقديرهم للدول العربية والإسلامية الشقيقة، والدول الصديقة في المجتمع الدولي، التي سارعت إلى إدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم وإعلان تضامنها مع دولة قطر، مؤكدين أن هذه المواقف تعكس التزاماً جماعياً برفض انتهاك سيادة الدول، ودعم الجهود الرامية إلى حماية الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
تضافر الجهود
ودعا المجلس الأعلى دول العالم المحبة للسلام إلى إدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، ومحاولاتها الرامية إلى تعطيل الجهود الدولية والحلول الدبلوماسية الرامية إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وجرائم الإبادة الجماعية، التي تمارسها في قطاع غزة، من سياسات ممنهجة لتهجير السكان، وتجويع السكان.
وتعطيل أعمال المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية، العاملة في قطاع غزة، وقتل الصحفيين، والطواقم الطبية والإسعاف، وفرق الإنقاذ، والعاملين في المنظمات الإنسانية، وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية لردع هذه الأعمال الإجرامية.
في الأثناء، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، خلال مؤتمر صحافي ختامي لقمة عربية-إسلامية طارئة في الدوحة، رداً على سؤال عن الإجراءات العملية لردع إسرائيل: نحن نتوقع أيضاً من شركائنا الاستراتيجيين في الولايات المتحدة أن يستخدموا نفوذهم على إسرائيل لوقف هذا السلوك... لديهم نفوذ وتأثير على إسرائيل، وحان الوقت لاستخدام هذا النفوذ والتأثير.
عدوان إسرائيل تصعيد خطير ومرفوض ومخالفة جسيمة للقانون الدولي
أمن دول المجلس كل لا يتجزأ وأي اعتداء على أي منها اعتداء عليها جميعاً
الاعتداء الإسرائيلي على قطر تهديد مباشر للأمن الخليجي المشترك وللسلم والاستقرار الإقليمي
دعوة مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول الفاعلة لتحمل مسؤولياتهم الكاملة واتخاذ إجراءات حازمة ورادعة لوقف انتهاكات إسرائيل
دعوة واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها