الدوحة، أبوظبي، عواصم - وام، وكالات
قوبل العدوان الجوي الإسرائيلي على قطر بعاصفة غير مسبوقة من التنديد والشجب، ففي حين شددت دولة الإمارات على أن الاعتداء السافر يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرة من تداعيات التصعيد في الأمن الإقليمي، توالت الإدانات من كل العواصم العربية والإقليمية والدولية، منوهة إلى تهديد الهجوم للأمن والاستقرار، وداعية المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته.
وشنت إسرائيل غارة جوية استهدفت قيادات لحركة حماس في قطر. وأعلنت دولة قطر أن هجوماً شنته إسرائيل استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الدوحة.
وأوضح بيان، نشرته وكالة الأنباء القطرية، أن الجهات الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة باشرت -على الفور- التعامل مع الحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته، وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة.
وأكد البيان أن هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية كافة، وتهديداً خطيراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر. وكشف بيان الداخلية القطرية عن استشهاد أحد أفراد قوات الأمن القطرية وإصابة آخرين في الهجوم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات جوية استهدفت قادة كباراً في حماس بالدوحة. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه استهدف قيادة حركة حماس بشكل موجه ودقيق، من دون أن يحدد مكان الهجوم.. لكنّ مسؤولاً عسكرياً أكد -في وقت لاحق- أن الضربات كانت في الدوحة، قائلاً: اسم العملية هو قمة النار.. نفذنا غارات جوية.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بالضربات الجوية التي نفذتها ضد قادة حماس في قطر. وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية -مشترطاً عدم الكشف عن هويته- «تم إبلاغنا مسبقاً».
وأكد البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يؤيّد قرار إسرائيل تنفيذ ضربات ضد حماس في الأراضي القطرية. وفي وقت لاحق، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت للصحافيين، إنه بينما يعد القضاء على حماس هدفاً قيماً، إلا أن تنفيذ ضربة في الدوحة لا يخدم أهداف لا إسرائيل ولا أمريكا.
وكشف مصدر في حماس عن أن القيادة العليا للحركة نجت من الهجوم، مشيراً إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل همام خليل الحية، نجل رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة، وجهاد لبد، مدير مكتب خليل الحية.
وفي أول رد فعل على الهجوم، أدان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية -بأشد العبارات- الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف دولة قطر الشقيقة.
مؤكداً أن هذا الهجوم المتهور يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، واعتداء خطيراً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتصعيداً غير مسؤول يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأعرب سموه عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر الشقيقة، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، كما شدد على ضرورة الوقف الفوري للتصعيد العسكري، محذراً من أن استمرار مثل هذه الأعمال التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن الإقليمي ويجر المنطقة إلى مسارات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين.
ودعا سموه المجتمع الدولي -ولا سيما مجلس الأمن- إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لردع إسرائيل، ووقف هذه الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية، مؤكداً أن استمرار هذا النهج العدواني يعكس سلوكاً متهوراً سيدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والتصعيد.
ويقوض فرص تحقيق الأمن والاستقرار. وحذر سموه من أن التمادي في مثل هذه الهجمات المتهورة، في ظل غياب موقف دولي رادع وحاسم، ستكون له تداعيات بالغة الخطورة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ويكرس واقعاً لا يمكن السكوت عنه أو قبوله.
وأعربت الإمارات، عن تضامنها مع دولة قطر الشقيقة، وصادق تعازيها في استشهاد أحد منتسبي قوة الأمن الداخلي جراء الاعتداء الإسرائيلي. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، أن دولة الإمارات تتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الشهيد وذويه، وإلى دولة قطر قيادة وحكومة وشعباً.
معربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين من العناصر الأمنية، ومجددةً تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة ووقوفها إلى جانبها في مواجهة كل ما يستهدف أمنها واستقرارها. بدوره، أدان ولي العهد السعودي الأمير بن محمد سلمان بن عبدالعزيز، في اتصال مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الهجوم الإسرائيلي الإجرامي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الأمير محمد بن سلمان أكد للشيخ تميم إدانة المملكة الهجوم الإسرائيلي السافر على دولة قطر الشقيقة والذي يعد عملاً إجرامياً وانتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، كما أبلغه بأن الرياض تضع إمكاناتها كافة لمساندة الأشقاء في دولة قطر وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها.
كما طالبت المملكة العربية السعودية، في بيان، المجتمع الدولي، بإدانة الاعتداء الإسرائيلي الآثم، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية التي تقوض أمن واستقرار المنطقة، محذرة من العواقب الوخيمة جراء إمعان إسرائيل في تعدياتها الإجرامية وخروجها الصارخ على مبادئ القانون الدولي وجميع الأعراف الدولية.
إلى ذلك، أدان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في اتصال هاتفي مع الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العدوان الإسرائيلي الجبان. وقال بيان صادر عن الديوان الملكي:
إن الملك عبدالله أعرب خلال الاتصال عن إدانته العدوان الإسرائيلي الجبان على العاصمة الدوحة، الذي يعد خرقاً للقانون الدولي، مؤكداً وقوف الأردن وتضامنه مع الأشقاء في قطر. ودعا الملك عبدالله الثاني، إلى حشد الدعم الدولي ضد هذه الانتهاكات، وضرورة التحرك الفوري لوقفها، مؤكداً أن أمن قطر من أمن الأردن، مشدداً على موقف الأردن الرافض لأي عمل يمس أمن واستقرار وسيادة قطر.
على صعيد متصل، أعلن مجلس التعاون الخليجي وقوفه مع أي إجراء تتخذه قطر ضد العملية التي قامت بها إسرائيل على أراضيها. وندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، في بيان، بأشد عبارات الاستنكار والاستهجان، العملية الدنيئة والجبانة التي قامت بها إسرائيل على أراضي دولة قطر الشقيقة.
وقال البديوي: دول مجلس التعاون تتضامن بشكل كامل مع دولة قطر الشقيقة وتقف معها صفاً واحداً في أي إجراء تتخذه ضد هذا العدوان الغادر، الذي تجاوز ومزق كل القوانين والمعاهدات الأممية والدولية التي أقرتها دول العالم.
وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ما يحتم على المجتمع الدولي النهوض فوراً، والقيام بواجباته لمحاسبة إسرائيل على جرائمها الوحشية والخطيرة، وردعها عن ممارساتها كافة التي باتت تزعزع الاستقرار والأمن في المنطقة.
تقويض وساطة
وأدانت مصر -بشدة- الاعتداء الإسرائيلي وعدّته انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيادة الدول، معلنة تضامنها الكامل مع قطر قيادة وشعباً. وقالت الرئاسة المصرية، في بيان:
إن هذا الاعتداء يمثل سابقة خطيرة ويقوض جهود الوساطة الدولية، مهدداً الأمن والاستقرار في المنطقة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والعمل على وقف العدوان ومحاسبة إسرائيل، كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الهجوم الإسرائيلي، قائلاً: إن الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، وتصعيداً يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.
ردع إسرائيل
وقالت الجزائر إنها تدين وتشجب بشدة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، داعية المجموعة الدولية لتحمل مسؤولياتها كاملة في ردع إسرائيل ووضع حد لجرائمها في حق الفلسطينيين.
وأعربت وزارة الخارجية العراقية عن إدانة واستنكار العراق الشديدين الاعتداء الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الاستهداف عمل جبان وانتهاك صارخ لسيادة وأراضي دولة قطر وتهديد لأمنها واستقرارها. وشددت الوزارة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في وضع حد لهذه الممارسات العدوانية.
وأعربت الحكومة السورية عن التضامن الكامل مع قطر. وقالت وزارة الخارجية، إن الهجوم شكل تصعيداً خطيراً من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعكس استخفاف إسرائيل المتكرر بالقوانين والأعراف الدولية، مطالبة بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً وصارماً تجاه مثل هذه الممارسات العدوانية التي تهدد السلم الإقليمي والدولي.
انتهاكات وتوسع
من جهتها، أدانت الحكومة اليمنية، الهجوم الإسرائيلي. وقالت وزارة الخارجية، في بيان: إن هذا العدوان يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر الشقيقة، وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
ويقوض الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، ويضع العراقيل أمام مساعي السلام والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان: إن تركيا تندد بالهجوم الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الهجوم يظهر تبني إسرائيل سياسات توسعية في المنطقة. وأضاف البيان: استهداف وفد حماس المفاوض في الوقت الذي تستمر فيه محادثات وقف إطلاق النار، يظهر أن إسرائيل لا تهدف إلى تحقيق السلام، بل إلى مواصلة الحرب.
كما أدان كل من الأزهر الشريف، ومجلس حكماء المسلمين، والبرلمان العربي، بشدة، الاعتداء الإسرائيلي واعتبروه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيادة الدول.
سخط أممي
في السياق، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما وصفه بالانتهاك الصارخ لسيادة قطر. وقال غوتيريش للصحفيين: تصلنا للتو الأنباء عن الهجمات الإسرائيلية في قطر، الدولة التي لعبت دوراً إيجابياً للغاية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وإطلاق سراح جميع الرهائن.. أدين هذا الانتهاك الصارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها.. على جميع الأطراف العمل على تحقيق وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة وليس تدميره.
وأعرب بابا الفاتيكان عن قلقه إزاء عواقب الهجوم الإسرائيلي على قطر. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن البابا ليو قوله: هناك أنباء بالغة الخطورة الآن: هجوم إسرائيلي على بعض قادة حركة حماس في قطر.. الوضع برمته خطير للغاية.
تضامن وأولوية
أوروبياً، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الهجمات الإسرائيلية غير مقبولة أياً كانت دوافعها. وكتب ماكرون عبر منصة إكس: يجب ألا تمتد الحرب إلى المنطقة تحت أي ظرف من الظروف، معرباً عن تضامنه مع قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
كما ندد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالضربات الإسرائيلية على قطر، قائلاً: إنها تنذر بمزيد من التصعيد في المنطقة. وقال ستارمر في منشور على منصة إكس: أندد بالضربات الإسرائيلية على الدوحة، والتي تنتهك سيادة قطر وتنذر بمزيد من التصعيد في المنطقة..
يجب أن تكون الأولوية لوقف إطلاق النار على الفور، والإفراج عن الرهائن، وزيادة هائلة في المساعدات إلى غزة.. هذا هو الحل الوحيد لتحقيق سلام دائم. ودانت ألمانيا الضربات الإسرائيلية، واعتبرتها غير مقبولة.
عبدالله بن زايد:
الهجوم المتهور انتهاك صارخ لسيادة قطر واعتداء خطير على القانون الدولي
استمرار التصعيد يقوض الأمن ويجر المنطقة إلى مسارات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية
محمد بن سلمان:
الرياض تضع إمكاناتها كافة لمساندة قطر وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها
عبدالله الثاني:
ندعو إلى حشد الدعم الدولي ضد الانتهاكات وضرورة التحرك الفوري لوقفها
جاسم البديوي:
مجلس التعاون يقف صفاً واحداً مع أي إجراء تتخذه قطر ضد العدوان الغادر
محمود عباس:
الاعتداء خرق فاضح للقانون الدولي وتصعيد يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين
أنطونيو غوتيريش:
على جميع الأطراف العمل على تحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة وليس تدميره
إيمانويل ماكرون:
الهجمات غير مقبولة أياً كانت دوافعها والحرب يجب ألا تمتد إلى المنطقة
كير ستارمر:
الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وزيادة المساعدات