غزة.. عيون على «شرم الشيخ» وأيدٍ على القلوب

حالة من الترقب المشوب بالقلق، يعيشها سكان قطاع غزة، يحدوهم الأمل بأن تفضي المباحثات الجارية في مدينة شرم الشيخ المصرية، وخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى نهاية الحرب الدامية المستمرة في القطاع، وتكمل اليوم عامها الثاني، لكن أيديهم تبقى على قلوبهم، تحسباً لأي تعثر.

نتمنى أن تقود خطة الرئيس ترامب، إلى اتفاق ينهي الحرب والكارثة الإنسانية التي نعيشها منذ عامين، يقول النازح من بلدة بيت لاهيا، عمر أبو حالوب، مبدياً ارتياحه لعدم موافقة الرئيس الأمريكي على المخطط الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بخلاف ما يطالب به رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مضيفاً: الأولوية الآن لوقف الحرب، ومنع التهجير، والقضايا الفرعية تأتي لاحقاً.

ولفت أبو حالوب في حديث لـ «البيان»، إلى أنه تابع بشغف واهتمام كبير، تفاصيل المبادرة الأمريكية لوقف الحرب على قطاع غزة، موضحاً أنها ربما تكون أفضل ما يمكن تحقيقه، في ظل إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب، منوهاً بأن رفض الخطة، يعني تكثيف الغارات والمزيد من الدماء، واستمرار معاناة النازحين.

ويأمل أحمد أبو جامع من غزة، بأن تتوقف الحرب سريعاً، بغض النظر عن تفاصيل بنودها، فالأهم من وجهة نظره، وقف شلال الدم، وهذه تطلعات وأمنيات كل الغزيين، مبيناً أن فرص إبرام الاتفاق هذه المرة كبيرة، لا سيما بعد موافقة حركة حماس على الخطة الأمريكية، مضيفاً: نتابع ما يجري في مصر، ونأمل من كل الدول العربية الضغط باتجاه وقف الكارثة الإنسانية والمعاناة في قطاع غزة.

وفي الوجهة السياسية، تنشد عيون الغزيين صوب شرم الشيخ في مصر، حيث لقاءات وفد من حركة حماس مع الجانب المصري، لبحث تفاصيل الخطة الأمريكية، على أن ينضم وفدا واشنطن وتل أبيب للمفاوضات غير المباشرة، وسط مخاوف من القضايا المحورية، وأبرزها نزع السلاح، وعدم التزام الجيش الإسرائيلي بمسألة الانسحاب، أو خرق الاتفاق بعد البدء بتنفيذه، على غرار ما جرى في لبنان.

وتحظى قضية الأسرى الفلسطينيين، الذين سيطلق سراحهم بموجب الصفقة، بأهمية كبيرة في المباحثات، بينما تتم مناقشة معايير الاتفاق وآليات التنفيذ، ومما رشح لـ «البيان»، أن حركة حماس ستطالب باعتماد مبدأ القِدم في إطلاق سراح الأسرى، بما يضمن الإفراج عن قادة بعض الفصائل الفلسطينية، ومن بينهم: مروان الرغوثي، وأحمد سعدات، وعبد الله البرغوثي.

أزمة داخلية

ويرجح مراقبون أن تطالب إسرائيل بأن تختار بنفسها قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، دون إغفال المطالبة بإبعاد عدد كبير منهم إلى الخارج، ما قد يؤخر الشروع في تنفيذ الاتفاق. وتتركز المباحثات، على تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية، والتي تختص بتبادل الأسرى، وتتناول مجموعة من الإجراءات، ومنها انتشار الجيش الإسرائيلي خارج التجمعات السكانية في قطاع غزة، وفتح معبر نتساريم، وهو الطريق الواصل بين شمالي قطاع غزة وجنوبيه، وعدم تحلق الطائرات المسيرة الإسرائيلية، ووقف العمليات العسكرية، خلال فترة التبادل، لتمكين حركة حماس من تجميع الأسرى الإسرائيليين الموجودين لديها، وتسليمهم إلى الصليب الأحمر الدولي.

وفي تل أبيب، يرى مراقبون، أن موافقة حماس على الخطة الأمريكية، وضعت بنيامين نتنياهو في أزمة داخلية، إذ سيقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الخطة، التي أجمعت عليها الأسرة الدولية، وسط معارضة قوية من أقطاب ائتلافه الحاكم.