من وجهة نظر مراقبين، فحرب الإبادة والتجويع التي يواصل نتنياهو شنها على قطاع غزة، لم تعد لها أي أهداف سوى إطالة عمره السياسي، وإزاحة كوابيس الملاحقة القضائية، وصناديق الاقتراع من طريقه.
وجاءت الموافقة على بناء 3400 وحدة استيطانية في محيط القدس، لتعكس إصرار حكومته على السياسية التوسعية، على حساب أراضي الضفة الغربية.
وثمة من المراقبين، من يرى أن هذه المعطيات لم تكن لتتم، لولا إباحتها ضمناً من قبل الإدارة الأمريكية، رغم مناهضتها للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، فواشنطن أخذت تتبنى الأهداف الإسرائيلية.
كما يقول الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري، مشدداً على أن إسرائيل ترفض كل المقترحات بشأن إنهاء الحرب على قطاع غزة، وتهدف إلى فرض سيطرتها على غزة بتهجير أهلها، وعلى الضفة الغربية بتسارع وتيرة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، والتضييق على السكان، بإطلاق يد المستوطنين.
صور قاتمة
وغداة متممات السيطرة الإسرائيلية على مجمل الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، اهتزت مفاوضات التهدئة، في كل من القاهرة والدوحة من دون أن تقع، إذ يسابق الوسطاء الزمن لبلورة اتفاق وفق المقترح الأمريكي السابق.
والمقصود هدنة الـ60 يوماً، لكن ارتجاجات هائلة، أحدثتها تصريحات الوزير الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، بإعلان مخططه الاستيطاني (E1) والمنادي بالسيطرة ليس فقط على الأراضي الفلسطينية، وإنما ضم أراضٍ عربية.
مشهد
واعتداءات المستوطنين، وما يتخللها من تخريب وحرق ممتلكات، ما وضعهما تحت مطرقة إصرار نتنياهو على خط أحمر لا يحيد عنه، وهو مواصلة الحرب على غزة.
وسندان تأجيج الأوضاع في الضفة الغربية، بدءاً من الدعوة لاستعادة السيطرة الإسرائيلية على 4 مستوطنات في جنين، كانت أخلتها إسرائيل قبل 20 عاماً، وليس انتهاءً بمخطط تمزيق الضفة الغربية وفصلها عن القدس.
خيط رفيع
فإما الخروج من الهوة التي رميت فيها غزة قبل نحو العامين، أو الانزلاق إلى قعر جديد من الجحيم، أخذ يفتح أبوابه على الضفة الغربية، وبين هذا وذاك، يتقلب الفلسطينيون على جمر الانتظار، لما يشبه اندلاع دورة مجنونة من التصعيد.
