غزة، عواصم - وام، وكالات
فيما لا تُظهر مفاوضات وقف إطلاق النار أي تقدم، ومع تفاقم التجويع في قطاع غزة، تستعد إسرائيل لعملية إخلاء لمدينة غزة، حيث تتقدم الدبابات صوبها، وصفتها بأنها «أمر لا مفر منه».
ولم تردّ إسرائيل بعد على مقترح قدّمه الوسيطان القطري والمصري هذا الشهر، ينصّ على هدنة أولية مدتها 60 يوماً والإفراج عن الأسرى المحتجزين في القطاع على دفعتين، مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأبلغ الجيش الإسرائيلي، أمس، سكان مدينة غزة، والكثير منهم مشردون بالفعل، بالاستعداد لإخلاء وشيك. وقال شهود إن دبابات إسرائيلية توغلت في منطقة جديدة على مشارف مدينة غزة خلال الليل قبل الفائت، ودمرت منازل ما دفع سكاناً إلى الفرار.
وذكر سكان أن الدبابات دخلت في وقت متأخر ليل الثلاثاء حي عباد الرحمن على الطرف الشمالي لمدينة غزة وقصفت منازل، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص وإجبار كثيرين آخرين باغتهم الهجوم على الفرار داخل المدينة.
قصف متواصل
وتواصلت عمليات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، خصوصاً في حي الزيتون الذي يتعرض منذ أيام لضربات مكثفة. وأفاد سكان في الحي الواقع بجنوب مدينة غزة عن قصف متواصل ليلاً.
وحذرت حاجة لحبيب، المفوضة الأوروبية المكلفة بإدارة الأزمات والمساواة، من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يقف عند مفترق طرق حاسم يفرض عليه اتخاذ مواقف جريئة إزاء المجاعة المعلنة هناك وخطر ترحيل السكان من قبل الحكومة الإسرائيلية.
وقالت لحبيب في تصريحات لممثلي وكالات الأنباء في بروكسل، أمس، إن الاتحاد «لا يمكن أن يكتفي بمشاهدة مدنيين أبرياء يُقتلون أو يُجَوَّعون، إلى جانب استهداف العاملين الإنسانيين والصحافيين»، مشيرة إلى أن هذا ما يتوجب على وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أخذه بعين الاعتبار خلال اجتماعهم غير الرسمي نهاية الأسبوع في كوبنهاغن.
الشجاعة السياسية
ودعت المسؤولة الأوروبية إلى امتلاك الشجاعة السياسية لتوحيد الصوت الأوروبي، بما يعكس القيم والمبادئ المشتركة، خصوصاً بعد إعلان الأمم المتحدة قبل أيام عن وجود مجاعة في غزة واعتبارها الأولى من نوعها في الشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين.
وأكدت أنها مجاعة من صنع الإنسان كان يمكن تفاديها لو سُمح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما جبال من الإمدادات تنتظر على مقربة من السكان الجائعين.
وشددت على أن الاتحاد يملك الوسائل للتحرك، محذرة من مخاطر الترحيل القسري بعد قرار إسرائيل السيطرة على كامل غزة. وأضافت: «ما يحدث هناك يُؤرقني ويجب أن يُؤرقنا جميعاً.
إنها مأساة وسيُحاسبنا التاريخ وأحفادنا عليها. لا يُمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي ونشاهد المدنيين الأبرياء والعاملين في المجال الإنساني والصحافيين يُقتلون ويتضورون جوعاً».
