يمر وقف إطلاق النار في غزة باختبار جدي، إذ دكت غارات إسرائيلية خان يونس جنوب القطاع، موقعة قتلى وجرحى، فيما اعتبرت دولة قطر الهجمات على القطاع تصعيداً خطيراً يهدد بتقويض الاتفاق. وقالت السلطات الصحية في غزة، إن غارات جوية إسرائيلية قتلت 4 أشخاص، وأصابت 18 في خان يونس جنوب القطاع، أمس، فيما تبادلت حركة حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.
وقال مسعفون إن غارة على منزل في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص، بينهم طفلة رضيعة، وإصابة 15 آخرين، في حين قتلت غارة أخرى رجلاً، وأصابت 3 في بلدة عبسان القريبة. وأفاد مسؤول بمجمع ناصر الطبي في وقت لاحق بأن النيران الإسرائيلية قتلت فلسطينياً خامساً في بلدة عبسان أيضاً.
وذكر سكان أنهم شهدوا ذلك في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، وأضافوا أن الحواجز الصفراء التي تحدد المناطق التي لا تزال تحت سيطرة إسرائيل تم تحريكها 100 متر جهة الغرب.
وأكد الجيش الإسرائيلي شن الضربات، لكنه قال إنه ليس على علم بوقوع إصابات. ووصفت حماس الهجمات بأنها تصعيد خطير، وحثت الوسطاء على التدخل. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه على علم بغارة شرق الخط الأصفر، مشيراً إلى أنه ليس على علم بوقوع خسائر بشرية. وأكد أن الغارة جزء من العمليات الاعتيادية للجيش شرق الخط الأصفر.
بدورها، أعلنت دولة قطر أنها تدين بشدة اعتداءات إسرائيل الوحشية في قطاع غزة، التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وعدّتها تصعيداً خطيراً، يهدد بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية، للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والالتزام به، بما يمهد لإنهاء الحرب على غزة، وتحقيق السلام العادل والمستدام في المنطقة.
وجددت الوزارة موقف دولة قطر الثابت والدائم في دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني الشقيق، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
في الأثناء يستعد الاتحاد الأوروبي لتوسيع مهامه المتعلقة بالشرطة وأمن الحدود في غزة بشكل كبير، في إطار جهوده لدعم خطة السلام الأمريكية، ومن المتوقع أن يتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل على مقترحات تهدف إلى تعزيز دور الاتحاد الأوروبي، وإذا لزم الأمر تعديل صلاحيات المهام القائمة.
وبموجب الخطة يمكن للاتحاد الأوروبي استخدام بعثة الشرطة التابعة له في الضفة الغربية «يوبول كوبس»، لتتولى قيادة عملية إنشاء قوة شرطة جديدة لقطاع غزة، وتدريب نحو ثلاثة آلاف ضابط أمن فلسطيني على المدى المتوسط.
وعلى المدى البعيد يتمثل الهدف في تدريب جميع أفراد القوة المتوقع أن يصل عددهم إلى 13 ألف فرد. وعلى المدى القصير ستساعد «يوبول كوبس» في إعادة بناء الهياكل القضائية والأمنية في غزة، وتنظيم برامج تدريبية لمدربي الشرطة الفلسطينية في أكاديمية للشرطة بمدينة أريحا بتمويل مشترك من ألمانيا.