المزرعة الشرقية تتوجّع تحت ضربات المستوطنين

كان الحزن ثقيلاً على قرية المزرعة الشرقية، الغافية في حضن جبل العاصور، شمال شرقي مدينة رام الله، في اليوم التالي لوداع الشابين سيف الدين مسلط، ومحمد شلبي، وكلاهما في الـ23 من العمر، إذ ولدا في نفس اليوم، وقضيا معاً برصاص المستوطنين.

أحدهما عاد قبل أيام من أمريكا التي يحمل جنسيتها، كي يعتني بأرض عائلته ويزرعها، قبل أن يصطدم بواقع آخر. جلس والدا الشابين وحولهما حشد من أبناء البلدة، يستقبلون المعزين. كانت ملامح الوجوه تشي بحجم الحزن.

«أنا حزين جداً، بل ويسحقني الألم على فقدان ابني، لكنني عندما أفكر في حادثة رحيله، أتفهم الدوافع التي قادته إلى هذا المصير، وهو الدفاع عن الأرض» قال رزق شلبي، مبيناً أن ابنه كان يحتج على ممارسات المستوطنين.

,أضاف لـ«البيان»: «ما يجري في المزرعة الشرقية وسنجل وقرى المنطقة، لا يختلف كثيراً عما جرى في بروقين وحوارة.. المستوطنون يضيقون الخناق علينا، والمستوطنات تحاصرنا من كل جانب.

وتجعل حياتنا جحيماً». تحول كلام مسلط إلى شيء من الغضب في بيت العزاء، إذ ظهر صدى صوته مدوياً، لينعكس على وجوه المعزين من أهالي البلدة الذين أخذ كل واحد منهم يتحدث عن هجوم المستوطنين، وحرق المزروعات والمنازل.

لم تتوقف اعتداءات المستوطنين على أراضي وممتلكات قرى شرق رام الله، فهم يلاحقون المزارعين صباح مساء، ويحرقون أشجارهم، ويطلقون النار عليهم، حيث راح ضحية اعتداءاتهم 8 شبان خلال أقل من شهر، 4 منهم في كفر مالك، واثنان في سنجل، ومثلهما في المزرعة الشرقية. «الناس تجد نفسها مرغمة على الاحتجاج»، قال رزق شلبي.

وأضاف: «في أحيان كثيرة، أتساءل.. أليس من حق أولادنا وشبابنا أن يعيشوا بأمن وسلام على أرضهم؟»، تدخل والد سيف الدين مسلط ليقول: «أي سلام ومصادرة الأرض مستمرة؟ أي سلام والمستوطنون يرتكبون أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا؟.. والله حتى أطفالنا لا يمكن إقناعهم بهكذا سلام».