إسرائيل تقصف غزة وتنسف مناطق كاملة

طفلة فلسطينية وسط أنقاض المباني المدمرة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة
طفلة فلسطينية وسط أنقاض المباني المدمرة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة

قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي، أمس، مناطق شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما لم تتوقف عمليات النسف بمناطق عدة بالقطاع على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية بأن الطيران الإسرائيلي شن 3 غارات جوية على شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وجاء القصف وسط تحليق منخفض للطيران المسير في أجواء مدينة خان يونس، كما شهدت مناطق شمال شرقي المدينة عمليات نسف ضخمة.

وأطلقت زوارق حربية إسرائيلية النار في بحر مدينة رفح جنوبي القطاع.

في الأثناء، أعلنت إسرائيل، أمس، أن الجثمان الذي تسلمته من حركة حماس عبر الصليب الأحمر الدولي يعود إلى رهينة إسرائيلي أرجنتيني يدعى ليؤور رودايف، قتل يوم هجوم السابع من أكتوبر 2023، مشيرة إلى أنها أعادت في المقابل جثامين 15 فلسطينياً.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه بعد استكمال إجراءات التشخيص في المعهد الوطني للطب الشرعي بالتعاون مع الشرطة، أبلغت عائلة ليؤور رودايف بأن جثمانه أعيد إلى إسرائيل.

وفي غزة، أعلن مستشفى ناصر في خان يونس، وصول جثامين 15 ضحية من أبناء قطاع غزة الذين كانوا محتجزين لدى إسرائيل، بما يرفع إجمالي الجثامين المستلمة إلى 300 جثمان، موضحاً أنها نقلت عبر الصليب الأحمر الدولي وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

إلى ذلك، جدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، دعوة حماس إلى الإيفاء بالتزاماتها وتسليم كل الجثث التي لا تزال في غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفاً: لن نتنازل عن هذه المسألة ولن ندخر أي جهد حتى نعيد جميع الرهائن، حتى آخر واحد منهم.

على صعيد متصل، قال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 69 ألف فلسطيني قتلتهم إسرائيل خلال عامين.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن حصيلة القتلى قفزت إلى 69169 إلى جانب 170685 مصاباً منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023.

تنسيق

على صعيد آخر، كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية في تقرير حصري لها، أمس، أن إسرائيل تحتجز عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة في سجنٍ تحت الأرض يُعرف باسم «ركيفت» (قسم تابع لسجن أيالون)، حيث يُحرم المعتقلون من ضوء الشمس ومن التواصل مع عائلاتهم أو العالم الخارجي، في ظروف وصفتها منظمات حقوقية بأنها «تعذيب متعمّد».

ووفقاً لمحامي اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، فإن من بين المعتقلين ممرّضاً احتُجز بملابسه الطبية أثناء عمله، وشاباً يبلغ 18 عاماً كان يعمل بائعاً للطعام، وكلاهما مدنيان لم تُوجّه إليهما أي تهم، ولم يُقدّما إلى محاكمة.

وأوضح التقرير أن السجن أُقيم في ثمانينيات القرن الماضي لاحتجاز مجرمي العصابات الإسرائيلية، لكنه أُغلق بعد سنوات قليلة بسبب طبيعته اللا إنسانية.

غير أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أمر بإعادة تشغيله عقب هجوم 7 أكتوبر 2023.

وتفاخر بن غفير تفاخر مراراً وتكراراً بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين، حيث قال: «هذا هو المكان الطبيعي للإرهابيين، تحت الأرض».

ويُحتجز المعتقلون في زنازين وممرات ومرافق جميعها تحت الأرض، من دون أي منفذٍ للضوء الطبيعي، فيما تُظهر بيانات رسمية أن عدد المحتجزين ارتفع من 15 شخصاً عند إغلاق السجن عام 1985 إلى نحو 100 حالياً.

إلى ذلك، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن قوات أمريكية تشارك في الإشراف على نقل وتنسيق المساعدات إلى قطاع غزة مع إسرائيل، وأوضح أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستواصل المشاركة في وضع السياسات والإشراف والمراقبة مع اتخاذ القرارات بشكل مشترك، وأن دمج لجنة التنسيق جارٍ بالفعل، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقود التنسيق مع المجتمع الدولي، مع استمرار القيود المفروضة على قائمة المنظمات غير الحكومية التي ترسل المساعدات، وعلى دخول ما يسمى بالمواد ذات الاستخدام المزدوج.