أعلنت السلطات في الكاميرون اعتقال 800 شخص ومقتل 16 آخرين، خلال مواجهات مع قوات الأمن على خلفية فوز الرئيس بول بيا في الانتخابات الرئاسية. ويعدّ هذا هو أول تعليق رسمي من جانب الحكومة بشأن حصيلة القتلى منذ اندلاع الاضطرابات.
وقال وزير الداخلية، بول أتانجا نجي، إن قوات الأمن قتلت 13 متظاهراً في مدينة دوالا، المركز الاقتصادي للبلاد، وثلاثة آخرين في المنطقة الشمالية خلال أعمال العنف. غير أن تقديرات شخصيات من المعارضة تشير إلى أن عدد القتلى بلغ 55 شخصاً، بحسب تقرير دولي نشر الأربعاء.
وقال باحثون في الشؤون الأفريقية إن حملة الإجراءات الصارمة ضد المتظاهرين والمواطنين العاديين في أنحاء الكاميرون تكشف بوضوح عن نمط متصاعد من القمع يلقي بظلال قاتمة على الانتخابات. وطالبوا السلطات بكبح تجاوزات قوات الأمن وفتح تحقيق ومحاكمة المسؤولين عنها، وطالبوا القادة السياسيين بدعوة أنصارهم إلى نبذ العنف.
واندلعت الاحتجاجات في معاقل المعارضة الرئيسية، بما في ذلك مدينة دوالا، وفي مدن واقعة شمالي البلاد مثل ماروا وغاروا، بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 أكتوبر.
وفاز بول بيا، البالغ من العمر 92 عاماً، وهو أكبر رؤساء العالم سناً، بالانتخابات ليضمن لنفسه ولاية ثامنة، وفقاً للنتائج الرسمية التي شككت في صحتها المعارضة، ومنهم منافسه في الانتخابات عيسى تشيروما بكاري، الذي أعلن فوزه في الانتخابات ودعا الكاميرونيين إلى رفض النتائج الرسمية.
ويشغل بيا منصب الرئاسة منذ عام 1982، أي لما يقارب نصف عمره، ليصبح بذلك ثاني رئيس يحكم الكاميرون منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960. ونادراً ما يظهر علناً، ويقول منتقدوه إن تقدمه في السن قد حد بشكل كبير من قدرته على الحكم.
