مأساة تهجير جديدة في القدس الشرقية

شرعت آليات الجيش الإسرائيلي، أمس، بهدم بناية سكنية كبيرة في منطقة واد قدوم بحي رأس العامود في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، في القدس المحتلة، وسط استنفار عسكري واسع.

وفي مشهد قاسٍ ومهين، لم تمنح قوات إسرائيلية سكان «عمارة الوعد» السكنية أي فرصة للملمة مقتنياتهم، حيث بدأت الجرافات بعملية الهدم، لتصبح 13 عائلة مشردة بلا مأوى.

وقال عيد شاور الذي كان يقطن في شقة بالمبنى مع زوجته وخمسة أطفال، إن الهدم «مأساة لجميع السكان». وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كسروا الباب ونحن نيام.

طلبوا أن نغيّر ملابسنا ونأخذ الأوراق والوثائق الضرورية فقط. لم يسمحوا لنا بإخراج الأثاث». وأكد أنه «لا مكان لديّ لأذهب إليه»، وأن العائلة المؤلفة من سبعة أفراد ستضطر للبقاء في مركبته.

ووصفت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية الهدم بأنه «جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تأتي في سياق سياسة ممنهجة تستهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين قسراً، وتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين».

وقال مسؤولون في تصريحات إن «العمارة المستهدفة قائمة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ومقامة على أرضٍ خاصة، ويقطنها نحو مئة شخص، معظمهم وُلدوا ونشأوا فيها»، مؤكدين أن قرار الهدم جاء بتوجيه مباشر من وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى تشريد المقدسيين.

ويعاني الفلسطينيون في القدس الشرقية أزمة سكن، ولا تمنحهم البلدية الإسرائيلية إذن بناء إلا بأعداد نادرة لا تتوافق مع الزيادة السكانية وبمبالغ طائلة. ويقول الفلسطينيون ونشطاء حقوق الإنسان إن هذا المنع لا يراعي النمو الديموغرافي، ويسبّب نقصاً في المساكن.

ويعيش أكثر من 360 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، بالإضافة إلى نحو 230 ألف إسرائيلي.