مفاوضات شرم الشيخ.. زخم واجتماعات موسعة لإنهاء حرب غزة

صبي فلسطيني يحمل كيساً من الدقيق بحي الصبرة في مدينة غزة
صبي فلسطيني يحمل كيساً من الدقيق بحي الصبرة في مدينة غزة

تبدو شرم الشيخ المصرية خلية نحل لإنجاز اتفاق ينهي الحرب ويطلق سراح الرهائن، ويحقق أهدافاً أخرى تبدو مثار خلاف بين «حماس» والأمريكيين أبرزها نزع سلاح الحركة وإبعادها عن إدارة شؤون غزة.

وفيما أميط اللثام عن أن الساعات الـ 48 المقبلة ستكون حاسمة في مسار المفاوضات، يلتئم شمل وزراء خارجية غربيون وعرب في باريس لوضع سيناريوهات «اليوم التالي» في القطاع.

وبدأت الجلسة الموسعة للقاءات شرم الشيخ الخاصة بتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن غزة. وذكرت قناة القاهرة الإخبارية أن ذلك جاء بعد وصول رؤساء الوفود المشاركة، والوفد الأمريكي، برئاسة ستيف ويتكوف، ومعه جاريد كوشنر، ورئيس الوفد الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى القاعة الرئيسية للاجتماعات الموسعة.

وأشارت إلى اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف جرت في شرم الشيخ قبيل انطلاق الجلسة الموسعة. وانطلقت في شرم الشيخ المصرية لليوم الثالث اللقاءات الخاصة ببحث آليات تطبيق مقترح ترامب بشأن غزة، وتضم رئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ورئيس المخابرات التركي.

كما تضم رئيس الوفد الإسرائيلي والمبعوثين الأمريكيين، ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر. وتتركز المفاوضات غير المباشرة حول خطة ترامب لإنهاء الحرب.

وقالت حركة حماس، أمس، إنها سلمت قوائم بأسماء الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم بموجب اتفاق تبادل، معربة عن تفاؤلها تجاه المحادثات، مشيرة إلى أن المفاوضات تركز على آليات إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وصفقة التبادل.

ولفتت الحركة، إلى أن وفدها في شرم الشيخ قدم الإيجابية والمسؤولية اللازمة لإحراز التقدم المطلوب وإتمام الاتفاق. وأفاد مصدر فلسطيني مقرب من المفاوضات أن من أبرز نقاط الخلاف الضغط على «حماس» لنزع سلاحها، وهي مسألة لا ترغب «حماس» حتى الآن في مناقشتها في المحادثات، على حد قوله.

إلى ذلك، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على سير مفاوضات شرم الشيخ، عن أن الـ 48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير المفاوضات.

وأكدت المصادر أن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه سيبذل كل جهده ونفوذه لضمان التزام الأطراف بما سيتم التوصل إليه، جاءت بعد اتصالات مكثفة أجراها مسؤولون أمريكيون مع الوسطاء المصريين والقطريين، ومع أطراف فلسطينية عبر قنوات غير مباشرة. وأوضحت المصادر أن الساعات الأخيرة شهدت نشاطاً دبلوماسياً متزايداً على أكثر من مسار.

حيث أجرت الوفود الوسيطة، المصرية والقطرية، سلسلة اجتماعات منفصلة مع ممثلي «حماس» والجانب الإسرائيلي، ركزت على تثبيت التفاهمات حول خطوط الانسحاب الميدانية وضمانات التنفيذ.

وأضافت المصادر: إن واشنطن دخلت بشكل أعمق على خط المفاوضات خلال اليومين الماضيين، بعد أن تلقت إشارات إيجابية من القاهرة والدوحة بشأن وجود أرضية يمكن البناء عليها، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين حاولوا هذه المرة العمل خلف الكواليس، بدلاً من التصريحات العلنية، لتجنب إفشال التقدم الهش في المفاوضات.

اجتماع

في الأثناء، يعقد في باريس اليوم اجتماع لوزراء خارجية دول أوروبية وعربية بشأن غزة، فيما أفادت مصادر دبلوماسية فرنسية، بأن الاجتماع سيتيح تحديد آليات التزام جماعي نحو تفعيل الدولة الفلسطينية.

مشيرة إلى أن الاجتماع الوزاري سيناقش خصوصاً قوة الاستقرار الدولية والحكم الانتقالي في غزة والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار ونزع سلاح حماس ودعم السلطة الفلسطينية وقوات الأمن الفلسطينية.

وأوضحت مصادر دبلوماسية، أن الهدف من الاجتماع يتمثل في إظهار الاستعداد للعمل معاً لتفعيل المعايير الرئيسية لما يعرف بـ «اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب، بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى توضيح آليات التزام جماعي في هذا الصدد. وأضافت المصادر: إن هذا الاجتماع يعد استمراراً للمبادرة الفرنسية السعودية الداعمة لحل الدولتين.

وقالت 3 مصادر دبلوماسية: إن من المتوقع أن يشارك وزير الخارجية الأمريكي، مارك روبيو، في الاجتماع. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي: إن من الضروري حضور الولايات المتحدة. وأكد مصدر دبلوماسي إيطالي، أهمية دعم خطة ترامب التي تعتبر الخيار الوحيد المتاح.

دعوة

بدوره، دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، لحضور توقيع اتفاق غزة في مصر حال التوصل إليه. ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن السيسي قوله: أوجّه رسالة للرئيس ترامب بمواصلة دعمه للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

وأضاف السيسي: إن ترامب أرسل مبعوثيه بتكليف واضح بالعمل على إنهاء حرب غزة، مثمناً جهود الرئيس ترامب لإنهاء الحرب على غزة. وأكد السيسي، أن مصر حريصة على التفاعل الإيجابي مع القضية الفلسطينية، قائلاً: نبذل جهوداً لم تتوقف لإنهاء الحرب على غزة.

طلب إقناع

على صعيد متصل، طلب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من تركيا العمل على إقناع حركة حماس، بالموافقة على خطته لإنهاء الحرب مع إسرائيل في غزة، وفق ما أكد الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقال أردوغان: خلال زيارتنا للولايات المتحدة واتصالنا الهاتفي الأخير، شرحنا لترامب كيف يمكن الوصول إلى حل في فلسطين، طلب بالتحديد أن نلتقي حماس ونقنعهم..

ردت حماس بإبلاغنا أنها مستعدة للسلام والمفاوضات، بعبارات أخرى، لم تتخذ موقفاً معارضاً، اعتبر ذلك خطوة قيمة للغاية. وأشار أردوغان، إلى أن تركيا تتواصل مع حركة حماس وتفسر لها النهج الأمثل لمستقبل دولة فلسطينية، كجزء من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

استراتيجية

في السياق، ذكر موقع بوليتيكو، أن تغيير ترامب استراتيجيته في التعامل مع غزة وإسرائيل، يعزز إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن ترامب ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وأظهر المزيد من الدعم والتقدير للدول العربية، لحضها على إقناع حماس بوقف القتال. وقال أحد المستشارين الإسرائيليين المطلعين على المفاوضات:

نحن أقرب إلى الاتفاق من أي وقت مضى، لأن ترامب قرر ألا يترك لنتانياهو أي مجال للمناورة، مضيفاً: ليس لدى نتانياهو ملاذ آخر يلجأ إليه، وهو بحاجة إليه دولياً ومحلياً لضمان فرصة ضئيلة للبقاء سياسياً.