جهود دولية لدعم مفاوضات هدنة غزة المتعثرة

 

دخلت المفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة أسبوعها الثاني دون تحقيق تقدم، في حين يسعى الوسطاء إلى تضييق الفجوات بين حماس وإسرائيل، التي قال الدفاع المدني إن ضرباتها على القطاع المحاصر خلفت أكثر من 20 قتيلاً.

وتواجه المفاوضات غير المباشرة التي تُجرى في الدوحة حالة جمود منذ أواخر الأسبوع الماضي، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل إلى هدنة مدتها 60 يومًا يتخللها الإفراج عن الرهائن.

وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس إن الوسطاء يبحثون عن "آليات مبتكرة" من أجل "تضييق الفجوات المتبقية" بين وفدي التفاوض.

وفي الوقت ذاته، اتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمّد "إفشال" جهود الوسطاء، في ظل عدم رغبته في التوصل إلى "أيّ اتفاق" لوقف إطلاق النار في غزة.

وقالت في بيان إن "نتنياهو سعى إلى إفشال جولات التفاوض، الواحدة تلو الأخرى، ولا يرغب في التوصل إلى أي اتفاق".

وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 22 شخصًا على الأقل الاثنين في ضربات إسرائيلية.

أما الجيش الإسرائيلي، فقال إن قواته دمرت "مباني وبنى تحتية" تستخدمها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في" الشجاعية "و"الزيتون" بمدينة غزة.

وأفادت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها استهدفوا "ناقلة جنود" في شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع.

سبق ذلك نشر "سرايا القدس"، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، مشاهد من استهداف "موقع قيادة وسيطرة" للجيش الإسرائيلي شرق الشجاعية في مدينة غزة أيضًا.

وكان مصدر فلسطيني مطلع قد كشف سابقًا أن حماس رفضت مقترحات إسرائيلية تشمل "إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهو ليس انسحابًا"، كما تشدد على "إبقاء قواتها على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه حماس".

وفي المقابل، اتهم مسؤول إسرائيلي الحركة برفض "تقديم تنازلات" وشن "حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعرب عن أمله في التوصل إلى "تسوية" خلال الأسبوع الحالي بشأن الحرب المستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا بين إسرائيل وحركة حماس.

قال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس إن مسعفين نقلوا "12 شهيدًا وعشرات المصابين" في استهداف إسرائيلي لمنازل وخيام النازحين في خان يونس.

وأدت إحدى الغارات على خيمة في خان يونس إلى مقتل والدي طفل وأشقائه الثلاثة، ونجا الطفل لأنه كان خارج الخيمة يجلب الماء، وفقًا لما روى عمه لوكالة فرانس برس.

وبحسب بصل، تم نقل القتلى والمصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس.

انطلقت الحرب في قطاع غزة بعد أن شنت حركة حماس هجومًا غير مسبوق في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام رسمية.

ومن بين 251 رهينة خطفهم مقاتلو حماس في هجوم أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

وترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف عنيف وعمليات عسكرية أدت إلى مقتل أكثر من 58,386 فلسطينيًا في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، وفقًا لأحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وأكد بنيامين نتنياهو أنه سيكون مستعدًا لمحادثات حول وقف إطلاق نار دائم فقط بعد التوصل إلى هدنة، عندما تتخلى حماس عن سلاحها.

ويواجه رئيس الوزراء ضغوطًا متزايدة لإنهاء الحرب، في ظل تزايد الخسائر البشرية في صفوف الجيش، والاستياء الشعبي من عدم حل قضية الرهائن على وجه الخصوص.