الحرائق تجتاح غرب إسبانيا و1100 حصيلة وفيات «الحر»

رجال إطفاء يكافحون حريق غابات في إحدى المناطق بالبرتغال
رجال إطفاء يكافحون حريق غابات في إحدى المناطق بالبرتغال

أتت الحرائق التي اجتاحت النصف الغربي من إسبانيا، على 30 ألف هكتار إضافي خلال 24 ساعة، وفق بيانات عبر الأقمار الاصطناعية لمرصد كوبرنيكوس الأوروبي، رغم الآمال بتحسن الوضع مع انحسار موجة الحر التي ضربت البلاد.

ووفق النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات الذي يعتمد على بيانات كوبرنيكوس، فقد بلغت المساحات المحترقة في إسبانيا من مطلع العام وحتى صباح أمس، نحو 373 ألف هكتار، بزيادة قدرها 30 ألف هكتار عن اليوم السابق، مع استمرار ارتفاع هذا الرقم.

وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، أن وحدات إطفاء من ألمانيا وصلت إلى شمال إسبانيا للمساعدة على مكافحة الحرائق. وقالت الوزارة إنه تم نشر أكثر من 20 مركبة للمساعدة على مكافحة حريق مستمر في جاريلا في منطقة إكستريمادورا التي تحد البرتغال.

كما أظهرت تقديرات أجريت باستخدام أداة يديرها معهد كارلوس الثالث لأبحاث الصحة العامة، أن أكثر من 1100 حالة وفاة على صلة بموجة الحر التي انتهت للتو في إسبانيا واستمرت 16 يوماً.

ويبلغ العدد الدقيق للوفيات المنسوبة إلى موجة الحر التي استمرت من 3 إلى 18 أغسطس، 1149 حالة وفاة بحسب هذا النظام المسمى مومو (رصد الوفيات) الذي يجمع عدد الوفيات في إسبانيا على أساس يومي، ويحسب الفرق في الوفيات مقارنة بالوفيات المتوقعة بناء على سلاسل تاريخية موثقة.

وحذر رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، من أن ساعات عصيبة لا تزال تنتظر البلاد في معركتها ضد الحرائق. وقال سانشيز في ختام زيارة إلى مركز القيادة التابع لعمليات مكافحة الحرائق في منطقة إكستريمادورا: أطلب من وسائل الإعلام ومن المواطنين والمواطنات توخي الحذر الشديد وعدم التراخي لأن أمامنا لحظات حرجة وساعات عصيبة.

وجدد سانشيز، اعتزامه الدفع نحو ميثاق وطني لمواجهة حالة الطوارئ المناخية، مضيفاً: حالة الطوارئ المناخية تتفاقم عاماً بعد عام، وتتسارع آثارها بشكل متزايد، وخصوصاً في شبه الجزيرة الإيبيرية.

إلى ذلك، قال مكتب الأرصاد الجوية، إن المملكة المتحدة في طريقها لتسجيل واحد من أشد فصول الصيف حرارة على الإطلاق. وشهد فصل الصيف درجات حرارة شديدة مستمرة حتى خارج موجات الحرارة الأربع التي ضربت البلاد.

حيث شهد شهرا يونيو ويوليو درجات حرارة أعلى بكثير من المتوسط. وتظهر الأرقام المؤقتة من مكتب الأرصاد الجوية، أن متوسط درجة حرارة في المملكة المتحدة من أول يونيو وحتى 17 أغسطس يبلغ 16.2 درجة مئوية، أي حوالي 1.6 درجة مئوية أعلى من متوسط درجة الحرارة.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية، عن العالمة بمكتب الأرصاد الجوية إميلي كارلايل قولها: يبدو أن هذا الصيف في طريقه ليكون واحداً من الأشد حرارة، إن لم يكن الأشد حرارة، منذ أن بدأت سلسلة السجلات في عام 1884.

حصيلة

في السياق، وصلت حصيلة قتلى الأمطار الغزيرة التي تشهدها باكستان إلى نحو 400 شخص خلال 5 أيام، وفق ما أعلنت السلطات، فيما استأنف عناصر الإنقاذ والسكان البحث عن ناجين.

وتسببت الأمطار الغزيرة في أنحاء مناطق شمال باكستان بفيضانات وانزلاقات للتربة جرفت قرى بأكملها فيما علق العديد من السكان تحت الركام وفقد العشرات.

وأفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، بأن 356 شخصاً لقوا حتفهم في إقليم خيبر-باختونخوا الجبلي المحاذي لأفغانستان وحده، منذ مساء الخميس. وقضى العشرات في المناطق المحيطة، ما يرفع حصيلة القتلى خلال الأيام الـ5 الأخيرة إلى نحو 400 شخص.

قتلى ومفقودون

كما قالت وسائل إعلام رسمية في الصين، أمس، إن 3 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم جراء الأمطار الغزيرة في شمال البلاد، ما يرفع عدد الوفيات جراء العواصف في الآونة الأخيرة بالمنطقة إلى 13، فيما لا يزال 5 أشخاص في عداد المفقودين في ظل توقعات باستمرار هطول الأمطار.

وذكرت وكالة أنباء شينخوا، أنه جرى انتشال 3 جثث من مياه السيول بمدينة أوردوس في منغوليا الداخلية مع تسجيل فقدان 3 أشخاص بالقرب من ضفاف النهر الأصفر على بعد نحو 70 كيلومتراً. وأفادت تقارير تلفزيونية إخبارية، بأن أمطار أول من أمس كانت الأولى ضمن 3 موجات متوقعة خلال الأيام القليلة المقبلة.

تقدم إعصار

في الأثناء، يواصل الإعصار إيرين تقدمه نحو بهاماس مصحوباً برياح عاتية وأمطار غزيرة، فيما يتزايد خطر تسببه بأمواج عالية على الساحل الأمريكي.

ويتقدم الإعصار الذي أعيد تصنيفه في المرتبة الثالثة من أصل 5 مراتب، في منطقة الكاريبي مصحوباً برياح وصلت سرعتها إلى 205 كيلومترات في الساعة، وفق النشرة الأخيرة الصادرة عن المركز الأمريكي للأعاصير.

وبعد بهاماس، من المتوقع أن يتجه شمالاً لينتقل صوب ساحل الولايات المتحدة الشرقي وبرمودا خلال الأسبوع. ومع أنه لا يتوقع أن يضرب اليابسة في الولايات المتحدة، غير أن السلطات المحلية دعت السكان إلى عدم الاستخفاف به.