نداء أممي عاجل لنهج شامل يحل الأزمة السورية

نازحون سوريون يغادرون بيوتهم في محيط مدينة حماة بعد اشتباكات بين الجيش السوري والجماعات المسلحة
نازحون سوريون يغادرون بيوتهم في محيط مدينة حماة بعد اشتباكات بين الجيش السوري والجماعات المسلحة

واشنطن: لا حل عسكرياً للصراع ونرحب بأي دور فعال لإنهاء الأزمة

استمر تسارع التطورات في سوريا، وفيما دعت الأمم المتحدة إلى انخراط جاد من جميع الأطراف بغية وضع نهج جديد وشامل لحل الأزمة، أكدت واشنطن أن لا حل عسكرياً للصراع، وأن خفض التصعيد يظل الخيار الأمثل، في وقت نفت دمشق انسحاب قواتها من حمص، بل أكدت تعزيزها بقوات إضافية ضخمة.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن الوقت قد حان لجميع الأطراف المعنية في سوريا للانخراط بجدية مع مبعوثه الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، لوضع نهج جديد وشامل لحل الأزمة المتواصلة في البلاد، وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، مشيراً إلى أهمية استعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري.

ودعا غوتيريش، في تصريحات أدلى بها في الأمم المتحدة بنيويورك، جميع من لهم النفوذ على الأطراف المعنية للقيام بدورهم لتخفيف المعاناة الطويلة التي يمر بها الشعب السوري، قائلاً: من المؤلم رؤية هذا التشرذم التدريجي لسوريا. ولفت إلى الهجوم الأخير الذي شنته هيئة تحرير الشام، المشمولة بعقوبات مجلس الأمن الدولي الجزائية، بجانب عدد من جماعات المعارضة المسلحة الأخرى على مناطق تسيطر عليها الحكومة، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى تحولات كبيرة في الخطوط الأمامية.

وحذر غوتيريش، من أن عشرات الآلاف من المدنيين معرضون حالياً للخطر في منطقة مشتعلة بالفعل، قائلاً: إننا نشهد الثمار المريرة لفشل جماعي مزمن لترتيبات خفض التصعيد السابقة في إنتاج وقف إطلاق نار حقيقي أو عملية سياسية جادة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن.. هذا يجب أن يتغير. وكشف الأمين العام، عن أنه ناقش أمس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مستجدات الوضع في سوريا، مشيراً إلى أنه أكد له على الحاجة الملحة إلى وصول المساعدات الإنسانية الفورية إلى جميع المدنيين المحتاجين، والعودة إلى العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة لإنهاء إراقة الدماء. وذكر الأمين العام بالالتزامات التي تقع على جميع الأطراف في سوريا لضمان حماية المدنيين بموجب القانون الدولي.

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن لا حل عسكرياً للصراع الدائر في سوريا، مشيرة إلى تشجيعها على خفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات من مختلف الأطراف، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254. وأعربت الخارجية الأمريكية عن ترحيبها بأي دور جيد وفعال من أجل إنهاء هذه الأزمة. وفي تطور لافت، كشفت مصادر خاصة لقناة سكاي نيوز عربية، عن أن روسيا أبلغت سوريا بأن أي تدخل لها سيكون محدوداً، وأن لديها أولويات أخرى في هذا التوقيت.

نفي

ميدانياً، نفت وزارة الدفاع السورية ما راج من أنباء عن انسحاب القوات الحكومية من حمص. وعقب معلومات بثها المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن الانسحاب الحكومي من المدينة، أكدت الوزارة في بيان أن الجيش العربي السوري موجود في حمص وريفها.. وتم تعزيزه بقوات ضخمة إضافية. كما راجت أنباء عن انسحاب القوات الحكومية من دير الزور وانتشار قوات تابعة لما يسمى قوات سوريا الديمقراطية في المدينة.

إغلاق معبر

إلى ذلك، قرر الأردن إغلاق معبر جابر الحدودي الوحيد العامل مع سوريا بسبب الظروف الأمنية، وفق ما أعلن وزير الداخلية. وقال الوزير مازن الفراية، إنه تم إغلاق معبر جابر الحدودي المقابل لمعبر نصيب السوري، وذلك بسبب الظروف الأمنية المحيطة في الجنوب السوري، مشيراً إلى أنه سيتم السماح للأردنيين والشاحنات الأردنية بالعودة إلى أراضي المملكة، فيما ستمنع حركة المرور للمغادرين إلى الأراضي السورية. وأكد الفراية أن الأردن يتابع التطورات الجارية في سوريا، بينما تستمر القوات المسلحة بتأمين الحدود.

نزوح

بدوره، دق مسؤول كبير بالأمم المتحدة، ناقوس الخطر من اضطرار ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في سوريا إلى النزوح بسبب تصاعد القتال. وقال سامر عبد الجابر، مدير تنسيق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي للصحفيين في جنيف، إن العنف دفع بالفعل 280 ألفاً إلى النزوح، ويتوقع نزوح 1.5 مليون إذا استمر الوضع في التطور بالوتيرة ذاتها.