بعد رد «حماس».. هل تتوقف الحرب في غزة؟

متظاهرون في احتجاج «انهضوا من أجل غزة» في أتلانتا بالولايات المتحدة
متظاهرون في احتجاج «انهضوا من أجل غزة» في أتلانتا بالولايات المتحدة

تعيش غزة بارقة أمل في انتهاء الحرب بعدما جاء رد حركة «حماس» بالموافقة الجزئية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصفها بـ«الفرصة الأخيرة» لوقف الحرب، والتي تقوم على وقف شامل لإطلاق النار، وإطلاق جميع الأسرى، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية تحت إشراف دولي.

رد إيجابي من «حماس» وترحيب أمريكي:

وتضمن رد الحركة الترحيب بالجهود الدولية والعربية والإسلامية وجهود الرئيس ترامب الداعية لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، ودخول المساعدات فوراً، ورفض احتلال القطاع أو تهجير سكانه، وكذا الموافقة على الإفراج عن جميع أسرى إسرائيل (أحياء وجثامين) وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، مع تأكيد الاستعداد للدخول فوراً في مفاوضات لمناقشة التفاصيل والإجراءات الميدانية اللازمة لعملية التبادل.

تعقيدات

سفير فلسطين السابق في القاهرة الدكتور بركات الفرا قال لـ«البيان»، إن فرص انتهاء الحرب بسرعة تتوقف على موافقة «حماس» غير المشروطة على خطة ترامب.

وأضاف: «قد لا يكون هناك وقف لإطلاق النار إذا لم توافق حماس على كل بنود الخطة.. الوضع غاية في التعقيد، الفلسطينيون يموتون ويجوعون ويعطشون ويشردون، وحماس معنية بحكم قطاع غزة، ولو على جثث أهل غزة»، على حد وصفه.

وتابع: «لعل وعسى أن تكون موافقة حماس بلا قيد ولا شرط، لكن في الحقيقة هناك انقسام بين قيادة الداخل العسكرية، والقيادة السياسية في الخارج.. وبالتالي ما زلت غير متفائل»، مردفاً: «إسرائيل ممكن أن تعطي ضمانات بالانسحاب التام من غزة، وبعد الحصول على أسراها تستأنف الحرب الإجرامية على غزة، فإسرائيل لا تؤتمن».

سيناريوهات

مدير مركز المتوسط للدراسات الإقليمية، الدكتور أحمد رفيق عوض، قدم بدوره قراءة واسعة للوضع المأزوم من خلال سيناريوهات عدة قائلاً: الفرص المتاحة حالياً لوقف الحرب في غزة يمكن النظر إليها عبر ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

السيناريو الأول: «يتمثل في التوصل إلى اتفاق تسوية بين إسرائيل وحماس يفضي إلى وقف الحرب بشروط متفق عليها. لكن حتى اللحظة، وبعد مرور عامين، لم يثبت أن هناك اتفاقاً واحداً بين الطرفين صمد؛ فكل مرة إما أن إسرائيل تنقض الاتفاق أو ترفضه، أو أن «حماس» تضع شروطاً إضافية تحول دون استمراره. ومن ثم فإن فكرة التسوية الثنائية تبدو غير واقعية في المرحلة الحالية».

السيناريو الثاني: نجاح فرض التسوية من خلال القوى العالمية والإقليمية.. وأخيراً السيناريو الثالث هو استسلام «حماس» وقبولها بالشروط المطروحة عليها كاملة، وهذا ما حدث بالفعل ولو جزئياً.

لكن الاستسلام يبقى الأمر برمته مرهوناً بتطورات المستقبل وما قد تفرضه من معادلات جديدة، ومدى التزام الطرفين ببنود الخطة.