وصولاً إلى حل الدولتين. حينها، تابع العالم بشغف ما قاله ترامب في خطاب التنصيب والترغيب وأخذ يتحسب ويرصد أي تحسن محتمل في السياسة الأمريكية وتوجهاتها حيال قضايا المنطقة، لاسيما وأن سبع سنوات عجاف، كانت قد مرت، وتدهورت فيها علاقات واشنطن مع العالمين العربي والإسلامي، خلال ولاية ترامب الأولى، وخلفه الرئيس السابق جو بايدن.
ولذا راح يطلق الوعود البراقة، متعهداً بإيلاء حرب غزة اهتماماً خاصاً، وإن كان يعلم بأنه لن يستطيع الوفاء بوعوده، دون تغيير جذري في السياسة الأمريكية.
في الساعات الأخيرة، جال ترامب بمكالمات هاتفية على كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ما يظهر، وفق مراقبين، جديته في تغيير صورة الإدارة الأمريكية، من خلال المسارعة إلى الانخراط في عملية سلام شاملة، دون إغفال الحرب بين باكستان وأفغانستان، التي عرج عليها في تصريحاته، وسعيه لإقفال ملف الحروب في العالم.
قبل ذلك، حرص ترامب على تأكيد حضوره في مساعي إنهاء الحروب وإرساء السلام خلال قمة شرم الشيخ، التي شهدت توقيع اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي عده مراقبون، إجابة عن الأسئلة الصعبة، وقوامها: هل ستنتهي الحروب بالفعل؟
وهل بإمكان الرئيس ترامب إشاعة سلام مستدام في المنطقة؟، وماذا عن مؤتمر حل الدولتين الذي تبنته فرنسا والسعودية؟، وهل من نهاية لهذا الشلال الغزير من الدم في قطاع غزة؟.
بداية طريق
من الواضح أن هذه القمة تمهد الطريق إلى مرحلة جديدة تبعث الأمل بمسار سياسي، يفضي أخيراً إلى حل الدولتين، الذي يدعمه العالم بقوة، وعبّر عن ذلك بسلسلة من الاعترافات توالت بدولة فلسطين.
وتابع: قمة شرم الشيخ، عكست الإرادة الدولية التي أوقفت الحرب على غزة، وهي ذاتها التي تريد إعادة دولة فلسطين إلى خريطة المنطقة، بعد أكثر من 77 عاماً، على تفكيك الأرض الفلسطينية، وتشريد الشعب الفلسطيني، وشكّلت ضمانة لالتزام الأطراف مجتمعة بخطة ترامب، التي يتحدث بندها الـ19 عن الدولة الفلسطينية، وفقاً لحل الدولتين، وهذا يعبّر عن إرادة الرأي العام العالمي.
عقبات كبرى
هل بدأت الإجراءات العملية لفرض حل أمريكي عبر الدولتين؟، هذا السؤال قفز فجأة إلى سطح الأحداث، بعد أن شهدت غزة حرباً دامية أهلكت الحرث والنسل، ويبدو أن واشنطن قررت حسم الموقف حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حسب مواقف الرئيس الأمريكي.
