نتانياهو ينعى «هدنة غزة» ويتمسك بـ«السيطرة الكاملة»

صرخة جوع من فلسطينية أثناء محاولتها الحصول على الطعام من مطبخ خيري بخان يونس
صرخة جوع من فلسطينية أثناء محاولتها الحصول على الطعام من مطبخ خيري بخان يونس

نعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو احتمالات الهدنة في قطاع غزة، مؤكداً إصراره على إعادة احتلاله والسيطرة الكاملة عليه، فيما يواصل عداد ضحايا التجويع ارتفاعه في غزة، إذ رفعت وفاتان جديدتان الحصيلة إلى 271، بينهم 112 طفلاً، مع مخاوف أممية متزايدة من موت المزيد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ما دعا 27 دولة للمطالبة بالسماح فوراً لوسائل الإعلام بالدخول إلى القطاع المحاصر.

وقال نتانياهو أمس، إنه «حتى لو وافقت حماس على اتفاق، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يسيطر على غزة»، وذلك في مقابلة أجرتها معه شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن نتانياهو القول: «سنفعل ذلك على أية حال - ليس هناك شك في ذلك - حماس لن تبقى في غزة». وأضاف: «نقترب من نهاية الحرب، حرب على سبع جبهات تشمل إيران ووكلاءها».

ودعت 27 دولة بينها فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، إسرائيل إلى السماح فوراً بدخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى غزة وحماية الصحافيين في القطاع، وذلك في بيان مشترك صدر أمس.

وقالت هذه الدول، الأعضاء في ائتلاف لحماية وسائل الإعلام إن «الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام يؤدون دوراً حيوياً لتسليط الضوء على الواقع المدمر للحرب».

يأتي هذا في حين استهدفت ضربات إسرائيلية مكثفة مدينة غزة والمناطق المحيطة بها خلال الساعات الماضية، غداة إعلان الجيش الإسرائيلي بدء العمليات التمهيدية للسيطرة على المدينة، بعدما أقرت إسرائيل أول من أمس خطة إعادة الاحتلال، واستدعت لهذا الهدف 60 ألف جندي احتياط.

أزمة متفاقمة

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس، أن الأزمة الإنسانية في القطاع مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل. وعبّر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن مخاوفه من موت أطفال يعانون من سوء التغذية، إذا لم تتوفر فوراً المخصصات العاجلة.

وذكر لازاريني أن بيانات «أونروا» أظهرت زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مدينة غزة بواقع ستة أمثال منذ مارس. وقال خلال اجتماع لنادي الصحفيين في جنيف «لدينا سكان ضعفاء للغاية سيتعرضون لعملية عسكرية كبيرة جديدة...

ببساطة لن يكون لدى الكثير منهم القوة اللازمة للقيام بنزوح جديد». وأضاف، متحدثاً عن الأطفال، «لن ينجو كثير منهم... إنها مجاعة مصطنعة ومفتعلة، إنها متعمدة، استخدم الغذاء كأداة حرب».

وفي بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك، أفادت «أونروا» بأن واحد من كل ثلاثة أطفال يعاني الآن من سوء التغذية في مدينة غزة. وأضافت: «هناك حاجة على الأقل من 500 إلى 600 شاحنة حمولة يومياً». وأشارت إلى أنه «مع اشتداد الحرب في مدينة غزة ستزداد الأمور سوءاً».

وضع لا يحتمل

في جنيف، رأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تكثيف القتال في غزة أمر لا يحتمل مع شن الجيش الإسرائيلي عملية جديدة وتكثيف القصف. وقال كريستيان كاردون الناطق باسم اللجنة ومقرها في جنيف في رسالة إلى وكالة فرانس برس «تكثيف القتال في غزة يعني المزيد من القتلى والمزيد من النزوح والدمار والمزيد من الذعر».

وأضاف «غزة مكان مغلق لا يمكن لأي شخص الفرار منه وحيث الحصول على الرعاية الصحية والطعام والمياه العذبة يتراجع»، مشيراً أيضاً إلى أن «أمن العاملين في المجال الإنساني يتراجع ساعة بعد أخرى». وختم بالقول إن الوضع «لا يحتمل».