منظمتان إسرائيليتان تتهمان تل أبيب بالإبادة الجماعية في غزة

فلسطينيون يتجمعون عند نقطة توزيع الطعام في مدينة غزة
فلسطينيون يتجمعون عند نقطة توزيع الطعام في مدينة غزة

غزة، عواصم -وام، وكالات

سجلت مستشفيات قطاع غزة 14 حالة وفاة جديدة بينهم طفلان نتيجة سوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن العدد الإجمالي للوفيات الناتجة عن سوء التغذية ارتفع إلى 147 حالة وفاة بينهم 88 طفلاً منذ تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

هذا الواقع الكارثي دفع منظمتين إسرائيليتين حقوقيتين للقول إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، لتصبحا أول أصوات رئيسية تخرج من داخل إسرائيل وتوجه أقوى اتهام لإسرائيل بهذا الصدد.

منظمة بتسيلم الحقوقية ومنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل قالتا في تقريرين خلال مؤتمر صحافي مشترك في القدس، إن إسرائيل تقوم «بعمل منسق ومتعمد للقضاء على المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة».

وقال يولي نوفاك المدير التنفيذي لبتسيلم «التقرير الذي ننشره اليوم هو تقرير لم نتخيل أبداً أننا سنضطر إلى كتابته». وأضاف «تم تهجير سكان غزة وقصفهم وتجويعهم وتجريدهم تماماً من إنسانيتهم وحقوقهم».

وركزت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل على الأضرار التي لحقت بمنظومة الرعاية الصحية في غزة، قائلة «دمرت أفعال إسرائيل البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة بطريقة محسوبة وممنهجة».

وذكر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أن اتهامات المنظمتين «لا أساس لها من الصحة». وقال «لا توجد نية مبيتة، (وهي) أساس توجيه تهمة الإبادة الجماعية».

ترامب أيضاً

حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دائماً ما يدافع عن إسرائيل، قال أمس، إن هناك مؤشرات إلى «مجاعة حقيقية» في قطاع غزة الذي ينهش الجوع سكانه، معلناً أن واشنطن ستقيم فيه مراكز لتوزيع الغذاء.

وأضاف «نريد إطعام الأطفال... أعني، بعض هؤلاء الأطفال، إنها مجاعة حقيقية». وأضاف «سننشئ مراكز لتوزيع الطعام يمكن للناس الدخول بحرية إليها من دون قيود. لن نبني أسيجة».

وقال ترامب للصحافيين بعد لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا «بعض هؤلاء أطفال، هذه مجاعة حقيقية». وأضاف أن الأولوية القصوى في غزة هي إطعام الناس لأن «هناك الكثير من الناس يتضورون جوعاً».

وقال ترامب، متحدثاً إلى جانب ستارمر، إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار، وسيتعين على الدول الأخرى زيادة مساهماتها. وأضاف «إنها فوضى عارمة. يجب أن يحصلوا على الغذاء والأمان الآن».

ووافق ستارمر على ذلك قائلاً «إنها أزمة إنسانية، أليس كذلك؟ إنها كارثة بكل المقاييس... أعتقد أن الناس في بريطانيا يشعرون بالاشمئزاز مما يشاهدونه على شاشاتهم».

وقال ترامب الذي انتتقد حركة حماس لعدم موافقتها على إطلاق سراح المزيد من الأسرى، إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن نهج إسرائيل يجب أن يتغير.

وعندما سُئل عما إذا كان وقف إطلاق النار لا يزال ممكنا، قال «نعم، وقف إطلاق النار ممكن، ولكن عليك التوصل له، عليك إنهاؤه». وأضاف «لا توجد بدائل لإخراج الرهائن من غزة والحوار أفضل طريقة».

استمرار القصف

واغتنمت وكالات الإغاثة الدولية هدنة تكتيكية أعلنتها إسرائيل للبدء بتوزيع المساعدات الأولى التي سمح بدخولها بعد حظر استمر بضعة أشهر.

ورغم إعلانه هدنة إنسانية، يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته على مختلف أنحاء القطاع، حيث قتل أمس 54 فلسطينياً وأصاب العشرات في القصف والغارات أو إطلاق نار.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى تدفق ثابت لإمدادات المساعدات على مدى طويل لمواجهة أزمة الجوع المتفاقمة في غزة. وقال إنه تم إرسال 60 شاحنة مساعدات إلى غزة لكن هذا العدد أقل من احتياجات سكان القطاع.

وقال سامر عبد الجابر المدير الإقليمي للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا «نهدف في الوقت الراهن إلى إدخال 100 شاحنة يومياً إلى غزة». وذكر أن لديه 170 ألف طن من المواد الغذائية خارج غزة، وهو ما يكفي لإطعام كل السكان لمدة ثلاثة أشهر.

لكنه لا يزال بحاجة إلى الحصول على تصريح لإدخالها إلى القطاع. وذكر أن ما يقرب من 470 ألف شخص في غزة يعانون من ظروف تشبه المجاعة، وأن هناك 90 ألف امرأة وطفل بحاجة إلى علاجات غذائية متخصصة.

سبيل وحيد

وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس، بأن فتح جميع المعابر وإغراق غزة بالمساعدة هما السبيل الوحيد لتجنب المزيد من تعميق المجاعة بين سكان القطاع.

وقالت، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، إن المطلوب هو 500 إلى 600 شاحنة على الأقل من الأساسيات كل يوم، معلنة ترحيبها ببيانات التدفقات الإنسانية والإعلانات عن تخفيف القيود المفروضة على تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأضافت: «نأمل أن يسمح للأونروا أخيراً بجلب آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والأدوية ولوازم النظافة الصحية، متواجدة حالياً في الأردن ومصر تنتظر الضوء الأخضر». وتابعت: «تفيد التقارير بأن المزيد من الأطفال ماتوا من الجوع».