الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، التي يواجهها أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة، في ظل منع إسرائيل دخول المساعدات منذ مطلع مارس الماضي، جعلت من القطاع «أرضاً لليأس»، ويدفع فيه فلسطينيو القطاع كلفة إنسانية باهظة.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، بأن غزة أصبحت «أرض اليأس»، وقالت، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، إن «هذا جوع لم يسبق له مثيل»، وشددت على ضرورة رفع الحصار وتدفق الإمدادات، داعية إلى «إطلاق سراح الرهائن، واستئناف وقف إطلاق النار الآن».
في جنيف، نددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، بالكلفة الإنسانية الباهظة للحرب الدائرة في غزة، وشجبت «الحصار الكامل وغير المقبول»، الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات. وقال المدير العام للجنة الدولية، بيار كرينبول، للصحافيين إنه «من غير المقبول منع دخول المساعدات الإنسانية».
وأضاف أن ذلك «يتعارض بشكل جوهري مع كل ما ينص عليه القانون الإنساني الدولي»، مشدداً على أن «الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية». وتابع «سيأتي وقت ينفد فيه ما تبقى من الإمدادات الطبية، وغيرها من المساعدات».
وصرّح كرينبول «ما تقتضيه الضرورة العاجلة في الوقت الراهن هو العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار، بهدف تخفيف حدة التوتر والضغط الإنساني»، واعتبر أن «ما تشهده غزة مدعاة لسخطٍ عميق، ولا يمكن تقبل الكلفة الإنسانية الفادحة لهذا النزاع بأي حال من الأحوال». وأضاف: «بصراحة إن كانت هذه هي ملامح الحروب المستقبلية فعلينا جميعاً أن نشعر بالذعر، وينبغي أن نعي أن ما يجري يهدد جوهر إنسانيتنا».
وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية «التكايا» في القطاع أبوابها، أمس، بسبب نقص الإمدادات، ما أدى إلى قطع شريان الحياة عن مئات الآلاف من الأشخاص.
جاءت هذه الخطوة بعد ساعات من إعلان مؤسسة المطبخ المركزي العالمي «ورلد سنترال كيتشن» الخيرية، ومقرها الولايات المتحدة، نفاد المكونات اللازمة لتوفير الوجبات المجانية، التي تشتد الحاجة لها، وأن إسرائيل منعتها من جلب المساعدات.
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، إن معظم تلك المطابخ في القطاع وعددها 170 أغلقت أبوابها بعد نفاد مخزون المواد الغذائية لديها، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة. وأضاف: «إن قرار «ورلد سنترال كيتشن» الذي أُعلن عنه في وقت متأخر الأربعاء، وإغلاق المطابخ الخيرية أمس، من شأنه أن يتسبب في انخفاض يتراوح بين 400 ألف و500 ألف وجبة مجانية يومياً لسكان القطاع».
وقال: «الكل في غزة جوعان، على العالم أن يتحرك الآن لإنقاذ الناس». وأضاف «البقية من المطابخ المجتمعية سوف تغلق أبوابها قريباً أيضاً، والناس يخسرون المصدر الوحيد للطعام». وأضاف: «أخشى أننا في قادم الأيام قد نشهد وفيات في صفوف المسنين، والفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال أو النساء الحوامل والمرضى». وحذر الدفاع المدني في غزة من أنه على وشك التوقف التام عن العمل في ظل الحصار. وأضاف: «نعاني عجزاً كبيراً في توافر مولدات الكهرباء، وأجهزة الأوكسجين في غزة».