سجل قطاع غزة، أمس، أربع حالات وفاة جديدة من بينهم طفلان بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، في وقت ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس باستخدام التجويع كأسلوب حرب.
وقالت وزارة الصحة بغزة في بيان، إن عدد ضحايا المجاعة ارتفع إلى 317 حالة، بينهم 121 طفلاً، مشيرة إلى أنه منذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من قِبل (IPC) بتاريخ 22 أغسطس الجاري، سُجّلت 39 حالة وفاة، من بينهم ستة أطفال.
وقال غوتيريس، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في مدينة غزة ستكون لها «عواقب مدمرة». وأضاف أن الجهود الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة في القطاع الفلسطيني تتعرض للتعطيل والتأخير والرفض، وأن موت الناس جوعاً هو «نتيجة قرارات متعمدة تتحدى أبسط مبادئ الإنسانية».
وقال للصحافيين: «يجب عدم استخدام تجويع السكان المدنيين كأسلوب حرب». يجب حماية المدنيين. ويجب أن يكون وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق... كفى أعذاراً.. كفى عوائق.. كفى أكاذيب.
وفي رسالة وقعها مئات الموظفين في مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، طالبوا فولكر تورك بوصف حرب غزة صراحة بأنها إبادة جماعية. وأظهرت الرسالة أن الموظفين يعتبرون أن المعايير القانونية من أجل وصف ما يحدث بأنه إبادة جماعية قد تحققت في حرب غزة، وأشاروا إلى حجم ونطاق وطبيعة الانتهاكات الموثقة هناك.
مسؤولية أخلاقية
وجاء في الرسالة التي وقعتها لجنة من الموظفين نيابة عن أكثر من 500 موظف «تتحمل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مسؤولية قانونية وأخلاقية قوية للتنديد بأعمال الإبادة الجماعية»، داعية تورك إلى اتخاذ «موقف واضح وعلني».
وأضاف الموظفون «عدم التنديد بإبادة جماعية تحدث حالياً يقوض مصداقية الأمم المتحدة ومنظومة حقوق الإنسان نفسها».
وقالت رافينا شامدساني، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: «الوضع في غزة يهزنا جميعاً حتى النخاع»، مشيرة إلى الظروف الصعبة التي تواجهها المفوضية في سعيها لتوثيق الحقائق ودق ناقوس الخطر. وأضافت في إشارة إلى الرسالة «هناك مناقشات داخلية بشأن كيفية المضي قدماً، وستستمر».
وقال تورك، الذي ندد مراراً بأفعال إسرائيل في غزة وحذر من تزايد خطر الجرائم الوحشية، إن الرسالة تسلط الضوء على مباعث قلق مهمة.
حافة الانهيار
وحذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، أمس، بعد زيارة لغزة بأن القطاع وصل إلى «حافة الانهيار الكامل»، داعية إلى معاودة تفعيل شبكة البرنامج لتوزيع المواد الغذائية بصورة عاجلة لمنع اتساع انتشار المجاعة.
وقالت المسؤولة في بيان: «التقيت أطفالاً يتضورون جوعا يتلقون علاجات لسوء التغذية الخطير، ورأيت صوراً لهم حين كانوا بصحة جيدة. لا يمكن التعرف عليهم». وأضافت: «بلغ اليأس ذروته وكنت شاهدة على ذلك بشكل مباشر».
وزارت ماكين مدينة دير البلح وسط القطاع حيث تفقدت مركزاً طبياً يوفر العناية لأطفال يعانون سوء التغذية، والتقت أمهات من النازحين روَين لها المعاناة اليومية التي يواجهنها. كما زارت مدينة خان يونس الجنوبية.
في الأثناء، قال مسؤولو صحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت 16 فلسطينياً على الأقل في أنحاء القطاع أمس، وأصابت عشرات في جنوبه، بينما أفاد السكان بتكثيف القصف على ضواحي مدينة غزة.
وقال فلسطينيون في غزة، إن العائلات تفر من منازلها ويتجه معظمها نحو الساحل، في وقت قصفت القوات الإسرائيلية أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة في شرق المدينة. وقالت وزارة الصحة إن عدد من قتلوا بنيران إسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ارتفع إلى 71 شخصاً.
