الإمارات ترحب بإعلان فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين

ماكرون خلال لقائه عباس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك
ماكرون خلال لقائه عباس على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك

أبوظبي، وام - عواصم ، وكالات

قوبل اعتزام الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين بموجة ترحيب إقليمي ودولي واسع، ففيما اعتبرت دولة الإمارات الخطوة تعزيزاً لجهود تحقيق حل الدولتين وإرساء السلام العادل في المنطقة، شددت باريس على أنها تسعى وعبر قرارها لتأكيد أن معسكر السلام على صواب، بينما قوبل القرار الفرنسي برفض من الولايات المتحدة وإسرائيل.

ورحب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، بإعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة.

معتبراً أن هذه الخطوة تعزز جهود المجتمع الدولي لتحقيق حل الدولتين، وإرساء سلام عادل ودائم في المنطقة. وأعرب سموه عن تقدير دولة الإمارات لهذا القرار المهم، الذي يأتي في لحظة مفصلية تتطلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته.

والعمل بشكل جماعي لتفعيل المسار السياسي، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ويدعم في الوقت نفسه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

كما جدد سموه، تأكيد التزام دولة الإمارات الثابت بدعم تطلعات الشعب الفلسطيني، وصون حقوقه، ومواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق حل عادل ومستدام ينهي الصراع، ويمهد لبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً لشعوب المنطقة.

كما رحب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، برسالة ماكرون التي أكد فيها أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، معرباً عن تقديره لهذه الخطوة الشجاعة التي ستسهم بإرساء السلام القائم على حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي.

وقال إن هذه الخطوة انتصار للحق الفلسطيني، وتعكس حرص فرنسا على دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة والمشروعة في أرضه ووطنه، والتزامها بالشرعية والقانون الدولي.

ورحب الأردن بإعلان ماكرون باعتباره خطوة مهمة للتصدي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني.

وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، إلى أن هذا الإعلان ينسجم والجهود الدولية الهادفة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأعربت المملكة العربية السعودية، عن ترحيبها بإعلان ماكرون عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين. وأشادت المملكة بهذا القرار التاريخي الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشددة على أهمية مواصلة اتخاذ الدول للخطوات التي تسهم في إنفاذ القرارات الدولية وتعزز الالتزام بالقانون الدولي. وجددت المملكة دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد، لاتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.

وعبّرت الكويت، عن ترحيبها بإعلان ماكرون عزم بلاده الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. وشددت وزارة الخارجية في بيان، ضرورة اتخاذ سائر الدول خطوات مماثلة من أجل إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

بدورها، رحبت مصر، بإعلان ماكرون، اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرة ذلك خطوة فارقة وتاريخية، تدعم إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأكدت الخارجية المصرية في بيان، أن التحرك الفرنسي يمثل دعماً واضحاً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، مشددة على ضرورة أن تحذو بقية الدول التي لم تتخذ بعد هذا القرار النهج نفسه.

في الأثناء، دافعت فرنسا، أمس، عن قرارها الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة قريباً، مؤكدة أنها تسعى إلى تأكيد أن معسكر السلام على صواب. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو: إن باريس لا تكافئ بهذا القرار حماس بل تثبت أن الحركة على خطأ. وكتب بارو عبر منصة إكس: «لطالما رفضت حماس حل الدولتين، باعترافها بفلسطين تقول فرنسا إن حماس على خطأ، وتقول إن معسكر السلام على صواب في وجه معسكر الحرب».

في المقابل، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إعلان ماكرون بأن فرنسا ستعترف بفلسطين كدولة. وقال مكتب نتنياهو في بيان: «مثل هذه الخطوة تكافئ الإرهاب.. دولة فلسطينية في هذه الظروف ستكون منطلقاً لإبادة إسرائيل». كما رد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر إكس، وكتب: «دولة فلسطينية ستكون دولة حماس».

وفي رد فعل مقارب، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: «إن قرار ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين لا وزن له ولا يغير شيئاً». وصرح ترامب للصحافيين في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى اسكتلندا: «ما يقوله لا يهم..

إنه رجل جيد، أنا أحبه، لكن هذا التصريح لا وزن له، إنه لا يغير شيئاً». كما كتب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، على منصة إكس: «هذا القرار يخدم فقط دعاية حماس ويعيق السلام».

توافر ظروف

على صعيد متصل، قال وزير العلوم والتكنولوجيا البريطاني بيتر كايل: «نريد دولة فلسطينية، نرغب في ذلك، ونريد التأكد من توافر الظروف التي يمكن أن تتيح لهذا النوع من الحل السياسي طويل الأمد أن يتحقق..

أما حالياً، واليوم، علينا أن نركز على ما سيخفف من المعاناة الشديدة وغير المبررة في غزة، وهو ما يجب أن يكون الأولوية بالنسبة لنا اليوم». وقالت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، أمس، إنه لا يمكن للحكومة الاستمرار في انتظار الوقت النموذجي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإن التجربة تظهر أنه لن يكون هناك وقت مثالي أبداً.

وفيما قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني: «إن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يقترن باعتراف هذه الدولة الجديدة بإسرائيل»، صرح ناطق باسم الحكومة الألمانية، بأن برلين لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب، وأن أولويتها الآن تتجه لإحراز تقدم طال انتظاره نحو حل الدولتين.

السعودية والكويت ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية تثمّن التوجه الفرنسي

باريس:

باعترافنا نقول إن حماس على خطأ ومعسكر السلام على صواب

ترامب:

الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين لا وزن له ولا يغير شيئاً