العالم متوافق على حل الدولتين وترامب واثق من قرب سلام غزة

مندوبون يغادرون قاعة الجمعية العامة مع صعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإلقاء كلمته |
مندوبون يغادرون قاعة الجمعية العامة مع صعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإلقاء كلمته |
نتانياهو خلال كلمته أمام الجمعية العامة بعد خروج مندوبي عدد من الدول
نتانياهو خلال كلمته أمام الجمعية العامة بعد خروج مندوبي عدد من الدول

أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التأكيد على قرب انتهاء الحرب في غزة، وسط إجماع دولي على ضرورة وقفها، ومنع تل أبيب من ضم الضفة الغربية، وتغليب خيار حل الدولتين، قابله رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعهد بمواصلة الحرب والتنديد بموجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية.

وقال ترامب، أمس، إنه قريب من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن. وأضاف ترامب للصحفيين قبل مغادرته البيت الأبيض لحضور بطولة كأس رايدر للغولف في نيويورك: يبدو أننا على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، أعتقد أنه اتفاق يعيد الرهائن وينهي الحرب.

وشددت رئيسة الجمعية العامة، أنالينا بيربوك، على المبادئ الأساسية لميثاق المنظمة الدولية. وقالت بيربوك: الضم محظور، كما يحظر القانون الإنساني الدولي استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح حرب.

مؤكدة أن هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار في حرب غزة، من أجل إطلاق سراح الرهائن وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضافت بيربوك أن ميثاق الأمم المتحدة وموقف أغلبية أعضائها واضحان، وقالت: لكل دولة في هذا العالم الحق في تقرير المصير.

مشيرة إلى أن أحد أوائل قرارات المنظمة الأممية في القرن العشرين أكد بالفعل حق الفلسطينيين في العيش بسلام في دولتهم إلى جانب دولة إسرائيل، التي يجب أن تتمتع أيضاً بالأمن، واصفة هذا المبدأ بأنه أساسي للأمم المتحدة ومُلزِم لكل رئيس دولة وحكومة، لأن الميثاق ينطبق على جميع الدول.

كما رحبت بيربوك بالمقترح الجديد الذي قدمه ترامب لإحلال السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أن وضع خطة سلام شاملة يعد من أهم المشروعات التي يتعين على الأمم المتحدة مواصلة العمل عليها، وقالت: كل مقترح في هذا الصدد ضروري بالطبع.

إلى ذلك، وصف نائب رئيس وزراء المملكة المتحدة، ديفيد لامي، الصراع المستمر في غزة بأنه غير إنساني وغير مبرر على الإطلاق. وكان لامي يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عن ما وصفه بالمأساة الإسرائيلية الفلسطينية، قائلاً:

ما يحدث في غزة لا يمكن الدفاع عنه، إنه غير إنساني، إنه غير مبرر على الإطلاق ويجب أن ينتهي الآن، مشيراً إلى أن بريطانيا اعترفت بفخر بفلسطين، وإن شعبها وشعب إسرائيل يستحقون الأفضل.

كما قال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن هناك إجماعاً دولياً على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، مؤكداً أن العائق الأساسي أمام تنفيذه هو الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وفي تصريحات صحفية على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار الصفدي إلى أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الرافض لإقامة دولة فلسطينية يعكس رفضاً للسلام، مضيفاً أن إسرائيل تتخذ إجراءات على الأرض تصعب تنفيذ هذا الحل.

وأكد الصفدي أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتصرف بغطرسة غير مسبوقة، من خلال توسعة المستوطنات، مصادرة الأراضي، والاعتداءات في غزة وسوريا ولبنان، ما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وشدد على أن الدول العربية والإسلامية تؤيد السلام العادل، القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي.

سلام شامل

وطالبت بيآتا ماينل رايزنجر، وزيرة خارجية النمسا، بإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين بأسرع وقت ممكن، ودعت إلى العمل على تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط.

وأكدت وزيرة خارجية النمسا، في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مواصلة بلادها دعم حل الدولتين وتعهدت بالاعتراف بدولة فلسطين بمجرد أن تتمكن هذه الخطوة من تقديم المساهمة الأكبر في السلام وتوافر الظروف المناسبة، داعية إلى وجود دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن ضمن حدود معترف بها.

على صعيد متصل، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن برلين ترحب بتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي قال فيها إنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. وأضاف: ضم الضفة الغربية، وكذلك بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لا يزال يشكل عقبة رئيسية في الطريق إلى حل الدولتين.

تنديد ورفض

وفي اتجاه مضاد، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بالدول الغربية التي اعترفت بدولة فلسطينية. ومع بدء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، غادر عشرات المندوبين القاعة عندما صعد نتانياهو إلى المنصة.

وتعهد نتانياهو بمواصلة الحرب في قطاع غزة، وأكد أن الرهائن المحتجزين لدى المسلحين الفلسطينيين لم يذهبوا طي النسيان، مضيفاً: لم يعد الكثيرون في العالم يتذكرون السابع من أكتوبر.. لكننا نتذكره.

ورفض نتانياهو الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة واستخدام التجويع استراتيجية حرب. وفي شأن آخر، قال نتانياهو إن على العالم ألا يسمح لإيران بإعادة بناء برامجها النووية والعسكرية.

دور

في الأثناء، ذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن رئيس الوزراء السابق، توني بلير، قد يكون له دور قيادي في السلطة الانتقالية لقطاع غزة. وذكرت هيئة بي.بي.سي، وصحيفة ذي إيكونومست، أن بلير قد يقود هذه السلطة الانتقالية.

وأكدت مصادر مقربة من بلير، أنه يعمل على مشروع يهدف إلى إنهاء الحرب. وأشارت إلى أنه لن يدعم أي اقتراح بتهجير دائم لسكان غزة، وأن أي هيئة انتقالية ستعيد السلطة في نهاية المطاف إلى السلطة الفلسطينية.

وأوضحت «ذي إيكونومست» في تقريرها، أن الهيئة التي ستعرف باسم السلطة الانتقالية الدولية في غزة، ستسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة لتكون السلطة السياسية والقانونية العليا لمدة خمس سنوات، قبل تسليم السلطة إلى الفلسطينيين.