قصفت إسرائيل برج إضافيا في مدينة غزة الأحد، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي الذي كان أصدر إنذارا بإخلاء المبنى ومحيطه، بينما أفاد شهود بأن القصف أدى إلى تدمير المبنى المعروف بعمارة الرؤيا بالكامل.
ولم تعلن إسرائيل رسميا بدء هجوم واسع للسيطرة على غزة، لكن المدينة تشهد منذ أسابيع تكثيفا للقصف والعمليات العسكرية. وبدأ الجيش هذا الأسبوع توجيه إنذارات بإخلاء بعض المباني العالية في مدينة غزة، متهما "حماس" باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية.
وقال الجيش في بيان إنه "هاجم مبنى متعدد الطوابق كانت تستخدمه "حماس""، متهما عناصرها بأنهم وضعوا داخله "وسائل جمع استخبارات.. ونقاط استطلاع بهدف مراقبة أماكن وجود" قواته.
وبرج الرؤيا الواقع في حي تل الهوى بجنوب غرب مدينة غزة، هو ثالث مبنى متعدد الطبقات تدمّره ضربات إسرائيلية منذ الجمعة بذريعة استخدامه من جانب حركة "حماس" لأغراض عسكرية.
وأفاد مستشفى القدس في مدينة غزة باستقبال "شهيد جراء قصف الاحتلال عمارة الرؤيا في تل الهوى".
وقال محمد النزلي، وهو من سكان حيّ تل الهوى، لوكالة فرانس برس "صوت القصف (كان) مثل الزلزال".
أضاف "ارتعبنا بكل معنى الكلمة. الدخان ملأ المنطقة لم نستطع التنفس. العمارة دمرت كليا وسوّيت بالأرض".
وأضاف أنه منذ ثلاثة أيام "يقصف الاحتلال الأبراج والعمارات المرتفعة، وهذا أمر مرعب جدا ولا نعلم ماذا سنعيش أكثر".
ودمّرت غارات جوية إسرائيلية هذا الأسبوع برجَين سكنيين آخرين في مدينة غزة، مع تكثيف الجيش عملياته بعدما أقرت حكومة الدولة العبرية خطة للسيطرة على كبرى مدن القطاع وأكثرها كثافة سكانية، بعد 23 شهرا من الحرب.
وقبل برج الرؤيا، استهدف القصف الجوي الاسرائيلي برجي المشتهى والسوسي.
وكان الجيش كرّر في وقت سابق الأحد طلب إخلاء المنطقة المحيطة ببرج الرؤيا.
وقال المتحدث أفيخاي أدرعي إن الجيش سيهاجم المبنى "نظرا لوجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره".
أتى ذلك بعد تأكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن قواته "تعمّق" هجومها في مدينة غزة ومحيطها.
وقال نتانياهو في بداية اجتماع لمجلس الوزراء "نحن نعمّق المناورة على مشارف مدينة غزة وداخل المدينة نفسها"، وذلك بحسب فيديو نشره مكتبه.
أضاف "ندمّر البنى التحتية الإرهابية، ونفكك الأبراج الإرهابية المحددة".
وأشار إلى أن حوالي 100 ألف من سكان مدينة غزة غادروها، متهما "حماس" بمحاولة منع ذلك واستخدام المدنيين "دروعا بشرية".
واضطرّت الحرب التي اندلعت إثر هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرات عدة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة الأخيرة، يعيش ما يقرب من مليون شخص في مدينة غزة ومحيطها. ويؤكد كثيرون أنهم لن يتركوا غزة، خصوصا في ظل عدم وجود أماكن "آمنة" في القطاع المحاصر والمدمر.
في غضون ذلك، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل بأن "حصيلة الشهداء إثر القصف الاسرائيلي منذ فجر اليوم (الأحد وصلت) إلى 31 شهيدا".