ارتفعت الآمال في التوصل إلى صفقة غزة ووقف إطلاق النار قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث اكد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، وجود «تقدم حقيقي» في مفاوضات رهائن غزة، فيما واصل فريق ترامب مساعيه الحثيثة. وقال ستيفن ويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط إن التوصل لصفقة هو «الأمر الأكثر أهمية» بالنسبة لترامب قبل حفل تنصيبه يوم 20 في الشهر الجاري.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض: «إننا نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين». وأضاف «ما زلت آمل بأن نتمكن من إجراء عملية تبادل (لأسرى مقابل رهائن)»
وأكد بايدن أن حركة «حماس» هي التي تقف في طريق هذا التبادل حالياً، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن بحاجة إلى إنجازه.
في غضون ذلك، واصل فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مساعيه الحثيثة ضمن المحادثات الهادفة إلى التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتحدث ستيفن ويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط عن «تعاون وثيق وغير عادي» مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، وقال في تصريحات للقناة لـ12 الإسرائيلية إن التوصل لصفقة هو «الأمر الأكثر أهمية» بالنسبة لترامب قبل حفل تنصيبه يوم 20 في الشهر الجاري.
وأضاف أن ترامب «وجهه شخصياً لممارسة أقصى قدر من الضغط للمضي قدماً في الاتفاق» وأوضح أن الرئيس المنتخب طلب منه العمل والضغط من أجل التوصل إلى صفقة تبادل، وأنه يفضل الخيار الدبلوماسي. ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر أمريكية لم تسمها بأن مسؤولين في إدارة بايدن أكدوا أن «هناك تنسيقاً كاملاً بين الطرفين، حيث ظل برات ماكغورك، ممثل بايدن، على اتصال مستمر مع ويتكوف».
وبحسب القناة، لوحظ تطور في المحادثات عندما وافقت «حماس» على قبول قائمة المحتجزين الـ34 التي قدمتها إسرائيل، وأعربت عن استعدادها لإطلاق سراح الأحياء من القائمة، بمن فيهم الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً والذين تم تعريفهم بأنهم في وضع إنساني.
وفي السياق، ذكرت قناة «إن بي سي نيوز» عن مسؤولين بالبيت الأبيض أن إدارة بايدن أبلغت ماكغورك بالتقدم المحرز بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ونقل موقع «والا» عن مصدر مطلع قوله إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر التقى في فلوريدا ويتكوف وبحث معه الصفقة المحتملة لتبادل المحتجزين. وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن يتوجه ويتكوف إلى الدوحة للانضمام إلى المحادثات.
أهالي الأسرى
من جانبهم، قال ممثلون عن عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة إن الطريقة الوحيدة لإعادة المحتجزين لا تتم إلا عبر اتفاق بين إسرائيل و«حماس»، منتقدين مماطلة نتانياهو وداعين للتوقيع على هذا الاتفاق.
وأضاف الممثلون عن عائلات الأسرى، في مؤتمر صحافي، إن الكثيرين قُتلوا نتيجة الضغط العسكري في قطاع غزة، مشيرين إلى أن «الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن حياة المحتجزين، وليس حركة حماس».
ميدانياً، أفادت مصادر فلسطينية بأن الغارات الإسرائيلية على مواقع متعددة في جميع أنحاء غزة أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وفي حادثين منفصلين استهدفت إحدى الهجمات الإسرائيلية مدرسة في منطقة جباليا، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص، وإصابة ما لا يقل عن خمسةٍ وعشرين آخرين. كما أسفرت غارة جوية أخرى في وسط غزة عن مقتل 10 أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال.
وبذلك ترتفع حصيلة القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية إلى أكثر من ستة وأربعين ألف شخص 46006، وإصابة نحو مئة وعشرة آلافٍ 109378، بحسب بيان لوزارة الصحة في غزة.
ومن جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن شركاءَ العمل الإنساني في وسط وجنوب غزة استنفدوا جميعَ الإمدادات في مستودعاتهم، كاشفة عن أن المساعدات العالقة خارج قطاع غزة تكفي لتوفير الغذاء لكافة سكان القطاع لأكثر من 3 أشهر.
إلى ذلك، أفادت دراسة بحثية نشرتها مجلة «لانسيت» الطبية بأنّ حصيلة القتلى في غزة خلال الشهور التسعة الأولى من الحرب بين إسرائيل و«حماس» هي أعلى بنحو 40 في المئة مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.