مجاعة في غزة والعالم ينتفض في وجه إسرائيل

تدافع الفلسطينيين للحصول على طعام من أحد المطابخ الخيرية في خان يونس جنوب القطاع
تدافع الفلسطينيين للحصول على طعام من أحد المطابخ الخيرية في خان يونس جنوب القطاع
أنور قرقاش
أنور قرقاش

أُعلنت المجاعة رسمياً في غزة، بعد بلوغ الجوع مستويات كارثية، ووصفت الأمم المتحدة مجاعة غزة بأنها مجاعة القرن الـ 21 وجريمة حرب، وسط دعوات للتحرك الفوري والسماح بإدخال المساعدات دون قيود. بينما أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن دولة الإمارات وقفت شامخة بإنسانيتها وعطائها لتخفيف مأساة غزة.

وأعلنت الأمم المتحدة، أمس، رسمياً حالة المجاعة في قطاع غزة. واعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أنه كان في الإمكان تفادي المجاعة لولا العرقلة الممنهجة التي تمارسها إسرائيل على دخول المساعدات الغذائية.

وأصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو هيئة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة، تقريراً أفاد بأن هناك مجاعة في محافظة غزة التي تضم مدينة غزة ومحيطها، وتشكل 20 % من مساحة القطاع، مع تقديرات بأن تنتشر في دير البلح وخان يونس بحلول أواخر سبتمبر.

ونبه خبراء الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون جوعاً كارثياً، وهو أعلى مستوى في التصنيف آي بي سي ويتسم بالمجاعة والموت، وقال فليتشر:

«إنها مجاعة.. مجاعة على بعد بضعة مئات من الأمتار من الطعام وعلى أرض خصبة»، واعتبر أن المجاعة وصمة عار على جبين العالم، قائلاً: «كان يمكن منعها لو سُمح لنا.. الغذاء مكدس عند الحدود بسبب العرقلة الممنهجة التي تمارسها إسرائيل».

تخفيف مأساة

وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش، أن دولة الإمارات وقفت شامخة بإنسانيتها وعطائها لتخفيف مأساة غزة، وقال معاليه عبر حسابه على منصة إكس:

«مع إعلان الأمم المتحدة رسمياً تفشي المجاعة في غزة واعتبارها على لسان مسؤولها للشؤون الإنسانية لحظة عار جماعي للمجتمع الدولي، سيسجل التاريخ أن وطني الإمارات وقف شامخاً بإنسانيته وعطائه، من خلال التزام جاد شكل %42 من مجمل المساعدات الدولية لتخفيف حدة هذه المأساة».

وصمة عار

كما أعربت السعودية عن قلقها البالغ بعد إعلان المجاعة في غزة، مؤكدة أن هذا سيبقى وصمة عار. وقالت الخارجية السعودية في بيان: «تعرب وزارة الخارجية عن قلق المملكة العربية السعودية البالغ في ضوء تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

وإعلان حالة المجاعة رسمياً في قطاع غزة؛ تؤكد المملكة أن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة سيظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، ما لم يسارع بالتدخل الفوري لإنهاء المجاعة ووقف حرب الإبادة والجرائم»، التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

كارثة

بدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع في قطاع غزة بأنه كارثة من صنع الإنسان. كما وصف غوتيريش في منشور على إكس، الظروف في غزة بأنها جحيم حي، مشدداً على أن الوضع ليس لغزاً لكنه كارثة من صنع الإنسان واتهام أخلاقي وفشل للإنسانية نفسها.

وقال غوتيريش: إن إسرائيل بوصفها القوة المحتلة عليها التزامات بموجب القانون الدولي بضمان الإمدادات الغذائية والطبية، مضيفاً: «لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الوضع بدون عقاب»، وأكد غوتيريش مجدداً مطلبه بوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى القطاع.

إلى ذلك، وصفت الأمم المتحدة مجاعة غزة بأنها مجاعة القرن الـ 21 وجريمة حرب، محملة إسرائيل المسؤولية المباشرة عن الكارثة الإنسانية. وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة:

«المجاعة المعلنة في غزة هي نتيجة مباشرة لقيود غير قانونية فرضتها الحكومة الإسرائيلية على دخول وتوزيع المساعدات»، مؤكداً أن استخدام التجويع كسلاح يعد جريمة حرب، والوفيات الناجمة عنه ترقى إلى القتل العمد.

وفي بيان مشترك، دعت منظمات أممية كـ«فاو» و«اليونيسف» و«برنامج الغذاء العالمي»، و«الصحة العالمية»، إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات دون عوائق.

وأشارت إلى أن أكثر من نصف مليون شخص يعانون المجاعة ويتوقع أن تمتد إلى دير البلح وخان يونس خلال أسابيع مع تصاعد في حالات سوء التغذية والوفيات المرتبطة بالجوع.

تأمين حاجات

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن على إسرائيل أن تؤمن الحاجات الأساسية للسكان بموجب القانون الدولي. وقالت اللجنة في بيان: «إنه بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب على إسرائيل، أن تضمن تأمين الحاجات الأساسية للسكان المدنيين في غزة، باستخدام كل الموارد المتوافرة في حوزتها»، معتبرة أن إعلان المجاعة يجب أن يكون حافزاً للتحرك الفوري والملموس.

وأضافت: «أي تأخير إضافي سيكلف أرواحاً يتعين على كل أطراف النزاع، والدول ذات التأثير عليها، أن تبذل المزيد من الجهود لتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ومحايد».

كما طالبت حركة حماس بفتح المعابر والتحرك الفوري لوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع الفلسطيني.

وأكدت الحركة في بيان أهمية هذا الإعلان الأممي، وقالت: «رغم أنه جاء متأخراً كثيراً بعد أشهر طويلة من التحذيرات والمعاناة التي عاشها شعبنا تحت الحصار والتجويع الممنهج» على حد قولها.

وحضت المجتمع الدولي بكل مؤسساته على تحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية عاجلة لوقف الجرائم ضد الإنسانية، وإنقاذ أكثر من مليوني إنسان يواجهون الإبادة والتجويع والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة.

كما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، التقرير الأممي بإعلان المجاعة رسمياً في غزة، معتبراً أنه كذب صريح. وقال نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه: إن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو كذب صريح.

مشيراً إلى أن إسرائيل لا تعتمد سياسة تجويع، وأن المساعدات بقيت تدخل القطاع خلال الحرب. ولفت نتنياهو، إلى أن التقرير تجاهل إجراءات الإغاثة التي اتخذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة. وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: إن الوضع الراهن في غزة يجب أن ينتهي.

فضحية أخلاقية

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن المجاعة التي يعانيها أهالي غزة فضيحة أخلاقية وكارثة من صنع الإنسان، وأضاف لامي في بيان: «تأكيد المجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها أمر مروع على نحو صارخ.

وكان تفاديه ممكناً بالكامل.. رفض الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول مساعدات كافية إلى غزة تسبب في هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان.. إنها فضيحة أخلاقية»، مشيراً إلى أنه كان بإمكان إسرائيل بل ويجب عليها أن تتحرك فوراً لمنع تدهور الوضع أكثر.

وذلك من خلال السماح بإيصال الأغذية والوقود والأدوية بدون قيد أو شرط. وأكد الوزير البريطاني أن على إسرائيل السماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بالقيام بأعمالها الحيوية من دون عرقلة، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق نار فوري.

وأكدت وزيرة التنمية الألمانية، ريم العبلي رادوفان، مطالبها بإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة بعد إعلان المجاعة، وقالت الوزيرة: إن تقرير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يظهر بوضوح الوضع الكارثي في ​​غزة. وأضافت الوزيرة: «يموت المزيد والمزيد من الناس وخاصة الأطفال جوعاً أمام أعيننا.. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع.. المجاعة من صنع الإنسان حصراً..

لقد تحسن وصول المساعدات الإنسانية بشكل طفيف، إلا أن تقرير مبادرة المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يظهر أيضاً أن هذا التحسن غير كافٍ.. هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفي الوقت نفسه، يجب على حماس إطلاق سراح الرهائن فوراً ودون قيد أو شرط».